احتدمت المعارك في اوكرانيا خلال الساعات الاخيرة مع تبادل الجيش الروسي وقوات كييف الهجمات على الجبهتين الشرقية والجنوبية الشرقية، فيما يقدم الغربيون خطة التزامات طويلة الأمد لأمن أوكرانيا الأربعاء اليوم الثاني من قمة الناتو.
وقال الجيش الأوكراني الاربعاء، انه صد عشرات الهجمات الروسية على هاتين الجبهتين، فيما اكدت موسكو وقوع اشتباكات تمكنت خلالها وقف تقدم قوات كييف قرب مدينة باخموت المدمرة التي استولت عليها قواتها اواخر ايار/مايو.
وتقول أوكرانيا إنها مستمرة في استعادة أراض في منطقة باخموت في اطار هجومها المضاد، والذي يقول الرئيس فولوديمير زيلينسكي ان مراحله الأولى على هاتين المنطقتين تسير وفق المخطط، وان كان لا يخفي خيبة امله بسبب بطء التقدم فيهما.
وقال أندري كوفاليوف المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية ان قوات بلاده تمكنت من صد تقدم روسي مدعوم بقصف مدفعي قرب بلدتين شمال باخموت كانت مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية استولت عليهما أواخر مايو/ أيار.
وتؤكد القوات الاوكرانية إنها تحقق تقدما على الأطراف الجنوبية لباخموت، وخصوصا في قرية كليششيفكا الواقعة في منطقة استراتيجية مرتفعة،
ويرى محللون ان السيطرة على القرية ستمكن القوات الأوكرانية من حصار الروس في باخموت.
ةقال الجيش الاوكراني الاثنين انه استطاع بالفعل قصف أهداف في باخموت انطلاقا من مرتفعات سيطر عليها في محيط كليشتشيفكا.
بدوره اكد الجيش الروسي صد ما يصل عدده على تسع محاولات تقدم قامت بها القوات الاوكرانية في منطقة دونيتسك الشرقية، إحداها بالقرب من تلك القرية.
وعلى الجبهة الجنوبية، كان الجيش الاوكراني قد استعاد قرى عدة في اطار حملة باتجاه بحر آزوف استهدف من خلالها قطع امدادات القوات الروسية عبر جسر شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وقال الجيش الاوكراني انه تمكن من صد نحو 27 هجوما شنتها القوات الروسية في هذا القطاع، وكبدها خلال ذلك مئات القتلى والجرحى.
وبعد 500 يوم من الحرب، لا يزال الجيش الروسي يسيطر على ما تصل نسبته الى 17% من الأراضي الأوكرانية، الامر الذي يجعل المكاسب المتحققه لقوات كييف خلال هجومها المضاد الذي اطلقته الشهر الماضي تبدو ضئيلة جدا.
خطة تعهدات الناتو
الى ذلك، من المرتقب ان يقدم الغربيون خطة التزامات طويلة الأمد لأمن أوكرانيا الأربعاء اليوم الثاني من قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
وسببت القمة خيبة أمل لزيلينسكي الذي ضغط مطولا لانتزاع جدول زمني محدد لانضمام اوكرانيا إلى صفوف الحلف، ودون ان يتحقق له ذلك.
وانتقد الرئيس الاوكراني بشدد قادة الناتو بسبب ما قال انه نقصف ارادتهم في ضم بلاده الى هذا الحلف العسكري.
ويؤكد الحلف وعلى راسه الولايات المتحدة ان ميثاق الناتو لا يتيح قبول عضوية دولة في حالة حرب، كما ان انضام اوكرانيا في هذا الوقت سيعني مواجهة مباشرة مع روسيا.
وفي مسعى لامتصاص غضب زيلينسكي وطمأنته، يرتقب ان يتضمن بيان مشترك ستنشره دول مجموعة السبع الاربعاء، خطة طويلة الامد لدعم اوكرانيا في مواجهة روسيا واي اعتداءات قد تتعرض لها مستقبلا.
وتضم المجموعة كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة وألمانيا وكند.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ان البيان سيؤكد التزام المجموعة ضمان ألا تصبح أوكرانيا مجددا ضعيفة، وذلك من خلال اتفاقات ثنائية سيجري ابرامها لاحقا وتشتمل على تفاصيل أسلحة ستقدم لكييف على مدى العقد المقبل.
ومنذ اندلاع الحرب العام الماضي، قدم الغرب الى اوكرانيا أسلحة بقيمة عشرات المليارات. علما ان الولايات المتحدة قدمت وحدها اكثر من اربعين مليار دولار لهذا البلد من اجل مساعدته في التصدي للجيش الروسي.
والثلاثاء، تعهدت المانيا بتقديم مزيد من الاسلحة لاوكرانيا من بينها دبابات ومدرعات وصواريخ باتريوت بقيمة 700 مليون يورو، فيما قالت فرنسا ان سترسل صواريخ الى كييف صواريخ "سكالب" طويلة المدى، في حين تعهد تحالف يضم 11 بلدا بان يبدا اعتبارا من الشهر المقبل في بتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات "اف-16" الاميركية.
وعلى حجمها، لكن هذه الوعود والاسلحة ليست ما اراده زيلينسكي تحديدا من قمة الناتو، حيث ان مبتغاه كان ضم بلاده الى الحلف لضمان ان تتمتع بمظلة الدفاع الجماعي التي يوفرها.
وفي اليوم الأول من قمتهم اكد قادة الحلف بأن مستقبل أوكرانيا هو في الناتو، وعمدوا الى اختار العملية التي يتعين على هذا البلد كييف اتباعها ليصبح عضوا في المنظمة.
