ماهو السبب الحقيقي وراء الانتحار ؟

تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2004 - 01:19 GMT

أن الانتحار يحتل المرتبة الخامسة عشرة في أسباب الوفاة عند الأمريكيين ضمن الفئة العمرية بين 65-74 مما يجعله مساويا للوفيات بسبب مرض الزهايمر ضمن نفس الفئة.

 

بعد أن أوضحت الإحصائيات مدى عمق المشكلة تنصب الجهود الآن لمعرفة الأسباب التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة بين الأشخاص المسنين حيث يعزي بعض الأطباء هذه الظاهرة إلى عوامل ثقافية اجتماعية.

 

يضيف العلماء أن العوامل الأساسية التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة هي العزلة الاجتماعية التي يعاني منها المسنين في الولايات المتحدة وفقدان الزوجة بسبب الوفاة وكذلك بسبب الاختلالات العقلية التي تترافق مع الشيخوخة.

 

 أي في العموم يقدم المسنين على الانتحار بسبب اليأس وقناعتهم أن الأمور لن تتحسن مع الوقت بل على العكس ستزداد سوءا.

 

كذلك فانه عادة ما تأتي حالات الانتحار بعد إصابة المسن بالاكتئاب، حيث تحتوي الولايات المتحدة على 35 مليون شخص تتعدى أعمارهم الخامسة والستين ويقدر عدد المصابين منهم بالاكتئاب بحوالي مليوني شخص إضافة إلى وجود بوادر اكتئاب لدى خمسة ملايين آخرين.

 

للوصول إلى حل ممكن لهذه الظاهرة تم دراسة سبب ارتفاع نسبة الانتحار عند الرجال مقارنة مع النساء في نفس الفئة العمرية وتبين أن النساء اكثر قدرة على خلق شبكة من العلاقات الاجتماعية توفر لهن الحماية النفسية من الإقدام على إنهاء حياتهن.

حقيقة أخرى فاجأت العلماء وهي أن اقل نسبة انتحار في هذه الفئة العمرية كانت بين النساء ذوات البشرة السوداء حيث لم تسجل إلا 20 حالة انتحار لهن منذ عام 1998.

 

هذا ومن جانب آخر، وحول علاقة بعض أدوية الاكتئاب بحالات الانتحار، أصدرت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية نشرة إرشادية للأطباء مؤخرا لتنبيههم بشأن التقارير التي نشرت حول إقدام بعض الأطفال والمراهقين على الانتحار بسبب تجربة بعض الأدوية المضادة للاكتئاب عليهم.
 
في الولايات المتحدة، هناك دواء وحيد فقط تسمح به إدارة الدواء والغذاء لمعالجة الاكتئاب بين الأطفال وهو دواء "بروزاك"، ولكن الأطباء أحرار في وصف أي دواء غير محظور وهناك أدوية عديدة تحت التجربة.
قالت الإدارة في بيان لها، "إن المعلومات المتوفرة لا تنم عن صلة بين استخدام هذه الأدوية وزيادة الأفكار الانتحارية أو الإجراءات من قبل الآباء".

 

"ورغم ذلك ليس من الممكن في هذه المرحلة استبعاد وجود خطر متزايد لهذه الأحداث الكبيرة لأي من هذه الأدوية بما في ذلك الدواء المسمى باكسيل."

 

وقالت إدارة الأغذية والادوية إن النشرات المصاحبة للأدوية المضادة للاكتئاب تحمل لغة تحذيرية حول احتمال محاولات الانتحار وأن ذلك يظل قائما ولذا ينبغي أن تكون هناك مراقبة حثيثة تترافق مع بداية إعطاء الدواء.

 

من جانب آخر يقول الخبراء إن ما يصل إلى حوالي 750000 من المراهقين الأمريكيين يعانون من الاكتئاب و حوالي 500000 محاولة للانتحار كل عام. أما حالات الانتحار التي تسبب الوفاة سنويا فتصل إلى 1700 حالة.

 

هذا ونشرت دراسة جديدة حاولت تحديد الأسباب التي‏ ‏تؤدي إلى ازدياد محولات الانتحار التي يقدم عليها الشباب في المملكة المتحدة.‏ ‏
 
وتوصلت الدراسة الجديدة التي أنجزتها جامعة (بريستول) إلى تعيين ثلاثة أسباب‏ أكدت أنها تشكل دوافع حقيقية لانتحار الشباب ووضعت على رأسها انهيار الزواج ثم‏ ‏العيش المنعزل ومقاساة الوحدة وآخرها الحاجة.‏

 ‏
وكانت دراسة أخرى أجريت في كوريا الجنوبية قد وجدت أدلة على أن مرضى الاكتئاب ‏ ‏الذين تنخفض لديهم مستويات الكولسترول "ربما يكونون اكثر ميلا للانتحار".‏
 ‏
وربطت دراسات سابقة بين انخفاض مستويات الكولسترول لدى مرضى الاكتئاب وبين‏ ‏الانتحار والعنف برغم أن المسالة مازالت موضع خلاف.‏ ‏
 
أما بالنسبة للأمريكيين، فقد حددت دراسة نشرت في مجلة علم النفس المهني التي تصدر عن الجمعية الأميركية لعلم النفس ثمانية عوامل خطرة للانتحار بين المرضى المصابين بالاكتئاب الحاد.

 

ويعتبر الانتحار بين الأمريكيين الذين تترواح أعمارهم بين 15 – 44 عاما ثاني أبرز سبب للموت بين النساء ورابع أبرز سبب للموت بين الرجال.

 

ووفقا للدعوة التي وجهها مدير الصحة الأميركي للعمل من أجل منع الانتحار فإن هناك حوالي 4,5 مليون شخص تم إنقاذهم من محاولات انتحار في جميع أنحاء العالم.


وبغض النظر عن معدل انتشار هذه الظاهرة فإن تقييم خطر الانتحار بظل مسألة صعبة من الناحية الإكلينيكية ومهمة علمية غير مكتملة بالنسبة للقائمين على الصحة العقلية.
 
وقد تم تقديم 48 عاملا خطرا للانتحار إلى المشاركين في الدراسة وطلب منهم إعطاء تصنيف لهذه الحالة من حيث الأقل أهمية، المهمة، الخطيرة أو الشديدة الخطورة.


وكشفت الدراسة أن أهم العوامل خطورة لاتمام الانتحار (مرتبة حسب الأهمية).. كانت كالتالي:


خطورة المرض في المحاولات السابقة للانتحار، تاريخ المحاولات السابقة، الأفكار الانتحارية الحادة، اليأس الشديد، الانجذاب نحو الموت، التاريخ العائلي نحو الانتحار، الاستخدام المفرط للكحول، وفقد عزيز أو انفصال عن حبيب.


أما في ما يتعلق بالدرجة المميتة للمحاولة، فإن خطورة العملية يمكن ربطها بالسرعة التي يمكن لمحاولة الانتحار أن تسبب بها الموت. فعلى سبيل المثال، من الممكن إنقاذ حياة شخص ما فقد دما بسبب قطع في أحد شرايينه أكثر من شخص آخر شنق نفسه._(البوابة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن