ذكر تقرير طبي نشر مؤخرا أن حالات الانتحار في تايوان تضاعفت في السنوات العشرة الماضية وأن 10 في المئة من طلاب الجامعة في تايوان حاولوا الانتحار.
وارتفع معدل الانتحار في تايوان من 24.6 حالة انتحار بين كل مائة ألف نسمة إلى 14 حالة انتحار لكل مائة ألف نسمة.
وفي العام الماضي أقدم 3195 تايواني على إنهاء حياتهم بمعدل 75.8 حالة انتحار يوميا أو حالة انتحار واحدة كل 7.2 ساعة وفقا لما أعلنته جمعية المعالجين النفسيين في تايوان في تقرير نشر في الصحف الكبرى .
وعزا رئيس الجمعية لو جو بين تزايد معدل الانتحار إلى العوامل الاجتماعية والاكتئاب مؤكدا، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أن 15 في المئة من الاشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يقدمون على الانتحار. وحذر التقرير من أن الكثير من الطلاب يفكرون في الانتحار.
وأوضحت دراسة شملت 3848 طالبا جامعيا أن 2.10 في المئة منهم حاولوا الانتحار في العام الماضي.
من جانب آخر يقول الخبراء إن ما يصل إلى حوالي 750000 من المراهقين الأمريكيين يعانون من الاكتئاب و حوالي 500000 محاولة للانتحار كل عام. أما حالات الانتحار التي تسبب الوفاة سنويا فتصل إلى 1700 حالة.
هذا ونشرت دراسة جديدة حاولت تحديد الأسباب التي تؤدي إلى ازدياد محولات الانتحار التي يقدم عليها الشباب في المملكة المتحدة.
وتوصلت الدراسة الجديدة التي أنجزتها جامعة (بريستول) إلى تعيين ثلاثة أسباب أكدت أنها تشكل دوافع حقيقية لانتحار الشباب ووضعت على رأسها انهيار الزواج ثم العيش المنعزل ومقاساة الوحدة وآخرها الحاجة.
ووفق الدراسة فمنذ العام 1950 حتى اليوم تضاعف عدد الذكور المنتحرين الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة بينما قل عدد نظيراتهم من النساء المنتحرات.
وتبين الدراسة أن نسبة الطلاق المتزايد في أوساط الشريحة العمرية المتراوحة بين ال 25 وال 34 تشكل ابرز الأسباب المفضية بالشباب إلى الانتحار.
وكانت دراسة أخرى أجريت في كوريا الجنوبية قد وجدت أدلة على أن مرضى الاكتئاب الذين تنخفض لديهم مستويات الكولسترول "ربما يكونون اكثر ميلا للانتحار".
وربطت دراسات سابقة بين انخفاض مستويات الكولسترول لدى مرضى الاكتئاب وبين الانتحار والعنف برغم أن المسالة مازالت موضع خلاف.
وقدم باحثون من قسم الصحة النفسية في كلية الطب في كوريا الجنوبية النتائج الجديدة في اجتماع للكلية الأوروبية لعلم أدوية الأمراض النفسية والعصبية.
هذا بالنسبة للبريطانيين أما بالنسبة للأمريكيين، فقد حددت دراسة نشرت في مجلة علم النفس المهني التي تصدر عن الجمعية الأميركية لعلم النفس ثمانية عوامل خطرة للانتحار بين المرضى المصابين بالاكتئاب الحاد.
ويعتبر الانتحار بين الأمريكيين الذين تترواح أعمارهم بين 15 – 44 عاما ثاني أبرز سبب للموت بين النساء ورابع أبرز سبب للموت بين الرجال.
ووفقا للدعوة التي وجهها مدير الصحة الأميركي للعمل من أجل منع الانتحار فإن هناك حوالي 4,5 مليون شخص تم إنقاذهم من محاولات انتحار في جميع أنحاء العالم.
وبغض النظر عن معدل انتشار هذه الظاهرة فإن تقييم خطر الانتحار بظل مسألة صعبة من الناحية الإكلينيكية ومهمة علمية غير مكتملة بالنسبة للقائمين على الصحة العقلية.
وفي محاولة للتعلم من التجربة السريرية لعلماء النفس قام الباحثون بدراسة الحالات لدى 5000 من علماء النفس في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقد تم تقديم 48 عاملا خطرا للانتحار إلى المشاركين في الدراسة وطلب منهم إعطاء تصنيف لهذه الحالة من حيث الأقل أهمية، المهمة، الخطيرة أو الشديدة الخطورة.
وكشفت الدراسة أن أهم العوامل خطورة لاتمام الانتحار (مرتبة حسب الأهمية).. كانت كالتالي:
خطورة المرض في المحاولات السابقة للانتحار، تاريخ المحاولات السابقة، الأفكار الانتحارية الحادة، اليأس الشديد، الانجذاب نحو الموت، التاريخ العائلي نحو الانتحار، الاستخدام المفرط للكحول، وفقد عزيز أو انفصال عن حبيب.
ومن جانبهم قام المشاركون في الدراسة بتصنيف الخطورة الصحية لمحاولات سابقة والتاريخ الماضي لمحاولات الانتحار بأنها أكثر العوامل خطورة. أما بالنسبة للتاريخ العائلي للانتحار فأشار الباحثون إلى أن من الأهمية بمكان تحديد الصلة بين المريض والشخص الذي حاول الانتحار من الناحيتن البيولوجية والعاطفية.
أما في ما يتعلق بالدرجة المميتة للمحاولة، فإن خطورة العملية يمكن ربطها بالسرعة التي يمكن لمحاولة الانتحار أن تسبب بها الموت. فعلى سبيل المثال، من الممكن إنقاذ حياة شخص ما فقد دما بسبب قطع في أحد شرايينه أكثر من شخص آخر شنق نفسه._(البوابة)