لطالما عُرف المهرجون بقدرتهم على إدخال البهجة والسرور الى قلوب من يتابعون عروضهم في خيم السيرك المنتشرة حول العالم، لكن هل سيتمكنون من إتمام مهتهم في الفضاء؟ أم أن انعدام الجاذبية سيجعل عروضهم أكثر تسلية؟
تخطط الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء المعروفة بـ"وكالة ناسا" للاستعانة بمهرجين خلال رحلتها المأهولة الأولى إلى المريخ بحلول عام 2030 أو 2033، والتي تحتاج إلى 8 أشهر للوصول إلى المريخ.
وبحسب بيان نشرته "ناسا" فإن رواد الفضاء يعانون من التوتر والمواقف الصعبة أثناء رحلتهم الفضائية، لذا طالبت بفريق من المهرجين يبث روح الإيجابية في الرحلة.
وأشار البيان إلى أن الضغوط النفسية لدى رواد الفضاء تبلغ ذروتها في الأماكن الضيقة والعزلة القصوى، ووفقًا لأبحاث وكالة الفضاء فالاعتماد على فريق من المهرجين يُبقي على الروح الإيجابية في الرحلة التي ستستمر عامين، حيث أنهم سيوفرون الوقت اللطيف لرواد الفضاء حتى يتمكنوا من أداء وظائفهم على نحو جيد.
المريخ
وسيتم اختبار دور المهرج في عمليات المحاكاة التي تقوم بها "ناسا" في مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس.
ويقوم أستاذ علم الأنثروبولوجيا بجامعة فلوريدا، جيفري جونسون، بتقديم المشورة لوكالة ناسا ضمن مشروع نظام المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري "Human Exploration Research Analog" أو اختصارًا "HERA"، وهو مشروع يبحث في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى.
وقال جونسون خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لتقدّم العلوم، حول "بناء فريق الفوز للبعثات إلى المريخ": "المجموعات تعمل بشكل أفضل عندما يكون هناك شخص يأخذ دور المهرج"، مضيفًا: "هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم قدرة على جذب الجميع وسد الثغرات عندما تظهر التوترات".
وتابع جونسون: "عندما تعيش مع آخرين في مكان ضيق لفترة طويلة من الزمن، كما هو الحال في مهمة المريخ، من المرجح أن تتصاعد التوترات، لذلك، فإن وجود شخص يمكنه أن يساعد الجميع على التعايش، يعد أمرًا حيويًا، حتى يتمكنوا من القيام بوظائفهم والوصول إلى هناك والعودة بأمان، إنها مهمة حرجة".
لكنه أوضح"الكوميديا المضحكة لن تكون كافية لإتمام وظيفة محددة، فهم بحاجة لأن يكونوا علماء ومهندسين ممتازين، وأن يكونوا قادرين على اجتياز نظام تدريب صارم".
لمزيد من اختيار المحرر: