جمارك دبي تطلق برنامجاً لإدارة الموهوبين

انطلاقاً من توجهات حكومتنا الرشيدة بتوفير البيئة المحفزة للإبداع، واستراتيجية قطاع الموارد البشرية والمالية والإدارية في جمارك دبي، والهادفة إلى تشجيع الإبداع والموهبة والابتكار في العمل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدائرة، وبما يعود بالنفع على الموظف والمجتمع، أطلق القطاع" برنامج رعاية الموهوبين"، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الجمارك المحلية والإقليمية والعالمية.
وصرح السيد بطي عبدالله الجميري، المدير التنفيذي لقطاع الموارد البشرية والمالية والإدارية، أن البرنامج هو واحد يعد من مبادرات القطاع في عام 2014، ويأتي استجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتوفير البيئة المحفزة للابتكار والإبداع، وضمن جهود جمارك دبي في الحفاظ على كوادرها المتميزة وتطوير قدراتهم الوظيفية بما يسهم في تحقيق أهدف الدائرة، وتعزيز تنافسيتها في العمل الجمركي.
وأشار السيد بطي الجميري إلى أن فكرة البرنامج تقوم على البحث عن الموهوبين في الدائرة وتطوير مهاراتهم من خلال تلبية احتياجاتهم، وتوفير البيئة المحفزة لهم، وحفظ حقوقهم بما يساعدهم على تحقيق أهدافهم المهنية والشخصية، ويعود بالفائدة على الدائرة والمجتمع ككل، وكذلك من خلال بناء خطة استراتيجية واضحة وشاملة تهدف إلى تشجيع الموظفين على الإبداع والاحترافية في العمل في جميع المستويات الإدارية.
وأكد الجميري أنه برنامج شامل لرعاية الموهوبين، يتم تنفيذه على مراحل تشمل الكشف عن الموهوبين وحصر مواهبهم، وتوفير المناخ الإبداعي لتطوير هذه المواهب، وحماية حقوقها، وتشجيع البحوث والدراسات الخاصة بالموهوبين، وبناء قدراتهم الإبداعية.
وقالت الدكتورة شيخة الغافري، مدير أول، مركز التدريب الجمركي، والمشرفة على تنفيذ البرنامج أن أولى مراحل البرنامج تبدأ بالبحث عن الموهوبين والمبدعين، حيث تشمل فئة الموهوبين أولئك الذين لديهم مواهب متميزة في مجال العمل، ولديهم القدرة على إظهار إمكانيات فائقة في الأداء، وتقديم مبادرات واقتراحات تطويرية لتسهيل وإنجاز العمل بأفضل صورة ممكنة، بالإضافة إلى الفئة الثانية التي تشمل أولئك الذين يمتلكون مواهب متعددة مرتبطة بالإدارة. أما المبدعون، فهم الموظفون الذين لديهم اقتراحات قابلة للتطبيق تعود بالفائدة على الدائرة والمجتمع، وكذلك الفائزون بجوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز.
ويخضع الذين تم اختيارهم لاختبار التقييم الذاتي للكشف عن المواهب بدقة، ويتم بعد ذلك إعداد قاعدة بيانات خاصة تضم معلومات عن الموهوبين والمبدعين يتم تحديثها بشكل مستمر.
ويتم إلحاق الموهوبين في برامج تدريبية تخصصية في مجالات مختلفة منها التصوير، إعداد المعارض، الرسم، المجالات الرياضية ، برامج التقنية الذكية ، بالإضافة إلى برامج تدعم وتطور مهاراتهم مثل فن التعامل مع الموهوبين والقيادة الإبداعية والتفكير الإبداعي وحل المشكلات بطرق إبداعية وكيفية التخلص من الطاقة السلبية وكيفية الحصول على براءة الاختراع وغيرها من البرامج التطويرية.
وتتفاوت المدة الزمنية للبرامج وفقاً لنوع الموهبة ونتائج الاختبارات الفنية التقييمية فبعضها لا يتعدى مدة أسبوع ومنها ما يزيد عن ثلاثة أشهر. وتتم الاستفادة من هذه البرامج التدريبية منذ بداية ظهور نتائج الاختبارات الفنية التقييمية ويتم تنفيذها على مراحل حسب الخطة التشغيلية للبرنامج.
وتكمن الاستفادة من هذه البرامج التدريبية في نشر ثقافة الإبداع داخل وخارج الدائرة وزيادة الإنتاجية وتطوير الأداء والاحتفاظ بالعقول المبدعة في الدائرة وتعزيز مكانة الدائرة الرائدة عالمياً بالإضافة إلى الاستفادة من المواهب في إقامة المعارض وورش العمل وتنفيذ المشاريع التطويرية والإبداعية في الدائرة حسب الخطة الاستراتيجية لجمارك دبي والتي تهدف إلى دعم التجارة المشروعة دولياً وحماية أمن المجتمع.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.