هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث؟

تاريخ النشر: 26 يونيو 2023 - 08:21 GMT
هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث؟
هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث؟

الثلث الأول من الحمل من الفترات الصعبة التي تمر على حياة الحامل؛ حيث تعيش بحالةٍ من القلق والتوتر من حدوث الإجهاض، لذلك تبقى حريصة كل الحرص على الانتباه لما تمارسه من أنشطة خوفًا من أي طارئ، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الفترة صعبة جدًا تبقى مهددة إجمالًا بالإجهاض تقريبًا أكثر من أي فترة أخرى في الحمل، إذ سجلت نسبة مرتفعة من حالات الإجهاض المنذر والفعلي خلالها، ولكن تتساءل الكثير من الأمهات الحوامل هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث؟ أم أن الخوف سيواصل طريقه أيضًا طوال فترة الحمل؟

الإجهاض المنذر

يشير المصطلح الطبي الإجهاض المنذر بأنه ذلك الحمل الذي يواجه صعوبة في اكتماله وتهديدًا، حيث تظهر على الأم الحامل مجموعة من العلامات التي تدل على احتمالية الإجهاض في الثلث الأول من الحمل، ويتمثل ذلك غالبًا في النزيف المهبلي أو التبقع، مغص في الرحم لكن دون حدوث إجهاض فعلي، إلا أن الإجهاض المنذر يفتقر لوجود توسع في عنق الرحم، ووفق الإحصائيات فقد كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل ما نسبته 25% من إجمالي النساء الحوامل يعانين من تبقع وتقلصات في الجزء الأول، أما من واجهن الإجهاض الفعلي فقد بلغت النسبة 50%.

هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث

تعتبر الأم الحامل بلوغ الشهر الثالث شاطئ آمان لتخطي احتمالية الإجهاض، ولكن ما زالت الكثير من النساء يطرحن سؤالهن المعتاد هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث؟ ونود إفادتك بأن خطر الإجهاض يبدأ بالتراجع تدريجيًا اعتبارًا من أواخر الشهر الرابع، أما الشهر الثالث فإنه ينضم إلى الثلث الأول من الحمل الذي تسجل به نسبة لا بأس بها من حالات الإجهاض، ويشار إلى أن احتمالية حدوث الإجهاض في الأسابيع بين 13-19 تتراجع إلى 1% وأحيانًا 5%، لذلك فإنه لا يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث بل في نهاية الشهر الرابع، ويبقى متوقعًا.

أسباب الإجهاض في الشهر الثالث

تتعدد الأسباب الكامنة خلف حدوث الإجهاض في الشهر الثالث عند الحوامل، ومن أبرز ما جاء في ذلك ما يلي:

1- الخلل الوراثي في الجينات

الخلل الوراثي في الجينات

يعزى السبب في حدوث الإجهاض في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل إلى وجود اضطراب في تكوين الكروموسومات وخلل جيني إما بسبب الحيوان المنوي أو البويضة، رغم أن 70% من الحالات تواصل الحمل دون مشاكل؛ إلا أن استمراره يؤدي إلى حدوث تشوهات يولد بها الجنين تتمثل بمتلازمة داون، ويشار إلى أن حدوث الحمل بعد تخطي سن 35 عام يؤدي إلى ازدياد عمر البويضة أيضًا؛ بالتالي ارتفاع احتمالية حدوث الإجهاض.

2- خلل في أداء الغدة الدرقية

يؤثر اختلال أداء الغدة الدرقية سواء بالقصور أو النشاط على استمرارية الحمل وتكرار الإجهاض وتراجع مستويات الخصوبة، حيث يتجه الجسم إلى إطلاق هرمونات تلعب دور فعال في تثبيط الإباضة وذلك في حال قصور الغدة، أما فرط النشاط فإن هرمونات الغدة الدرقية تنخرط مع هرمون الأستروجين بقوة؛ بالتالي تدفق الدم عبر المهبل مشكلًا نزيفًا من الرحم وأيضًا احتمالية حدوث الإجهاض أو حدوثه فعليًا.

3- داء السكري

ترتفع احتمالية الإجهاض وتشوّه الأجنة بالتزامن مع الإصابة بمرض السكري؛ وتحديدًا في حال ارتفاعه، لذلك يستدعي الأمر وجوبًا المتابعة مع الطبيب المشرف لإبقاء مستويات السكر ضمن معدلاتها الطبيعية قدر الإمكان.

