نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل: الأسباب وكيفية التعامل

تاريخ النشر: 11 يونيو 2023 - 03:20 GMT
نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل: الأسباب وكيفية التعامل
نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل: الأسباب وكيفية التعامل

يعتبر خبر الحمل من أجمل الأخبار التي ينتظرها الزوجين، وخاصة في حالة الحمل الأول، وتبدأ مراقبة انقضاء موعد الدورة وإثبات الحمل بمزيج من السعادة والتوتر، وقد يحدث نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل، وتبدأ السيدة بالتساؤل: هل نزول الدم بعد غياب الدورة أمر طبيعي؟ أم أنه يشير إلى مشكلة صحية تتعلق بالمرأة أو الجنين؟ إذ لا يمكن اعتبار نزول الدم دليلًا أكيدًا على حدوث الحمل حيث يحدث بنسبة مرتفعة فقدان الجنين عقب الانغراس وهذا ما يطلق عليه الحمل الكيميائي فلنتابع في الأسطر التالية أسباب نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل.

نزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل

يمكن حدوث النزيف في الثلث الأول من الحمل بنسبة تتراوح من15-20% من حالات الحمل، ويمكن اعتبار أن نزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل أحد علامات بداية الحمل حيث يكون الجنين عبارة عن بويضة مخصبة تتعرض لمجموعة من الانقسامات إلى أن يصل عددها إلى 8 خلايا، خلال انتقال الجنين الذي يكون عبارة عن بويضة ملقحة من المبيض حتى يتم تثبيته في بطانة الرحم، وتحدث تلك المرحلة لعدد كبير من النساء حيث يتم نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل، وفي النهاية لا يحدث انغراس لكيس الحمل في الرحم وتنزل دماء الطمث بشكل عادي.

كما تتعدد أسباب النزيف فمنها ما هو خطير، ومنها ما هو طبيعي، ويعزى سبب نزول الدم إلى حدوث تغيرات هرمونية في جسم المرأة، وتختلف هذه الأعراض من امرأة إلى أخرى، ويمكن حصر أسباب النزيف في الأمور التالية:

الأسباب الطبيعية لنزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل

  • نزيف التخصيب نتيجة لتلقيح النطاف للبويضة وتشكيل البيضة الملقحة.
  • هرمونات الحمل (مع بداية الحمل تبدأ الهرمونات بالتغير في جسم المرأة مما يسبب نزول قطرات من الدم في بداية الحمل تزامنًا مع موعد الدورة لا يلبث أن يختفي بمجرد نضج المشيمة).

الأسباب الخطيرة لنزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل

  • انغراس البويضة الملقحة خارج الرحم (في قناة فالوب مثلًا).

ويحدث الحمل خارج الرحم في الحالات التالية:

  • حدوث حمل سابق خارج الرحم.
  • اجراء جراحة في البطن (جراحات العقم، ربط البوق).
  • الإصابة بأمراض جنسية.
  • استعمال تقنيات الإخصاب في المختبر.
  • الغسل المهبلي.
  • تعدد الشركاء الجنسيين.
  • نزف عنق الرحم.
  • الإجهاض (حيث تزداد فرص حدوث الإجهاض في الأسابيع الأولى من الحمل).

تنحصر عوامل خطر الإجهاض بشكل عام بالأمور التالية:

  • عمر السيدة الحامل فوق الخمسة وثلاثون عامًا.
  • اجهاضات سابقة.
  • التدخين.
  • تناول المخدرات، الكافيين، والكحول.
  • الأورام الليفية وشكل الرحم غير الطبيعي.
  • داء السكري، أو الغدة الدرقية.
  • التهابات في المهبل (نتيجة الاضطرابات الهرمونية واهمال نظافة المنطقة الحساسة).

تؤدي الأسباب المذكرة أعلاه إلى نزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل، وتختلف درجة الخطورة تبعًا للون الدم والأعراض المرافقة له.

نزول الدم أثناء الحمل في الأسبوع الأول

نزول الدم أثناء الحمل في الأسبوع الأول

بعد انقضاء أسبوع على غياب الدورة قد تلاحظ بعض السيدات نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل، ويعد هذا أمر طبيعي في بداية الحمل ولكنه ليس علامة مؤكدة على الحمل، اذ تتعدد أعراض الحمل من غثيان، اضطرابات معدية، مغص، وعدم اتزان. لكن ملاحظة بعض النقط الخفيفة من الدم بعد مرور عدة أيام على الإباضة لا يعد دليل قاطع على الحمل، إنما يكون السبب تغير هرموني والتهابات مهبلية وغيرها، حيث أن الحامل يمكن أن تلاحظ نقاط قليلة من الدم على ملابسها الداخلية ولكن هذه النقاط قد ترى لمرة واحدة عند بعض النساء وقد تتكرر لمدة أقصاها يومين عند البعض الآخر ثم تنقطع، وهنا تبدأ الشكوك في احتمالية أن تكون هذه دماء الطمث أو الحمل، ويحدث هذا الاختلاط لدى السيدات اللواتي يعانين اضطرابات هرمونية حيث تتوقع نزول الدماء وانتهائه في مختلف الأوقات.

