مشاريع تخرج الطلبة في الجامعة الأميركية في الشارقة تحوّل الأفكار إلى حلول واقعية

لا ينتظر الابتكار يوم التخرج في الجامعة الأميركية في الشارقة، بل يبدأ من مقاعد الدراسة. فطلبة كلية الهندسة في سنتهم الأخيرة يضطلعون بدور صانعي الحلول بتصدرهم لأبرز التحديات في دولة الإمارات من خلال مسابقة مشاريع تخرج الطلبة التي تنظمها الكلية سنويًا، حيث تحوّل هذه المبادرة قاعات الدراسة إلى منصات انطلاق، يلتقي فيها الشركاء الصناعيون بالطلبة لتتحول الأفكار إلى حلول عملية مؤثرة في حياة المجتمع.
وقد تميز هذا العام مشروع نفّذه أربعة من طلبة الهندسة الصناعية بالتعاون مع مطار الشارقة الدولي، هم: لين عادل الصباغ، جنى المعتز محمد، عزة الصديق مختار، وشهد يوسف العلي، تحت إشراف الدكتور محمود عوض، أستاذ الهندسة الصناعية. وحصل المشروع على المركز الثاني في مسابقة مشاريع تخرج الطلبة في مايو 2025، حيث قدّم استراتيجيات مبتكرة لتحسين مستوى رضا المسافرين وتعزيز تجربة السفر.
ركز المشروع على إعادة تصور رحلة المسافر في المطار، مع الاستماع إلى صوت المسافر عبر جمع الملاحظات وقياس مستويات الرضا وتقديم خطط عملية للتطوير. واعتمد الفريق على تحليل منهجي لآلاف التقييمات، ما كشف عن أبرز دوافع الرضا والتحديات التي تواجه المسافرين. كما صمم الطلبة نموذجًا محاكيًا لمسار حركة المسافرين داخل المطار، يتيح اختبار السيناريوهات واقتراح حلول أكثر كفاءة للتعامل مع مواسم الذروة.
وقال الدكتور فادي أحمد العلول، عميد كلية الهندسة: "تمثل مشاريع التخرج ثمرة المسيرة الأكاديمية لطلبتنا، إذ تمنحهم فرصة لتسخير معارفهم في إيجاد حلول لقضايا محلية وعالمية ملحّة. فهي لا تقتصر على تعزيز المهارات التقنية، بل تسهم أيضًا في صقل مهارات أساسية مثل العمل الجماعي متعدد التخصصات، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، والقيادة، والعرض الفعّال. كما تتيح للطلبة تحويل خبراتهم التدريبية إلى مشروع يمتد عامًا كاملًا تحت إشراف أكاديمي وصناعي. وبالتالي، يتخرج طلبتنا بعد هذه التجربة الشاملة، وهم على أتم الاستعداد للقيادة والابتكار والمساهمة بفاعلية في خدمة المجتمع".
وقد حصل 42 مشروع تخرج من أصل 114 خلال العام الأكاديمي 2024–2025 بدعم ورعاية مؤسسات صناعية وحكومية رائدة (أي 37 في المئة من المشاريع). وقد تصدرت مشاريع تخرج الهندسة الصناعية القائمة، إذ نُفّذ أكثر من 80 في المئة من مشاريعها بالشراكة مع القطاع الصناعي أو الحكومي. ومن بين الجهات الراعية: مؤسسة نفط الشارقة الوطنية، بلدية الشارقة، وهيئة الشارقة للدفاع المدني، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وهيئة الصحة بدبي، وشركة "بي دبليو سي"، ومجموعة أباريل، ومجموعة بيئة، وغيرها الكثير.
يحظى الطلبة من خلال هذه الشراكات بفرص إشراف مباشرة من خبراء الصناعة، وخبرات عملية في مجالاتهم، وبيانات بحثية ومرافق حقيقية. كما يجري بالفعل النظر في تبني عدد من المشاريع من قبل بعض الجهات، ما يعكس الارتباط المباشر لعمل الطلبة باحتياجات السوق. وتعزز هذه المبادرات سمعة الجامعة الأميركية في الشارقة، التي تصدرت الجامعات الإماراتية في السمعة الوظيفية، وجاءت في المرتبة الثانية في مخرجات التوظيف وفق تصنيف "كيو إس" للجامعات العالمية لعام 2026.
وتبرز المشاريع المتميزة في مختلف التخصصات، ومنها تعاون طلبة الهندسة المدنية مع هيئة الشارقة الدفاع المدني لتعزيز معايير السلامة من الحرائق وتصميم مسارات الإخلاء في مبانٍ رئيسية بالجامعة. كما عمل طلبة الهندسة الكهربائية مع مؤسسة نفط الشارقة الوطنية على دراسة جدوى أولية لمحطة تخزين للطاقة الكهرومائية، دعمًا لجهود الطاقة المتجددة في المنطقة. وفي الهندسة الميكانيكية، تعاون طلبة مع مركز محمد بن راشد للفضاء لتصميم ذراع روبوتية متعددة الاستخدامات لالتحام الأقمار الصناعية، في خطوة تدعم طموحات الدولة في مجال الفضاء.
أما طلبة الهندسة الكيميائية والحيوية، فقد تعاونوا مع مجموعة هاروال لتطوير خرسانة خفيفة مسامية وصديقة للبيئة، كحل مبتكر في مجال البناء المستدام. وفي مجال علوم وهندسة الحاسوب، عمل الطلبة مع مستشفى الجامعة في الشارقة على مشروع "التحكم عبر النظر"، من خلال تقنية مساعدة تمكّن الأشخاص من ذوي الإعاقة من التفاعل مع الأجهزة الرقمية باستخدام حركة العين فقط.
خلفية عامة
الجامعة الأميركية في الشارقة
تأسست الجامعة الأميركية في الشارقة عام 1997 من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، حيث تطلع إلى أن تصبح الجامعة مؤسسة تعليمية رائدة في الخليج.
تقع الجامعة الأميركية في الشارقة في مدينة الشارقة، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية للتعليم العالي، تقوم على النموذج التعليمي الأمريكي وتعمل وفق الثقافة العربية، كما تعتبر جزءاً هاماً من إعادة إحياء الحياة الفكرية في الشرق الأوسط. تقدم الجامعة 25 تخصصاً رئيسياً و 48 تخصصاً فرعياً للطلاب في مرحلة البكالوريوس، و 13 درجة للماجستير من خلال كليات الهندسة المعمارية، الفنون والتصميم، كلية الآداب والعلوم، كلية الهندسة، وكلية إدارة الأعمال.