أكد تجار في سوق الذهب السعودية عدم تأثر السوق المحلية حتى الآن بالانخفاض العالمي لأسعار الذهب، وتوقعوا استمرار تراجع أسعار المعدن الأصفر إلى حدود 1200 دولار للأونصة في حال خطت دول أوروبية خطى قبرص في بيع جزء من مخزون احتياطي الذهب خلال الأيام المقبلة.
وقال لـ "الاقتصادية" غازي بن طالب نائب رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة: لم تتأثر السوق السعودية لم ولن تتأثر فوريا إزاء الانخفاض العالمي لأسعار الذهب، حيث لم تنعكس هذه الانخفاضات بأية خسائر على تجار الذهب، نتيجة تزايد الإنتاج والتوزيع على نقاط البيع التجارية التي تساعد في تصريف المعدن الأصفر. واعتبر ابن طالب أن بيع قبرص جزءا من احتياطي مخزون الذهب لديها أدى إلى انخفاض الأسعار العالمية إلى ما دون 1400 دولار للأونصة في الأيام الماضية، مشيرا إلى أن لجوء دول أوروبية أخرى متعثرة إلى الخطوة نفسها سيؤدي إلى انخفاض أسعار المعدن النفيس إلى نحو 1200 دولار للأونصة.
وأوضح نائب رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة أن انعكاسات الانخفاضات الأخيرة على السوق السعودية من شأنها زيادة القوة الشرائية، ولا سيما في ظل تربص العملاء لثبات الأسعار وحدوث مزيد من الانخفاض، نافيا تأثر بعض التجار إزاء الانخفاض الحاصل، لأنهم يتداولون بالذهب وليس بالريال كعملة، باستثناء من رغب في تغيير نشاطه التجاري وتحويل تجارته من ذهب إلى سلع وبضائع أخرى. وحول ارتفاعات أسعار الذهب في السنوات الماضية، أفاد ابن طالب بأن الطلب العالمي لسوق الذهب واحتياجها لنحو خمسة آلاف طن سنويا، في مقابل إنتاجه الذي يقدر بنحو 2400 طن تسببا في ارتفاع الأسعار، يضاف إلى ذلك أن بعض الدول كالصين والهند ساهمتا في زيادة ارتفاع الأسعار تبعا لكثرة الطلب من قبلهما على الذهب. من جانب آخر، بيّن عبد المحسن المهنا - تاجر ذهب ومجوهرات - أن الانخفاض الأخير في سوق الذهب العالمي بحكم حدوثه المفاجئ أوجد فارقا في الأسعار في الأيام القليلة الماضية في السوق السعودية، كردة فعل إزاء التغيير المفاجئ غير المستقر، سواء على تجار الذهب ببيع الجملة أو التجزئة أو أصحاب المصانع، وبالتالي تسبب في ربكة للحركة التجارية. وشرح المهنا ذلك بالقول: "إن ما يتم بيعه من ذهب كمادة خام بحسب سعره الفعلي في السوق العالمية، يضاف إليه فارق سعر بسيط يراوح بين 10 و15 ريالا في السوق السعودية، نتيجة عامل الربكة وعدم الثقة بثبات الأسعار التي مرت بها سوق الذهب في الأيام الثلاثة الماضية، وعدم تذبذبها ضمن أسعار متقاربة، حيث إن سعر الكيلو من الذهب كان يقدر بـ 192 دولارا في أقل من أسبوع، في حين يراوح الآن بين 165 و170 دولارا". وتمنى المهنا استمرار انخفاض سعر الذهب عالميا لتصحيح وضع السوق السعودية، وتنشيط الحركة التجارية فيه، خاصة مع استقرار الأسعار وثباتها بين 160 و162 ريالا للجرام، بعد أن كان يتجاوز 210 ريالات. يذكر أن سعر الذهب الخام بلغ 162 ريالا للجرام الواحد من عيار 24، بعد أن كان يقدر بـ 192 ريالا في غضون أقل من أسبوع، بينما كانت تكلفة الذهب عيار 21 بـ 165 ريالا والآن أصبحت نحو 145 ريالا، أما الذهب عيار 18، الذي يعد تداوله ضعيفا مقارنة بالعيارين السابقين، فأصبح بين 110 و120 ريالا، في حين أنه كان بقيمة 150 ريالا للجرام.