ساركوزي الاوفر حظا للفوز في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية

تاريخ النشر: 29 مارس 2012 - 03:16 GMT
نيكولا ساركوزي
نيكولا ساركوزي

توقعت الاستطلاعات فوز الرئيس نيكولا ساركوزي في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا في تحول بدأ منذ نهاية شباط/فبراير واضعف موقف المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي كان الاوفر حظا.
وقبل ثلاثة اسابيع من الدورة الاولى في 22 نيسان/ابريل توقع المستطلعون انتقال الديناميكية من معسكر هولاند الى معسكر ساركوزي.
وتوقع استطلاع اجراه معهد سي.اس.آ ونشر في وقت متاخر من ليل الاربعاء، تحقيق نيكولا ساركوزي تقدما كبيرا في الدورة الاولى بنحو 30% من الاصوات مقابل 26% لفرانسوا هولاند، بينما افاد استطلاع اخر من معهد تي.ان.اس سوفريس للمرة الاولى خلال الحملة الانتخابية (بالنسبة لهذا المعهد) تقدم نيكولا ساركوزي بنسبة 29% من الاصوات على هولاند 28%.
وفي حين ما زال المرشح الاشتراكي الاوفر حظا للفوز بالجولة الثانية المقررة في السادس من ايار/مايو، تقلص الفارق واصبح 55% مقابل 45 بالنسبة لتي.ان/اس سوفريس و53% مقابل 47 بالنسبة لمعهد سي.اس.ا، بينما ذكر جيروم سانت ماري من سي.اس.آ "في مطلع شباط/فبراير كان الفارق 60-40 لصالح هولاند".
واعتبر ادوار لسير مدير عام تي.ان.اس سوفريس ان "بالامكان القول ان الفارق ما زال ضئيلا لكن الديناميكية انقلبت لصالح نيكولا ساركوزي" بينما عنونت اسبوعية لو نوفيل ابسرفاتور اليسارية "النجدة، ساركوزي يعود!"
لكن ما هو تفسير تلك التحولات؟
تحدث جيروم سانت ماري من معهد سي.اس.آ عن "خيبة امل" بعض انصار اليسار "الذين اعجبهم موقف فرانسوا هولاند عندما قال انه سيفرض ضرائب على العائلات المرتفعة الدخل لكنهم خيبوا املهم لانهم لم يسمعوا ما يكفي من الاقتراحات على الصعيد الاجتماعي".
كما اشار الى تاييد متزايد لساركوزي بين ناخبي الوسط الذين يعتبرون انه "يتمتع اكثر من غيره بمزايا نفوذ رئيس دولة".
واتفق الجميع على ان دخول نيكولا ساركوزي الحملة الانتخابية منتصف شباط/فبراير كان "ناجحا".
وفي حين احدثت جرائم القتل التي ارتكبها اسلامي متطرف في جنوب غرب فرنسا، صدمة في البلاد بدون ان تؤثر كثيرا على الصعيد السياسي، الا انها ساعدت الرئيس الحالي حيث تمكن من تحسين الصورة التي يحبذها بصفة "الحامي" من الازمة والعنف.
وبعد الصدمة عاد نيكولا ساركوزي الى المهرجانات الانتخابية بقوة، في حملة هجومية يعرب خلالها منذ البداية عن مواقف صارمة من الهجرة فتساءل الثلاثاء في مهرجان نانت (شمال غرب) "كيف نتوصل الى دمج وتكيف المهاجرين اذا احبط تدفقهم الكبير باستمرار جهود الدولة؟".
وعلى غرار ما حصل في 2007 يحاول ساركوزي استدراج اصوات ناخبي اقصى اليمين الذي يتوقع ان تحصل مرشحته مارين لوبن على نحو 15% من الاصوات، كي يحل في المقدمة في الدورة الاولى والاحتفاظ بالديناميكية في صفوفه.
واصبح معسكر الرئيس الذي استعاد الامل خلال اذار/مارس، يسخر من استراتيجية فرانسوا هولاند الذي "يكتفي خلال حملته بانتقاد ساركوزي" كما قالت الناطقة باسم ساركوزي ناتالي كوسيوسكو-موريزيه.
لكن فرانسوا هولاند الذي حاول الاستعداد لذلك عندما قال انه لا يتوقع الاحتفاظ بتقدمه على الرئيس المنتهية ولايته ب15 نقطة حتى النهاية، يرفض تغيير الخط.
وكرر في حديث نشرته صحيفة لوموند الخميس انه يريد "جمع الشمل" وان يكون رئيسا "مثابرا في الخيارات والديمومة"، متخذا مجددا موقفا على نقيض الرئيس المنتهية ولايته الذي قال ان "حصيلته تعرقله" والذي يتعرض الى هجمات طاقمه الانتخابي.
ويكتفي هولاند امام الصعود البارز الذي يحققه مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون (ما بين 10 الى 14% من الاصوات) بالتذكير ان الجولة الاولى "حاسمة" ويرفض التهجم عليه خشية احداث انشقاق في صفوفه.
ويبدو هذا الرهان ضعيفا في وجه نيكولا ساركوزي "المتحرك" الذي يبدو وكانه يفرض مواضيعه (الامن والهجرة) وما زال لديه مزيد من الاقتراحات يتمثل في برنامجه الذي سيكشفه مبدئيا مطلع الاسبوع المقبل بينما قد كشف فرانسوا هولاند اقتراحاته نهاية كانون الثاني/يناير.