اسرائيل تنهي عمليتها العسكرية برفح وعرفات يؤكد لسليمان استعداد السلطة لبسط سيطرتها على القطاع

تاريخ النشر: 24 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

سحب الجيش الاسرائيلي ما تبقى من قواته في رفح، منهيا حملة عسكرية واسعة في المنطقة امتدت 6 ايام وخلفت 53 شهيدا بينهم 12 مدنيا و56 مبنى مدمرا. ياتي هذا بينما اكد الرئيس ياسر عرفات لمدير المخابرات المصرية عمر سليمان استعداد السلطة لبسط سيطرتها على القطاع فور انسحاب اسرائيل منه. 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "إن عملية قوس قزح انتهت هذا المساء"، مضيفًا أن كل القوات الإسرائيلية انسحبت من رفح.  

وصرح مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار أن الجيش الإسرائيلي أن "هذه القوات ستعود كلما اعتبر ذلك ضروريًّا لتدمير الأنفاق التي تستخدم في تهريب السلاح عبر الحدود من مصر".  

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية في وقت سابق ان الجيش الإسرائيلي استكمل، مساء الاثنين، سحب ما تبقى له من قوات في مدينة رفح وفي منطقة محور "فيلادلفي"، بعد أن بدأ منذ ساعات ليل الاحد/الاثنين في الانسحاب من حيَّي تل السلطان والبرازيل في المدينة.  

واوضحت هذه المصادر ان الحملة التي استمرت على مدى ستة ايام، قد وصلت مساء الاثنين إلى نهايتها.  

واعلن قائد المفرزة الاسرائيلية في غزة العقيد شموئيل زَكاي للصحافيين الاثنين أن "الحملة العسكرية في رفح أسفرت عن مقتل 41 مسلحًا فلسطينيًا و12 مدنيًا، قتل سبعة منهم في قصف المسيرة السلمية في رفح يوم الأربعاء الماضي، أما البقية فربما قتِلوا بنيران فلسطينية".  

واعتبر زكاي أن "مقتل المسلحين يعَدّ إنجازًا من ناحية الجيش الإسرائيلي، لأنهم كانوا يحاولون التعرض لقواته". 

واضاف انه "تم اكتشاف ثلاثة أنفاق استخدمت لتهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة، كما تعرضت القوات بالهدم لـ56 مبنًى". 

وصنف هذه المباني على انها "مبانٍ قام المسلحون بإطلاق النار منها، أو مبانٍ اعترضت طريق تقدمنا بسبب وضع عبوات ناسفة، يصل وزن بعضها إلى 100 كيلوغرام، على الطرق العادية، أو مبانٍ تخصّ المسلحين الفلسطينيين الذين قتلوا أفراد عائلة (مستوطنين)، أو مبانٍ تم حفر الأنفاق أسفلها". 

ونفى زكاي هدم أي مبنى دون سبب، كما نفى وجود كارثة انسانية في رفح جراء عمليات الهدم. 

وقال "لم نتعرض لأي مبنًى بدون سبب.. لا توجد كارثة إنسانية في رفح، ولا توجد مجاعة". 

وقالت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية الأسبوع الماضي إن الجيش سيباشر الانسحاب من منطقة رفح بشكل تدريجي وسيبدأ بتنفيذ عمليات ضد أهداف محدَّدة في المنطقة، بما يتناسب والمعلومات التي يدلي بها المعتقلون. 

واجتاح آلاف الاشخاص شوارع رفح الاثنين للمشاركة في تشييع 16 فلسطينيا استشهدوا خلال العملية العسكرية لاسرائيلية في المنطقة وتوعدوا بالانتقام.  

الا ان دبابة اسرائيلية اطلقت النار لدى اقتراب الجموع من الملعب البلدي، مما ادى الى سقوط جريحين. وذكر مصدر طبي ان احد الجريحين وهو في العشرين، اصيب في عينه وحالته خطرة.  

وسار موكب التشييع اثر ذلك في اتجاه آخر باشراف الاجهزة الامنية الفلسطينية قبل ان يصل الى ملعب المدينة.  

ورفع مئات الطلاب اعلاما لحركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي. بينما شارك ناشطون في الحركتين في المسيرة بسلاحهم.  

