قررت اسرائيل الثلاثاء، اغلاق المنطقة الصناعية قرب حاجز ايريز على الحدود مع قطاع غزة، في خطوة ادرجتها في سياق خطة رئيس الوزراء ارييل شارون للانسحاب من القطاع، والتي استقال وزير الاسكان زعيم "الحزب الوطني الديني" ايفي ايتام ونائبه من الحكومة احتجاجا على اقرارها.
واستندت وزارة الصناعة والتجارة الاسرائيلية الى اسباب امنية ومشاكل امداد وتموين كأسباب لاغلاق المنطقة الصناعية التي قدمت المصانع القائمة فيها وعددها 200 ومصنعا واحدا امثلة نادرة لتعاون اسرائيلي فلسطيني خلال ثلاثة اعوام ونصف العام من الصراع.
ولم يحدد الاعلان الذي جاء فى اعقاب موافقة الحكومة الاسرائيلية من حيث المبدأ الاحد الماضي على خطة لسحب قوات ومستوطنين من قطاع غزة موعدا للاغلاق.
وتقضي الخطة باخلاء المستوطنات ال21 القائمة في قطاع غزة واربع مستوطنات معزولة في شمال الضفة الغربية اعتبارا من اذار/مارس 2005
واتهم الفلسطينيون شارون بعزمه تكثيف المزيد من المعاناة في غزة التي تصاعدت اعمال العنف بها مؤخرا من الجانبين حيث يتوعد كل طرف لاعتبار الانسحاب المزمع منها على انه انتصار له.
وقال غسان الخطيب وزير العمل الفلسطيني انه من غير المقبول ان تقوم اسرائيل بتنفيذ اجراءات احادية الجانب دون التشاور مع الجانب الفلسطيني لتزيد بذلك من معاناة العمال الفلسطينيين.
ويروج شارون لخطته التي طرحها على انها كسر للجمود على المسار الدبلوماسي في الشرق الاوسط ولكنه يعاني لكسب تاييد المتشددين اليمنيين للخطة التي يعارضونها بوصفها "مكافأة للارهاب الفلسطيني".
ويعمل نحو اربعة الاف فلسطيني في مصانع النسيج والحديد والاثاث بالمنطقة الصناعية في ايريز ويحصلون على اجور تعد جيدة مقارنة بمستويات الاجور في غزة.
وشهد مجمع ايريز المحصن جيدا والذي يعد ايضا نقطة عبور كبري من قطاع غزة الى اسرائيل العديد من الهجمات الفدائية.
استقالة وزير ونائبه
وفي سياق متصل مع تفاعلات اقرار خطة شارون، فقد اعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان وزير الاسكان ايفي ايتام زعيم الحزب الوطني الديني الناطق باسم المستوطنين ونائب الوزير يتسحاق ليفي، قدما مساء استقالتيهما الى رئيس الوزراء احتجاجًا على اقرار الحكومة لخطته.
وكان ايتام اعلن في وقت سابق انه على وشك تقديم استقالته تعبيرا عن استيائه بعد موافقة الحكومة على خطة شارون.
وقالت الاذاعة ان ايتام كتب في رسالته ان "قرار الحكومة يقدم لحركة حماس على طبق من ذهب دولة ارهابية تقام على الدم اليهودي".
واضافت الاذاعة ان نائب وزير الاسكان اسحق ليفي العضو ايضا في الحزب الوطني الديني استقال بدوره، مشيرة في المقابل الى ان الوزير الثاني الممثل للحزب الوطني الديني زفولون اورليف (الشؤون الاجتماعية) لم يتطرق الى موضوع استقالته.
وخلافا لموقف الوزير ونائبه، فقد اعلن الحزب الوطني الديني انه سيبقى في الائتلاف الحاكم لمدة ثلاثة شهور على الاقل وهو ما يحول دون الانهيار السريع للحكومة بسبب خطة الانسحاب من غزة.
وقال نسيم سلوميانسكي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب قال ان الحزب سيظل في الائتلاف في الوقت الراهن رغم معارضته الشديدة لاخلاء مستوطنات كما ورد في خطة شاورن التي أيدتها الولايات المتحدة.
وأضاف للصحفيين "سيتعين ان نقرر بعد ثلاثة شهور خطواتنا التالية. الجميع يحاولون الحفاظ على وحدة الحزب القومي الديني" في اشارة لخلافات داخلية حول البقاء في الائتلاف.
ومن شأن انسحاب الحزب حرمان شارون من الاغلبية في البرلمان والتي تقلصت الى مقعد واحد فقط الاسبوع الماضي بعدما أقال وزراء من حزب الاتحاد القومي لضمان موافقة الحكومة على خطته.—(البوابة)—(مصادر متعددة)