حماس تحذر من مشروع القرار الأمريكي والعالم يترقب اجتماع مجلس الأمن

تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2025 - 07:25 GMT
_

صرّح المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، حازم قاسم، بأن التعديلات التي أُدخلت على مشروع القرار الأميركي المقرر طرحه أمام مجلس الأمن لا تُسهم في استقرار الأوضاع داخل قطاع غزة، محذراً من أن المشروع يستبدل الاحتلال الإسرائيلي بوصاية دولية جديدة.

وأوضح قاسم في حديثه لقناة الجزيرة أن هذه التعديلات تمنح جهات غير فلسطينية وصاية فعلية على الحوكمة والأمن في غزة، بما يمثل تدخلاً مباشرًا في الشؤون الداخلية الفلسطينية، من دون انتظار ترتيبات وطنية مستقلة.

وبحسب المتحدث باسم حماس، فإن البديل المناسب هو قرار أممي يعزز وقف إطلاق النار ويؤسس لقوة دولية لحفظ السلام تكون مهمتها واضحة ومحددة، تشمل الفصل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والسكان المدنيين في القطاع، وضمان صمود الهدنة.

وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب تضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتخفيف صيغة مشروع القرار الأميركي، خصوصاً في البنود المتعلقة بالقوة متعددة الجنسيات المقترحة لقطاع غزة، وكذلك الإشارات الواضحة نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية.

وأفادت الهيئة بأن فريق رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار مسؤولي وزارة الخارجية يجرون اتصالات مكثفة مع البيت الأبيض ومع قادة دول عربية لتعديل البنود الأكثر حساسية في المشروع، والذي تصفه تل أبيب بأنه "غير متوقع وخطير".

وقال قاسم إن الولايات المتحدة تحاول استرضاء أطراف عدة عبر صياغات غير ملزمة سياسياً، مشدداً على ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن يضمن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ويمنع تجدد الحرب على غزة، وينص بوضوح على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن أي قرار قادم يجب أن يمنع تغوّل الاحتلال الإسرائيلي على غزة أو الضفة الغربية أو القدس المحتلة، مجدداً التأكيد على ضرورة حماية الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وتشير مسودة مشروع القرار إلى أنه عقب تنفيذ خطة إصلاح داخل السلطة الفلسطينية، قد تتوافر شروط "مسار موثوق" نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية، بالتوازي مع حوار أميركي بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين لبحث آفاق سياسية للتعايش. كما تنص المسودة على أن القوة متعددة الجنسيات ستعمل في غزة بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي ومصر، بهدف ضمان الاستقرار واستبدال حكم حماس ووجود جيش الاحتلال، على أن تُنشأ قوة شرطة فلسطينية محددة يجري تدريبها والإشراف عليها لإدارة الأمن والحدود.

وفي ملف آخر، أكد قاسم أن اللقاءات بين قيادات حماس ومسؤولين أميركيين تُعد ذات أهمية كبيرة، لأنها تتيح للحركة عرض موقفها بشكل مباشر بعيداً عن الرواية التي يروّج لها الاحتلال الإسرائيلي. وجاء حديثه تعليقاً على ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن استعداد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لعقد اجتماع جديد مع خليل الحية، لبحث خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.

وأشار قاسم إلى أن هذه اللقاءات تكتسب أهمية متزايدة في ظل قدرة الولايات المتحدة على الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لضمان التزامه بوقف إطلاق النار، معتبراً أن واشنطن تبقى الجهة الوحيدة القادرة على فرض هذا المسار على تل أبيب.

ويُذكر أن وقف إطلاق النار في غزة دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية، بموجب اتفاق شرم الشيخ الذي رعته قطر ومصر وتركيا، ضمن خطة من عشرين بنداً وضعها الرئيس الأميركي.