تحولت مدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى ملاذ للنازحين منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، حيث وصل أكثر من مليون نازح إليها هربًا من وحشية القصف الإسرائيلي.
وتشير التقديرات واحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إلى أنه حتى اللحظة تسبب هذا العدوان باستشهاد وإصابة أكثر من 75 ألف شخص.
ومنذ بداية العدوان وحتى الآن، اضطر حوالي 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان غزة، إلى مغادرة منازلهم، وهو أكبر نزوح منذ عام 1948 وفقًا لتقديرات منظمات إنسانية.
تهجير قسري
يذكر أن مدينة رفح، التي كان يقطنها 280 ألف شخص قبل العدوان الإسرائيلي، تشكل 17% من مساحة القطاع الإجمالية، ويشير رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، أرفيند داس، إلى أن التهجير القسري أجبر المدنيين على اللجوء إلى ملاجئ مكتظة بالناس بشكل خطير.
يأتي ذلك كله وسط تحذيرات ومخاوف، أعرب عنها مسؤولون في الأمم المتحدة من خطورة ترحيل سكان غزة إلى مصر، خاصةً مع استمرار التصعيد وتقدم قوات الاحتلال داخل القطاع.
تهجير جماعي إلى مصر
وعلى الرغم من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هدف العمليات العسكرية في قطاع غزة هو "التصدي لحماس" وليس لطرد الفلسطينيين، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "تزايد الضغط من أجل التهجير الجماعي إلى مصر" .
من جانبه أكد مفوض الأونروا فيليب لازاريني أن العدوان الحالي يشكل تهديدًا متزايدًا، متهما إسرائيل بخلق الظروف لنزوح سكان قطاع غزة جماعياً إلى مصر عبر الحدود.
وفي مقال نُشر في صحيفة لوس أنجليس تايمز، أشار لازاريني إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتكدس المدنيين النازحين، الهاربين من القتال وتوجههم نحو اقصى الجنوب قرب الحدود مع مصر.
مصر والأردن والسلطة الفلسطينية
من جهته، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في جنيف على أهمية عدم تشجيع أو فرض عمليات إجلاء للسكان، في حين حذرت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية من محاولات تهجير سكان غزة، بينما تنفي حكومة الاحتلال والولايات المتحدة فكرة التهجير