رحل روبرت ريدفورد، أحد أبرز وجوه السينما الأمريكية، عن عمر بلغ 89 عامًا. توفي في منزله الجبلي قرب مدينة بروفو في ولاية يوتا، كما أفادت مصادر إعلامية، دون إعلان رسمي عن سبب الوفاة. وأكدت مديرة أعماله أنه فارق الحياة أثناء نومه.
ريدفورد لم يكن مجرد ممثل، بل كان رمزًا لفترة ذهبية في تاريخ هوليوود. انطلقت شهرته الواسعة عام 1969 عندما أدى دور "ساندانس كيد" في فيلم "بوتش كاسيدي وساندانس كيد"، إلى جانب بول نيومان. هذا الدور لم يكن اختيارًا عشوائيًا، بل جاء نتيجة تماهيه الشخصي مع شخصية الخارج عن القانون، كما صرّح لاحقًا، وهو ما جعله يفضّل هذا الدور على دور "بوتش كاسيدي" الذي رُشّح له أولًا.
خلال مسيرته الطويلة، جمع ريدفورد بين الأداء التمثيلي والإخراج، ونال ترشيحات متعددة لجوائز الأوسكار، منها ترشيح لأفضل ممثل عن فيلم "اللدغة" عام 1973، وجائزة أفضل مخرج عن فيلم "أشخاص عاديون" عام 1980، وترشيح آخر عن فيلم "كويز شو" عام 1994. وفي عام 2002، حصل على جائزة الأوسكار الفخرية، وقال في كلمته آنذاك إنه أمضى حياته ينظر إلى الأمام، لكنه في تلك اللحظة نظر إلى الخلف ورأى تاريخًا لم يفكر فيه كثيرًا.
ولد ريدفورد في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا عام 1936، ودرس في الأكاديمية الأميركية للفنون المسرحية. بدأ مشواره الفني على خشبة المسرح في أواخر الخمسينيات، ثم انتقل إلى التلفزيون في الستينيات، حيث شارك في عدد من المسلسلات التي مهدت له الطريق نحو السينما.
من أبرز أعماله المبكرة فيلم "حافي القدمين في الحديقة" إلى جانب جين فوندا، وهو الدور الذي سبق أن قدمه على المسرح. هذا الانتقال من المسرح إلى الشاشة الكبيرة كان خطوة طبيعية لفنان عرف كيف يطوّر أدواته ويختار أدواره بعناية.
