شهد اليوم الثاني لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان تشكل طوابير طويلة من الناخبين مجددا أمام مراكز الاقتراع في جوبا عاصمة الجنوب السوداني، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام،واصطف الناخبين في طوابير أمام مراكز عدة للاقتراع في جوبا منذ ساعات الصباح الأولى بانتظار دورهم للاقتراع.
وكانت مراكز الاقتراع مددت الأحد، إلى ما بعد الساعة الخامسة مساء، فترة المشاركة بسبب كثافة المقترعين.
ومن المقرر أن تتواصل عمليات الاقتراع في هذا الاستفتاء لمدة أسبوع حتى الخامس عشر من الشهر الحالي بسبب صعوبة المسالك في جنوب السودان، أما النتيجة فقد لا تظهر قبل نهاية الشهر.
وفي شان متصل أكد الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، أنه تلقى تأكيدات من الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، تقضي بتحمّل الخرطوم كامل الديون المستحقة على البلاد حالياً، في حال قرر الجنوبيون الذي يقترعون في استفتاء مصيري، الانفصال وتشكيل دولة مستقلة، رغم الخلاف الطويل الذي ساد سابقاً حول تقاسم الثروة والديون.
وقال كارتر في تصريحات لشبكة الـ CNN: "لقد تحدثت مع الرئيس البشير، وقال إن كل الديون يجب أن تسجل على عاتق الشمال وليس الجنوب.. وبالتالي يمكن أن ينطلق الجنوب بميزانية نظيفة من الالتزامات المالية، وسيكون عليه في المستقبل إجراء ترتيبات حول سبل التمويل الممكنة."
ولم يوضح كارتر ما إذا كان السودانيون قد توصلوا إلى اتفاقية حول هذا الأمر، أم أنه سيكون خطوة أحادية الجانب من الخرطوم، كما لم يشر إلى احتمال وجود اتفاق مماثل حول مستقبل النفط، وخاصة منطقة أبيي المتنازع حولها بين الشمال والجنوب.
من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن سروره البالغ لقيام "شعب جنوب السودان بتحديد مصيرهم"، قائلا إنه "مسرور للغاية" لبدء الاقتراع بشأن الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب السوداني.
وقال أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض "هذه خطوة تاريخية في عملية استمرت سنوات باتجاه التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب".
وأضاف البيان أن "المجتمع الدولي متحد ومصمم على ضمان أن تكون جميع الأطراف في السودان ترقى إلى مستوى التزاماتها".
وتابع "نحن نعلم أن هناك من قد يحاول عرقلة عملية التصويت" مضيفا "يجب أن يسمح للناخبين بالوصول إلى مراكز الاقتراع ويجب أن يكونوا قادرين على الإدلاء بأصواتهم بعيدا عن الترهيب والإكراه".
وأكد أن جميع الأطراف ينبغي عليها الامتناع عن التصريحات التحريضية أو الأعمال الاستفزازية التي يمكن أن تثير توترات أو تمنع الناخبين من التعبير عن إرادتهم.
وأشار إلى أن "العنف في منطقة أبيي يجب أن يتوقف" قائلا "على الرغم من انطلاق عملية الاستفتاء بنجاح فإن هناك كما هائلا من العمل لا يزال موجودا لضمان تمكن شعب السودان من العيش في كنف الأمن والكرامة".
وأضاف أوباما "إن العالم سيراقب تطورات الأيام المقبلة.. والولايات المتحدة ستبقى ملتزمة تماما بمساعدة الأطراف على حل حاسم لقضايا ما بعد الاستفتاء بغض النظر عن نتيجة التصويت".
وفي بيان منفصل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن البداية الناجحة للتصويت "تمثل خطوة تاريخية نحو تنفيذ اتفاق السلام الشامل".
وأضافت "لقد تم إحراز تقدم كبير في الأشهر الأخيرة نحو التحضير للاستفتاء بما في ذلك الانتهاء بنجاح من تسجيل الناخبين ووضع ترتيبات تقنية أخرى".