لطالما استنكر علماء ودعاة مسلمون ظاهرة التقاط صور السيلفي امام الكعبة فيما ظهورهم اليها، حتى وصل الامر بعالم ازهري الى اعتبار ان هذا التصرف ينم عن قلة ادب مع الله.
وقال العالم الازهري إبراهيم رضا في مداخلة تلفزيونية ان من "الادب مع الله" ان يستقبل الزائر الكعبة المشرفة بوجهه أثناء التواجد في الصحن.
واضاف رضا ان ما يحدث من انشغال البعض بتصوير أنفسهم متعمدين ظهور الكعبة من وراء ظهورهم اثناء طوافهم بها "أمر عجيب غريب ما أنزل الله به من سلطان".
واستهجن قيام بعض الزوانر بهذه الممارسة، مشددا على ان الطواف حول الكعبة هو بمثابة صلاة كما ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لا يجوز ان يخرج الشخص نفسه من الصلاة من اجل التقاط صورة سيلفي.
واوضح رضا انه لا يباح للزائر اثناء الطواف ان يتكلم الا بخير، والخير هنا هو "الذكر والشكر والتسبيح والتهليل والاستغفار".
وتزخر مواقع التواصل الاجتماعي بالاف صور السيلفي التي يلتقطها حجاج ومعتمرون اثناء طوافهم بالكعبة، وذلك في ظاهرة اخذت في الاتساع في السنوات الاخيرة.
ولا يخلو الامر من ان البعض يغتنم الفرصة وصوله الى الكعبة من اجل توثيق لحظة تاريخية قد لا تتكرر في حياته، ولكن كثيرا من الصور تتجاوز هذه الرغبة الى المباهاة والرياء واجتذاب الاعجابات خصوصا بالنسبة لمشاهير الفن والسوشال ميديا.
وكان العديد من العلماء والدعاة المسلمين استنكروا التقاط السيلفي اثناء الطواف، ومن بينهم الداعية الكويتي عثمان الخميس، والذي دعا الى الامتناع عن ذلك احتراما لقدسية المكان.
وقال الخميس انه لا بد ان تكون للحرم قدسيته وينشغل الانسان وقت الطوف بالدعاء ويتوب الى الله بدل الضحك والتصوير وما الى ذلك من الامور.
وتساءل عن المصلحة والفائدة من ان يصور الانسان نفسه ثم ينشر الصور.
وتابع "اين الاخلاص؟ ماذا تستفيد اذا عرف الناس انك ذهبت الى العمرة.. ماذا تستفيد ولمن تنشرها".
ودعا الخميس الى الامتناع عن التقاط صور السيلفي في صحن الكعبة احتراما للمكان الذي نحن فيه، مضيفا ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من التصوير الذي اباحه اهل العلم الان للحاجة لكن ليس بهذه الصورة التي يتناقلها الناس.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، اثار عدد من الاشخاص الذكور الذين كانوا يضعون المساحيق ويسرحون شعورهم الطويلة كما النساء غضبا واسعا عندما ظهروا وهم يلتقطون لانفسهم صور سيلفي استعراضية اثناء كانوا يطوفون بالكعبة.