يعاني بعض الأشخاص من فرط التعرق الذي قد يؤدي بهم أحيانا الى استخدام طرق غير تقليدية في علاج المشكلة مثل حقن البوتكس أو إزالة الغدد العرقية. لكن من جهة أخرى، يعاني بعض الأشخاص من عدم التعرّق، والمعروف أيضاً باضطراب نقص التعرّق، وقد تتحوّل هذه الحالة إلى وضع خطير أحياناً. حين يعجز الجسم عن التعرّق هو لا يستطيع أن يبرّد نفسه، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وأحياناً إلى حدوث صدمة حرارية وهي حالة قد تؤدي إلى الوفاة.
قد يصعب تشخيص عدم القدرة على التعرّق، وغالباً ما تبقى معظم الحالات الخفيفة بدون تشخيص. كذلك يمكن لعشرات الأسباب أن تؤدي لهذه الحالة مثل رضوض الجلد وبعض الأمراض والأدوية.
يتضمّن علاج عدم التعرّق تحديد السبب الكامن، إلا أنّه في بعض الحالات يبقى سبب عدم القدرة على التعرّق غير معروف.
ما هي أعراض اضطراب نقص التعرّق؟
إن الإشارة الأساسية لعدم القدرة على التعرّق تكمن بكميات العرق الضئيلة لدى شخص ما أو انعدام العرق تماماً. قد تحدث هذه الحالة كالتالي:
• في معظم أنحاء الجسم
• في منطقة واحدة في الجسم
• في عدّة أماكن متفرّقة من الجسم
قد تفرز أحياناً المناطق غير المصابة كميات كبيرة من العرق في محاولة للتعويض، وبهذا يمكن للمريض أن يشكو من تعرّق غزير في جزء من جسمه، في حين تكون أجزاء أخرى من جسمه ضعيفة أو منعدمة التعرّق. يمكن لعدم القدرة على التعرّق أن تتطوّر لتصبح جزءاً من مجموعة من أعراض مرض آخر كداء السكري أو الصداف.
إن انعدام القدرة على التعرّق التي تصيب أجزاء كبيرة من الجسم تمنع الجسم من تبريد نفسه بشكل مناسب، وفي هذه الحالة يمكن للتمارين الكثيرة والعمل الشاق والطقس الحار أن تسبب تشنجاً حرارياً وحتى صدمة حرارية. تتضمن أعراض الإصابة ما يلي:
• قلّة أو انعدام التعرّق على الإطلاق
• الدوّار
• التشنجات أو الضعف العضلي
• التورّد
• الخفقان القلبي
يمكن في الحالات الشديدة أن يصاب المريض بالهلوسة أو السبات.
ما هي أسباب الاصابة باضطراب نقص التعرّق؟
هناك نمطان من الغدد العرقية في الجلد، الغدد الناتجة والغدد المفترزة:
الغدد الناتحة: تتواجد في معظم أنحاء الجسم وتنفتح مباشرة على سطح الجلد. عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، يقوم الجهاز العصبي الذاتي بتنبيه الغدد الناتحة التي تقوم بإفراز العرق الذي يعمل على تبريد الجسم من خلال تبخره عن سطح الجلد. الغدد المفترزة: تتواجد هذه الغدد في المناطق الغزيرة بالجريبات الشعرية مثل فروة الرأس والإبط والمنطقة الأربيّة.
في حال الإصابة بعدم القدرة على التعرّق، تتوقف بعض أو معظم الغدد العرقية عن العمل، و بالتالي لا يستطيع الجسم أن يقوم بتبريد نفسه بشكل طبيعي.
يمكن أن ينجم هذا الأمر عن العديد من الأسباب ومنها:
- الأذية العصبية: يقوم الجهاز العصبي الذاتي بتنظيم النشاطات غير الإرادية كالهضم ونبض القلب والتوتر الشرياني وحرارة الجسم. يمكن أن تؤثر إصابات الأعصاب التي تتحكم بهذا الجهاز على وظيفة الغدد العرقية.
- الأذية الجلدية: يمكن أن يؤدي الرض الفيزيائي للجلد خاصة الناجم عن الحروق الشديدة إلى تخريب دائم في الغدد العرقية، كما يمكن لبعض الأمراض الجلدية مثل التهاب الغدد العرقية القيحي، أن يعيق أو يسدّ مجرى الغدد العرقية، كما يمكن لمضادات التعرّق أن تؤدي إلى ذلك.
- بعض الأدوية: يمكن أن تسبّب العديد من الأدوية نقصاً في القدرة على التعرّق، وخصوصاً الأدوية المضادة الفعل ومضادات الاكتئاب وبعض الأدوية المضادة للذهان وعادة ما يعود التعرّق إلى الحالة الطبيعية عند إيقاف هذه الأدوية.
العلاج:
يتركز علاج عدم القدرة على التعرّق على المشكلة التي أدّت لهذا الأمر أكثر من علاج عدم القدرة على التعرّق بشكل خاص.
عدم القدرة على التعرّق الذي يصيب جزءاً صغيراً من الجسم، لا يسبب عادة أي مشكلة ولا يحتاج لأي علاج، بينما يمكن للإصابة التي تشمل مساحات كبيرة من الجسم أن تكون حالة خطيرة. يحتاج أي شخص يتعرّض لفرط الحرارة لعلاج فوري للوقاية من تفاقم الأعراض.