كثيرٌ من الأقاويل التي تنتشر حول إمكانية معرفة نوع الأجنة من خلال النظر إلى تلك التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على المرأة في فترة الحمل، وهو ما يتنافى مع حقيقة أنَّ الفحوصات الطبية فقط هي التي من شأنها بيان نوع الجنين في وقت مُحدد على الأغلب الشهر الخامس، وهنا نُناقش معًا الاعتقاد بشأن أنَّ كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين، والتي تُعتبر بدورها من قُبيل أشهر الأعراض التي تنتاب المرأة الحامل لاسيما في الأشهر الأولى من حملها، ونوافيكم بها عن كثب.
هل كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين؟
تُعتبر الإفرازات المهبلية من أبرز الأعراض التي تعتري الحامل في أشهر الحمل الأولى وتستمر معها إلى آخر الحمل، وهو ما دفع بعض النساء إلى التساؤل هل كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين؟ لنشير إلى أنَّ الجزم بوجود علاقة بينهما أمر مغلوط يخلو تمامًا من الصحة ولا يستند إلى أساس علمي، فمهما كان لون الإفرازات أو شكلها لا تُعتبر ذات صلة بنوع الجنين، ولا تفرق تلك الإفرازات في حالة الحمل بولد أو فتاة، بالنظر إلى ارتباطها بعوامل أخرى ذات صلة بالمرأة نفسها وصحتها أثناء الحمل.
سبب كثرة الإفرازات للحامل
أشرنا إلى أنه لا يتم اعتبار كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين بيد أنَّ كثرة الإفرازات ذاتها عند الحامل لاسيما في شهور الحمل الأولى على خلاف المعتاد قبل الحمل إنما تعزو إلى زيادة ليونة جدار عنق الرحم والمهبل لمنع الإصابة بالعدوى، ناهيك عن تزايد حجم الغدد المهبلية، ونزول الإفرازات من العوارض الشائعة للحمل، ويختلف لونها وقوامها ورائحتها بمختلف الحالات، وعادة ما تزداد تلك الإفرازات المهبلية مع تقدم الحمل، وتبدأ في الزيادة بمرور أسبوع أو أسبوعين من الحمل، وترتبط بزيادة هرمون الاستروجين وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة التناسلية.
لون وشكل الإفرازات المهبلية ونوع الجنين
على غرار الاعتقاد الجازم بأنَّ كثرة الإفرازات للحامل يدل على جنس الجنين هناك اعتقاد آخر يشير إلى أن هناك علاقة بين لون وشكل الإفرازات المهبلية ونوع الجنين، فما إن كانت ذات لون أبيض مائل إلى البني فإنَّ الجنين ذكر بينما إن كانت بيضاء تميل إلى الأصفر فإنَّ الجنين فتاة، وهو اعتقاد يخلو من الصحة بطبيعة الحال ليس إلا محض خرافة.
هل توقف الإفرازات خطر على الجنين؟

بصدد الحديث عن الاعتقاد في أنَّ كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين نشير إلى أنها لها علاقة بصحة الجنين لا بنوعه، حيث إنَّ الإفرازات الطبيعية الشفافة تُعتبر من الإفرازات الهامة المعنية بترطيب المهبل، فتحميه من العدوى، كما ترتبط كثرتها بوجود زيادةً في هرمون الاستروجين؛ لذا ما إن قلّت تلك الإفرازات أو توقفت فهذا يُشير إلى وجود نقص شديد في هرمون الاستروجين، الأمر الذي يُمكن أن يؤدي إلى زيادة فرصة الإجهاض؛ لذا على الحامل أن تترقب الأمر وتستعين بالطبيب في حالة معاناتها من قلة تلك الإفرازات لاسيما في الأشهر الأولى من الحمل.
شكل إفرازات الحمل الطبيعية
تُسمى تلك الإفرازات في فترة الحمل بالثر الأبيض، تتكون الإفرازات المهبلية في فترة الحمل من خلايا قديمة وإفرازات من عنق الرحم وبكتيريا طبيعية، لتكون ذات خصائص محددة نذكرها على النحو التالي:
- تُشبه المخاط في قوامها.
- رائحتها خفيفة أو منعدمة.
- شفافة أو تميل إلى اللون الأبيض الحليبي.
