المزيد من الأفغان يسعون إلى الهرب مع اقتراب 2014

تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2011 - 03:49 GMT
البوابة
البوابة

يخفي سوق الصرافة في كابول حيث تكثر الضجة والحركة تجارة أخرى أكثر تحفظا يمارسها وسطاء يعرضون لقتء مبالغ باهظة مساعدة الراغبين في الهرب من أفغانستان على الرغم من المخاطر، وذلك قبل انسحاب القوات الدولية بالكامل من البلاد مع نهاية العام 2014. فيتوجب على الراغبين بمغادرة البلد إنفاق آلاف الدولارات أملا بعيشة أفضل.. فيختبئون في الشاحنات أو يعبرون الجبال سيرا على الأقدام قبل أن يركبوا قارب نجاة.

شامين أسير (20 عاما) وهو من سكان ولاية لوغار جنوب كابول الواقعة في قبضة حركة طالبان، أتى ليستعلم عن تأشيرة الدخول التركية التي دفع ثمنها منذ أربعة أشهر. يقول "أريد أن أغادر لأحظى بحياة أفضل. فالحياة هنا في لوغار لا تحتمل في ظل تدهور الأمن وغياب فرص العمل، ولا يمكننا مثلا التنقل بحرية. هنا، ما من مستقبل لنا".

ويتابع موضحا أن الموظفين الحكوميين قد يدفعون حياتهم ثمن وظيفتهم كما حصل مع أحد أصدقائه الذي أوسعته حركة طالبا ضربا حتى الموت.

وعلى الرغم من التكاليف المالية الباهظة، يبذل آلاف الأفغان شأنهم شأن شامين كل ما في وسعهم للهرب خوفا من تدهور الوضع الأمني الذي هو في الأساس مذر، بعد الانسحاب الكامل لقوات التحالف البالغ عددها 140 ألف جندي والمتوقع نهاية العام 2014.

لكن بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد إلى أفغانستان منذ التدخل الأميركي وسقوط نظام طالبان نهاية العام 2011 قرابة 5,7 ملايين لاجئ أفغاني أبعدوا في غضون ثلاثين سنة من النزاعات والحروب الأهلية التي مزقت البلد بلا هوادة.

لكن عدد العائدين قد انخفض فجأة في الفترة الأخيرة من 100 ألف شخص خلال أول عشرة أشهر من العام 2010 إلى 60 ألف شخص خلال الفترة عينها من العام 2011، بحسب معطيات مفوضية الأمم المتحدة.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة، ارتفع عدد الأفغان الذين يغادرون البلد من جديد وفقا لوزارة اللاجئين الأفغانية.

ويلجأ غالبية هؤلاء الأشخاص إلى إيران وباكستان المجاورتين في حين يفضل الأكثر يسرا إرسال عائلاتهم إلى دبي. ولا يتردد البعض الآخر في إنفاق مدخراته جميعها أو حتى اقتراض الأموال على أمل الوصول إلى مدن أكثر بعدا.

ويشرح لوكالة فرانس برس أحد الوسطاء الذي فضل عدم الكشف عن هويته " للذهاب إلى تركيا، ينبغي دفع 4 آلاف دولار للحصول على تأشيرة دخول مقابل 13 ألف دولار للذهاب إلى أوروبا عبر روسيا أو أوكرانيا. وبمبالغ اقل، يمكن للراغبين في الهروب أن يستقلوا حافلة من كابول إلى إيران عبر ولاية نيمروز (جنوب غربي أفغانستان) ويتسللوا إلى تركيا أو اليونان أو فرنسا أو ألمانيا".

ويتابع هذا الوسيط قائلا إن السوق يضم برأيه عشرات الوسطاء غيره، موضحا أن "عدد الراغبين في الهرب قد ارتفع هذه السنة وغالبية الزبائن الذين يقصدونه هم من الشباب في العشرينات" وأن قرابة ألفي أفغاني هم على لائحة الانتظار.

وقد تستغرق الرحلة إلى أوروبا أشهرا أو حتى سنوات في بعض الأحيان ويتعذر على الكثيرين الوصول إلى وجهتهم إذ يتم توقيفهم و طردهم أو تودي بحياتهم مخاطر السفر المتعددة.

والطريق الرئيسي المعتمد للهروب من أفغانستان يمر بدروب وعرة مليئة بالألغام في الجبال الإيرانية باتجاه تركيا، قبل أن يمتد إلى أوروبا الشرقية برا أو اليونان وإيطاليا بحرا.

وفي كانون الثاني/يناير، توفي 20 شخصا غرقا قرب جزيرة كورفو اليونانية وهم على متن قارب مع 260 مهاجرا غالبيتهم من الأفغان.

ويؤكد حميدالله (29 عاما) الذي نجح مؤخرا في الوصول إلى تركيا بعد أسابيع عدة من السير والضلال أن الشرطة التركية تطلق الرصاص على اللاجئين غير الشرعيين.

وقد تم توقيفه وسجنه لمدة شهر قبل أن يرحل إلى أفغانستان، وذلك بعد رحلة كلفته 10 آلاف دولار. فيقول "سوف أقترض المال وأغادر البلد مجددا".

أما بريلاي الذي يبلغ بالكاد 17 عاما، فيقول بعد أن أمسكت به عائلته وهو على متن حافلة كانت متجهة نحو إيران استقلها من دون علم أهله، "ماذا عساي أن أفعل هنا بعدما أنهيت دراستي؟ والدي يعجز عن دفع تكاليف الجامعة وانا أخشى حركة طالبان. أنا مستعد لمواجهة المصاعب جميعها كي أغادر البلد قبل فوات الأوان". 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن