الهدف النهائي للحمل الصحي والآمن هو طفل سليم غير مشوه ولابد أن هذا هو هدف كل زوجين لذلك يجب معرفة كل المخاطر التي قد تواجه الجنين أثناء فترة تطوره ونموه، ويبدأ الحمل عندما تزرع البويضة المخصبة في رحم الأنثى وينتهي بمجرد مغادرة الجنين الرحم أثناء المخاض أو الإجهاض.
ويحدث الإجهاض الذي يؤدي إلى موت الجنين إذا لم يتلقى العناية الجيدة أو تعرض المرأة الحامل لظروف نفسية سيئة أو الأدوية غير المناسبة أو غيرها من الأسباب التي تؤدي لموته وخروجه بعملية الإجهاض، فما هي أسباب الإجهاض وهل يؤثر الدواء على الجنين في الأسبوع الأول؟ لذلك يجب على الأمهات حديثي الحمل الانتباه عند تناول جميع الأدوية ومعرفة التأثيرات الجانبية لها على الجنين.
هل يؤثر الدواء على الجنين في الأسبوع الأول
في الأسبوع الأول من الشهر الأول للحمل يتأثر الجنين بالأدوية، وتوثر الأدوية بشكل مختلف على الجنين وذلك باختلاف عمر الحمل، فهناك بعض الأدوية التي يجب تجنبها وأخذ الحيطة والحذر منها في الأشهر الأولى ولكن قد تكون غير ضارة في الأشهر الأخيرة للحمل، لذلك يجب السؤال هل يؤثر الدواء على الجنين في الأسبوع الأول كما يجب على المرأة الحامل أن تتجنب العديد من الأدوية التي قد تسبب طفرات وتشوهات للجنين في مرحلة تكوينه (متلازمة داون، تعدد الصبغي X، وغيرها) لأن المضغة في هذه الفترة تكون في مرحلة انقسامات متعددة وأي تأثيرات دوائية تسبب خلل في هذه الانقسامات، مما يؤدي لحدوث التشوهات والطفرات وقد تتسبب في الإجهاض.
كما للمسكنات التي يتم تناولها بشكل كبير من قبل الأمهات الحوامل مخاطر كثيرة ومتنوعة في المرحلة الأولى من بداية تشكل الجنين إذ تؤثر على الحامل أيضًا وليس فقط على الجنين (صداع، تسمم الحمل، ارتفاع ضغط الدم، كما يؤثر على الجهاز التنفسي).
متى يبدأ تأثير الأدوية على الجنين؟
عمر الحمل هو الذي يحدد مدى تأثير الأدوية على الجنين ففي المرحلة المبكرة من الحمل (الأسبوع الأول أو الثاني) يكون تأثير الدواء معدومًا أو بشكل كامل.
التأثير معدوم: أي لا يسمح بحدوث الحمل أو يتسبب بموت جميع الخلايا الذي يؤدي للإجهاض المبكر متمثلًا بغزارة الدورة أو تأخرها أيام قليلة.
التأثير بشكل كامل: إذ يتطور الحمل ويكتمل دون أي تشوه (تبقى المضغة محمية بدون أي تشوه) وذلك لأن الأعضاء والأجهزة لا تكون قد بدأت بالتطور والنمو في ذلك العمر المبكر من الحمل بل تكون عبارة عن مجموعة من الخلايا (الخلايا لا تتشوه).
كما يجب على الأمهات الحوامل الانتباه عند سؤالهن هل يؤثر الدواء على الجنين في الأسبوع الأول لأنه يوجد أدوية ليس لها تأثير في المرحلة الوسطى والأخيرة من عمر الحمل بل يكون تأثيرها في الأسابيع الأولى فقط ويوجد أيضًا أدوية تأثيرها قبل حدوث الحمل، لذلك تحظر مثل هذه الأدوية على المرأة التي تنوي للحمل.
ما هي الأدوية الآمنة على الجنين؟
هل يؤثر الدواء على الجنين في الأسبوع الأول يبقى هذا السؤال بحاجة إلى شرح موسع لأن هذه المرحلة المبكرة تعتبر حساسة جدًا ورغم وجود مخاطر عديدة تواجه الجنين من بعض أنواع الأدوية إلا هناك بعض الأدوية آمنة عليه ولكن يفضل استشارة طبيب مختص قبل تناول أي نوع من الدواء وفي جميع مراحل الحمل، كما تصنف الأدوية الآمنة إلى مجموعات حسب درجة الأمان:
المجموعة الأولى
الباراسيتامول والفوليك أسيد تعتبر هذه الأدوية آمنة جدًا حيث أثبتت أن ليس لها أي آثار جانبية ضارة أو خطيرة على المرأة الحامل أو على جنينها لذلك ينصح باستخدامها عند الحاجة إليها دون الحاجة لاستشارة طبيب.
المجموعة الثانية
ميتفورمن، أموكسيسلين تم إجراء عدة اختبارات لهذه المجموعة على الحيوانات المنوية فكانت النتائج أن هذه المجموعة ليس لها أضرار على الأجنة أما الاختبارات التي أجريت على الإنسان لم تكن كافية للتأكد من وجود أضرار عليه.
المجموعة الثالثة
جابابنتين، أملوديبين، أثبتت الاختبارات تأثير هذه الأدوية عندما اختبرت على الحيوانات المنوية، ولكن لا يوجد تأثيرات جانبية على الأشخاص نفسهم.