4- اضطراب الجهاز المناعي

من الأسباب المؤدية للإجهاض في الشهر الثالث وجود خلل في الجهاز المناعي؛ حيث أن الأجسام المضادة قد تكون سببًا في حدوث الإجهاض وتكراره، ومن الأمراض المسببة للإجهاض هو مرض الذئبة الذي يغزو جهاز المناعة ما يرفع احتمالية الإجهاض، وقد وجه الأطباء لضرورة إجراء فحوصات متلازمة مضادات الفوسفوليبيد عند حدوث الإجهاض المتكرر لغايات الخضوع لمخطط علاجي ملائم.

5- اضطرابات هرمونية

يحدث الإجهاض نتيجة عدم كفاية إفراز البروجيستيرون الذي تقع على عاتقه تعزيز كفاءة بطانة الرحم وجعله أكثر متانة؛ وفي حال نقص هذا الهرمون فإن الجسم يعجز عن إتمام الحمل بنجاح حيث تكون المشيمة ضعيفة لا تتمكن من الاحتفاظ بالجنين ولا يكتمل نموه في هذه البيئة، لذلك فإن إجابة هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث قد أصبحت واضحة.

أعراض الإجهاض في الشهر الثالث

استكمالًا للإجابة عن سؤال هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث فإنه لا بد من الوقوف على أعراض الإجهاض في الشهر الثالث بالتفصيل، والتي تتمثل بما يلي:

  • تقلصات حادة في الظهر والبطن توصف بشدتها أقوى من آلام الدورة الشهرية.
  • نزيف دموي من المهبل حاد خلال الفترة الأولى من الحمل وتحديدًا العشرين أسبوع الأولى.
  • نزول دم في بداية حدوث الأمر ليكون إنذارًا لاحتمالية الإجهاض، وفي بعض الحالات تنجح التدخلات الطبية في علاج المشكلة.
  • اضطراب الإخراج بحيث تعاني الحامل من إسهال حاد.
  • تعب ووهن في الجسم.
  • دوخة حادة تصل إلى فقدان التوازن.
  • تسرب السائل الأمينوسي من الرحم إلى خارج الجسم حيث يخرج على هيئة سائل شفاف.

شكل الجنين بعد الإجهاض في الشهر الثالث

شكل الجنين بعد الإجهاض في الشهر الثالث

بعد أن عرفتِ إجابة سؤال هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث بأنه لا، فقد أصبح من الواجب الحديث عن شكل الجنين بعد الإجهاض في الشهر الثالث بالتفصيل، وقد وصف بأنه قطعة دموية متناهية الصغر تتسم بدرجة من الصلابة، أما الطول فإنه لا يتخطى 1 سم تقريبًا، وعند حدوث الإجهاض تظهر العلامات المتفاوتة منها أعراض الحمى وضعف في الجسم، وخروج كتل دموية من الرحم تلاحظها المرأة على الملابس الداخلية، هذا وتزداد حدة التقلصات كلما ازداد تدفق الدم.

وتشير التفاصيل إلى أن شريحة واسعة من الأمهات اللواتي أجهضن في الشهر الثالث قد أكدن على أن شكل الجنين بعد الإجهاض في الشهر الثالث يشبه الكبدة بالدرجة الأولى، والذي يعد الأكثر شيوعًا إجمالًا.

الإجهاض في الشهر الثالث هل يحتاج إلى تنظيف

تنظيف الرحم بعد الإجهاض أو تنظيف الرحم مصطلح طبي يشار به إلى كحت الرحم أيضًا وهي أسلوب طبي تتمثل أهميته في إزالة بقايا الحمل المجهض في الفترة القليلة الماضية وكشط أي أنسجة غير طبيعية تتواجد في الرحم، وتعد ضرورية لغايات الحد من احتمالية حدوث نزيف شديد أو حتى حدوث عدوى، ويستوجب الأمر لزومًا المتابعة خلال الفترة الأولى بعد الإجهاض مع الطبيب المشرف للتحقق من سلامة الرحم وخلوه من أي بقايا، والآن هل تيقنتِ من إجابة هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث؟

وتنصح الأم المجهض بضرورة عدم ممارسة الجماع حتى انقضاء 14 يوم على الأقل بعد الإجهاض؛ وذلك لضمان منع أي عدوى من الانتقال إليها؛ فإن الرحم في هذه المرحلة يكون بمنتهى الحساسية، كما يوجه الأطباء لضرورة منح الجسم فرصة كافية حتى يستعيد الراحة والصحة الكاملة قبل حدوث حمل مجددًا.

في الختام، بذلك فإنك قد أصبحتِ على علم حول هل يقل خطر الإجهاض في الشهر الثالث من عدمه، ويتوجب الأمر الأخذ بعين الاعتبار كافة إجراءات الوقاية والتدابير اللازمة للحيلولة دون الإجهاض؛ وفي حال ظهور الأعراض والعلامات لا بد من التوجه فورًا إلى الطبيب المختص لاتخاذ الإجراء اللازم في حال أمكن ذلك.