وكان الناشطون يهتفون عبر مكبرات الصوت "سنقاتل اسرائيل الى حين تحرير المسجد الاقصى" الموجود في القطاع الشرقي من القدس الذي احتلته اسرائيل في 1967. واكدوا ان "لا حل الا بالكفاح المسلح"، وان "لا مكان للسلام".  

وامتنع المسؤولون الكبار في حماس والجهاد عن المشاركة في التشييع التزاما بالعمل السري منذ اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين في 22 آذار/مارس وقائد الحركة عبد العزيز الرنتيسي في 17 نيسان/ابريل في غارتين جويتين اسرائيليتين.  

عرفات يؤكد لسليمان استعداد السلطة لتولي الامن في غزة 

الى ذلك، افادت مصادر فلسطينية ان الرئيس ياسر عرفات ابلغ مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، الذي التقاه في رام الله الاثنين، استعداد السلطة لتولي الامن في قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيل. 

وقال الوزير الفلسطيني صائب عريقات قبيل الاجتماع، ان الجانب الفلسطيني طلب مساعدة مصر في اعادة بناء اجهزة الامن الفلسطينية. 

وقال مساعد لعرفات ان الاخير ابلغ سليمان ان الاجهزة الامنية الفلسطينية مستعدة لبسط سيطرتها على غزة حال انسحاب القوات الاسرائيلية. 

وفي تصريحات صحفية بعد لقاء سليمان بعرفات، قال رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع إن مختلف المسائل بحثت أثناء الاجتماع، وخصوصًا الحصار المفروض على عرفات، موضحًا أن المباحثات مع سليمان تناولت أيضًا إعادة تفعيل عملية السلام.  

وكانت إسرائيل قد أبلغت عرفات في الماضي أن بإمكانه مغادرة مقره العام لكن بدون أن تضمن له إمكانية العودة. وغالبًا ما يهدد وزراء إسرائيليون بقتل عرفات أو نفيه.  

وقالت مصادر مقربة من مكتب عرفات إن مدير المخابرات المصرية جاء حاملاً اقتراحًا يضمن له حرية الحركة.  

وكان سليمان التقى في وقت سابق الاثنين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وكبار المسؤولين الاسرائيليين. لكن الجانب الاسرائيلي لم يقدم اية توضيحات بشان ما دار في هذه اللقاءات. 

وكانت مصادر اسرائيلية وفلسطينية قالت ان لقاء شارون وسليمان سيركز على بحث خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي المعدلة للانسحاب من قطاع غزة والترتيبات الامنية على الحدود مع مصر استعدادا لانجاح هذه الخطة. 

ونقل موقع "يديعوت احرونوت" على الانترنت عن مصادر فلسطينية قولها إن مصر ابدت استعدادها لتولي المسؤولية الأمنية في محور "فيلادلفي"، الذي يفصل بين الجزء الفلسطيني من مدينة رفح وجزئها المصري، لكن لديها بعض الشروط لذلك. 

وبحسب هذه المصادر، فإن الشروط المصرية هي: انسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة، بما في ذلك محور "فيلادلفي" نفسه، وتقدم الفلسطينيين بطلب إلى الجانب المصري من أجل لعب دور في فرض الأمن في المنطقة، والتزام إسرائيلي بتفعيل الممرّ الآمن بين قطاع غزة والضفة الغربية. 

وقال مصدر فلسطيني اخر للموقع ان الجانب المصري سيطلب من إسرائيل الامتناع عن تنفيذ عمليات عسكرية في القطاع، حتى في حال وجود محاولات فلسطينية لإطلاق عملية معادية. 

وأضاف المصدر أن ما يريده المصريون هو أن يكونوا بمثابة الموجه للفلسطينيين، وليس كمن ينوب عنهم. 

وقللت مصادر اسرائيلية من شان هذه المعلومات واعتبرت انها "مجرد بالون يطلقه الفلسطينيون من أجل فحص رد الفعل الإسرائيلي". 

وكي يتسنى للمصريين العمل على طول محور "فيلادلفي"، فإن هناك حاجة لإدخال تعديلات على الملحق العسكري لاتفاقية السلام التي وقعت بين مصر وإسرائيل، إذ يضع الملحق بصيغته الحالية تقييدات على نوعية القوة المنتشرة على الحدود بين الدولتين وحجمها.  

وقد تطرق شارون إلى هذا الموضوع في الآونة الأخيرة، حيث قال إن هناك اتصالات تجري في هذا الشأن.—(البوابة)—(مصادر متعددة)