المجموعة الرابعة
التأثيرات الجانبية لهذه المجموعة مثبتة على الأشخاص الذين يتناولوا مثل هذه الأدوية، كما أثبتت الاختبارات أن لها فوائد طبية على الإنسان أيضًا، لذلك يجب الانتباه ومراجعة الطبيب عند الحاجة لمثل هذه الأنواع من الأدوية لأنها تعطى فقط إذا كانت التأثيرات الجانبية أقل من الفوائد الطبية التي تعود على الإنسان، (لوسارتان) مثال على هذه الأدوية.
ما هي الأدوية التي تشكل خطر على الجنين؟
يوجد الكثير من أنواع الأدوية التي قد تتناولها العديد من الأمهات الحوامل والتي يحذر منها أثناء فترة الحمل لما لها من تأثيرات جانبية خطيرة على الجنين وعند الضرورة لأخذها سؤال يتم طرحه هل يؤثر الدواء على الجنين في الأسبوع الأول؟ لنرى الأنواع ومدى تأثيرها.
1- أدوية الصداع
قد تتعرض المرأة لحامل للصداع خلال فترة حملها وتقدم معظم الأمهات على أخذ أدوية الصداع، حيث أنه يجب الانتباه من هذه الأدوية لأنها من الممكن أن تؤثر سلبًا على الجنين وعلى الحامل أيضًا. فالصداع هو عبارة عن استطالة الأوعية الدموية وإن الأدوية المهدئة للصداع تعمل على تقليص الأوعية مما يؤدي إلى نقص وصول الدم إلى الجنين أو قطعه نهائيًا مسببًا الإجهاض، وينصح الأطباء عند تعرض المرأة للصداع أن تعالجه بالأعشاب والطرق الطبيعية.
2- المضادات الحيوية
المضاد الحيوي يحسن فعالية الجسم تجاه الأمراض والالتهابات، كما يجب عدم استهلاك المضادات الحيوية إلا باستشارة طبيب مختص لأنها تجعل جسم المرأة أكثر عدوانية مع الحمل وتجاه استقبال الحيوانات المنوية وقد تسبب عيوب خلقية للمولود ومن أكثر أنواع المضادات الحيوية استخدامًا هي (السلفوناميدات، ترايسيكلين، دوكسيسيكلين، الماكروليدات)، وينصح الأطباء عادة باستخدام البنسلين عند الحاجة إليه.
3- أدوية حب الشباب
لابد أن بعض النساء تعاني من ظهور حب الشباب بعد الحمل ويعود السبب إلى التغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة خلال مرحلة الحمل، وغالبًا ما تلجأ المرأة للأدوية لمعالجة هذه الحبوب، ولكن يجب الحذر والامتناع عن هذه الأدوية أثناء فترة الحمل لأن هذه الأدوية تحتوي ضمن تركيباتها على مشتقات فيتامين A (مادة الريتينول) وهي مادة خطيرة على المرأة الحامل، كما ينصح بتجنب المراهم التي تحتوي على التريتينوين والآيزوتريتينوين والأدابالين لأنها يمكن أن تنتقل عبر الجلد إلى الدم ومن ثم إلى الجنين في رحم الأم.
4- أدوية التهاب المفاصل
هناك بعض النساء لديهن أمراض التهاب المفاصل (الروماتيزم) ولذلك يقدمن على تناول أدوية التهاب المفاصل لكن هناك مخاطر تواجه الجنين من تشوهات وعيوب خلقية إذا تناولت هذه الأدوية أثناء الحمل منها الميثوتريكسات وينصح الأطباء بإيقاف مثل هذه الأدوية قبل ثلاثة أشهر من التخطيط للحمل.
5- أدوية ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم مشكلة من المشاكل التي قد تواجه الأمهات الحوامل ويجب علاجها بالأدوية المناسبة لإنها تسبب الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من المخاطر، لكنها يمكن أن تؤثر على الجنين وتسبب له عيوب خلقية وقد تسبب الموت أيضًا، لذلك يجب الانتباه واستشارة الطبيب أو الصيدلاني عند الحاجة لمثل هذه الأدوية أثناء الحمل، توجد بعض أدوية ضغط الدم غير خطيرة ولا تسبب أي مخاطر على الجنين وأمه فينصح باستخدامها أثناء فترة الحمل.
6- حمض الفالبوريك (فالبورات الصوديوم)
يستعمل حمض الفالبوريك لعلاج نوبات (الصداع، الهوس، الصرع) لكن يجب أخذ الحيطة وعدم استخدام هذا الحمض دون الرجوع للطبيب إذا كانت المرأة حامل أو في فترة الرضاعة الطبيعية.
7- المسكنات
تعد مادة الإيبوبروفين من أهم المواد التي تدخل في تركيب المسكنات والتي تستهلك بشكل كبير من قبل العديد من النساء، ويجب ذكر المخاطر التي تسببها المسكنات:
- تزيد من فرصة إصابة الجنين بتشوه خلقي وعيوب.
- تؤثر على سلامة الجهاز التنفسي للمرأة الحامل.
- تعيق اكتمال نمو الرئتين عن الجنين ونموه بشكل عام.
- تعرض المرأة الحامل لمخاطر تسمم الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإجهاض وموت الطفل.
وهكذا يمكننا القول إنه تم ذكر أهم المشاكل وأنواع الأدوية والمواد التي قد تواجه المرأة الحامل أثناء فترة الحمل والإجابة على سؤال هل يؤثر الدواء على الجنين في الأسبوع الأول؟ وغيرها من الأسئلة الشائعة، لذلك يجب على النساء التي تنوي على الحمل الانتباه والحذر من تناول أي نوع من الدواء للحفاظ على الجنين وسلامته من التشوه أو حتى الوصول إلى الإجهاض، فعند الالتزام بجميع القواعد الصحية يمكننا تكوين أسرة خالية من التشوه والحفاظ على سلامة الأم أيضًا.