دلالات ألوان الإفرازات المهبلية
ما إن اعتبرنا بخطأ الاعتقاد القائل إنَّ كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين فإنَّنا نشير إلى ما يجب أن تنتبه إليه المرأة أكثر بصدد تلك الإفرازات، أي الانتباه إلى التغيرات التي تحدث في لونها ودلالاتها، فمنها ما يُشير إلى خطورة الوضع بما يستدعي زيارة الطبيب، ولمَّا كانت الإفرازات الطبيعية التي تنم عن سلامة الحمل لها خصائص وشكل معين قد ذكرناه أعلاه، سنشير فيما يلي إلى تلك الألوان المختلفة التي ربما أن تُلاحظها المرأة في إفرازاتها المهبلية ودلالاتها العلمية على النحو التالي:
- الإفرازات البيضاء: المتكتلة المتجبنة من مؤشرات الإصابة بالعدوى، ويُمكن أن تتعرض لها الحامل مرفقة بالألم والحكة عند التبول.
- الإفرازات الخضراء: ليست من الإفرازات الطبيعية، حيث تدل على الإصابة بعدوى على غرار دار المشعرات لاسيما إن كانت مصحوبة بتهيج واحمرار في المنطقة، ناهيك عن تسببها في بعض المضاعفات إن لم تُعالج.
- الإفرازات الصفراء: تُعتبر من أعراض الإصابة بداء المشعرات أو السيلان أو الكلاميديا أو العدوى الفطرية، بالإضافة إلى الإشارة إلى الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي.
- الإفرازات الرمادية: تشير إلى الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري، ناهيك عن رائحتها النفاذة التي تُشبه رائحة السمك، ويُمكن أن تُرد إلى كثرة استخدام الدش المهبلي.
- الإفرازات الوردية: التي تعزو إلى الانغراس في البويضة حيث تتسبب في بعض قطرات الدماء في الأسابيع الأولى من الحمل، مع احتمالية ظهورها مع قرب المخاض.
كيفية التعامل مع الإفرازات المهبلية فترة الحمل

أفضل ما يُمكن أن تتبعه المرأة في فترة الحمل تلك التدابير الوقائية التي من شأنها حمايتها لتمر تلك الفترة بسلام، لاسيما بما يتعلق بصحة المنطقة التناسلية، وفي إطار موضوعنا عن كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين نشير إلى الإرشادات التي يجب اتباعها للتعامل مع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل على النحو التالي:
- عدم استخدام الغسول المهبلي، حتى لا يتم التأثير سلبًا على توازن البكتيريا الطبيعية في المهبل، ناهيك عن كونه من مُسببات الإصابة بالعدوى.
- الحفاظ على تجفيف منطقة المهبل باستمرار.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والذي يعمل على الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في المهبل.
- الحرص على الابتعاد عن مناديل الحمام العطرية أو بخاخات التنظيف ذات الرائحة أو الفقاعات والفوط المعطرة والصابون ذو الرائحة، لأن كل تلك المواد يُمكن أن تؤدي إلى تهيج المهبل.
- عدم ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من غير القطن، أو الملابس الضيقة.
- الحرص على تنظيف المنطقة من الأمام للخلف ليس العكس.
- الابتعاد عن استخدام السدادات القطنية إبَّان فترة الحمل.
- عدم الاعتماد على استخدام الفوط اليومية التي تمتص الإفرازات المهبلية، حتى لا تؤدي إلى التهيج.
طرق معرفة نوع الجنين
لا يُمكن الاعتماد على أنَّ كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين فثمَّة طرق طبيعية من شأنها تحديد نوع الجنين على نحو من الدقة، والتي تأتي على النحو التالي:
- فحص الموجات فوق الصوتية: عادةً ما يتم استخدام السونار لمعرفة نوع الجنين من الأسبوع الثامن عشر وحتى الأسبوع العشرين من الحمل، على أنَّ دقته تصل إلى 85% عند أغلب الحالات.
- اختبارات الحمض النووي: يُمكن بيان إصابة الجنين بأي من التشوهات الوراثية أو ما شابه من خلال تلك الاختبارات، وإلى جانب ذلك تتم معرفة نوع الأجنة.
- بزل السلى: يتم سحب عينة من السائل الأمنيوسي، للكشف عن أي اضطرابات وراثية أو الإصابة بمتلازمة داون نتاجًا لشذوذ الكروموسومات، وهو ما يُعرف من خلاله نوع الجنين.
هكذا فإنَّ الطريقة الوحيدة التي يُمكن من خلالها بيان نوع الجنين تعتمد على استخدام السونار في الشهر الرابع أو الخامس للكشف عن الأعضاء التناسلية للأجنة، أما عن اعتبار أنَّ كثرة الإفرازات للحامل يدل على نوع الجنين لا يُعوَّل عليه علميًا.