ونذكر أسباب نزول دم أثناء الحمل في الأسبوع الأول على النحو الآتي:

  • نزيف الانغراس للبويضة الملقحة في الرحم.
  • نزول دم بعد العلاقة الحميمية( حيث تؤدي إلى حدوث تغيرات هرمونية ونزول الدم).
  • تغيرات في عنق الرحم الغني بالشعيرات الدموية نتيجة تدفق مزيد من الدم إليه.
  • صغر حجم الجنين إذ لا يلتصق بشكل كامل بجدار الرحم مما يؤدي إلى انسلاخ بقايا بطانة الرحم في موعد الدورة.

نزول دم بني في الأسبوع الأول من الحمل

بعد حدوث الجماع ودخول النطاف إلى الأقنية التناسلية عند المرأة يبقى حيوان واحد قادر على العيش في المهبل، وتختلف طبيعة هذا الحيوان تبعًا لوسط المهبل، إذ يوفر الوسط القلوي البيئة المناسبة لعيش الحيوان الذكري، في حين أن الوسط الحامضي يناسب الحيوان الأنثوي.

في حال كانت البيضة بحجم وأبعاد مناسبة وصالحة لتكوين الجنين تبدأ رحلة الإلقاح إذ يلتحم غشاء رأس النطفة بغشاء البويضة ويذيب قشرتها بواسطة حمض الهيالورونيك، وتنتقل البويضة الملقحة لتجد مكانًا لها في بالرحم حيث تقوم بملامسة مخاطية الرحم بعد إزالة المنطقة الشفيفة ويثبت مكانها وهذا ما يعرف بنزيف الانغراس بصورة علمية، وهنا تبدأ قطرات الدم بالنزول من المهبل والناتجة عن جدار الرحم، ويقوم الجسم بطرح  هذا الجزء الذي تمت ازالته عن طريق الجنين على هيئة دماء خفيفة لمدة تتراوح من بضع ساعات ليومين، وهنا تلاحظ السيدة نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل.

تتشابه أعراض الحمل مع أعراض الدورة الشهرية من تقلبات في المزاج نتيجة ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون، وتعب عام، وحدوث تقلصات في الرحم، وآلام في الظهر، مما يسبب بعض الأخطاء لدى السيدات في تشخيص أعراض الحمل في الأسبوع الأول، ويعد غياب الدورة الشهرية أكبر مؤشر على حدوث الحمل في حال كانت الدورة منتظمة، أما في حال عدم انتظام الدورة يجب انتظار أسبوع آخر لإجراء اختبار الحمل.

من المؤشرات الأخرى المشتركة بين حدوث الحمل والدورة الشهرية هو نزول  الدم في الأسبوع الأول من الحمل، وهنا تختلف قطرات الدم الناتجة عن الحمل عن الخاصة بالدورة حسب لونها وكميتها ومدتها، والأعراض التي تترافق معها.

الفرق بين الدم الناتج عن الدورة الشهرية والدم الناتج عن الحمل

الفرق بين الدم الناتج عن الدورة الشهرية والدم الناتج عن الحمل

يمكن التفريق بين الدم الناتج عن الدورة ونزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل بالأمور التالية:

  • لون الدم: اللون الأحمر للدم يدل على أنه دورة شهرية، أما اللون البني فهو مؤشر على الحمل.
  • كمية الدم: إذا كانت كمية الدم كبيرة فهي دورة شهرية، أما نقط دم خفيفة فهي دلالة على حدوث الحمل.
  • مدة نزول الدم: تتراوح مدة نزول الدم في حالة الدورة الشهرية بين3ـ6 أيام وقد تصل عند بعض السيدات إلى 7أيام، في حين أن المدة التي يستمر فيها الدم الدال على الحمل من يومين إلى ثلاثة أيام.

كيفية التعامل مع نزول الدم في بداية الحمل

يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية لتجنب نزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل أو لتخفيفه في حال حدوثه بالأمور التالية:

  • الاهتمام بنظافة المنطقة الحساسة: إذ أن نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل وإهمال نظافة المنطقة الحساسة يؤديان إلى الإصابة بالتهابات شديدة في المهبل.
  • الراحة: في حالة الحمل خارج الرحم، أو عدم ثبات الحمل.
  • تجنب الجماع: إذ قد يؤدي إلى زيادة نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل، وحدوث التهابات في المهبل.
  • الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية: حيث يتم الحصول من خلاله عن تفاصيل نزول الدم في الأسبوع الأول من الحمل.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تطرقنا من خلاله إلى أسباب نزول دم في الأسبوع الأول من الحمل إذ تم إلقاء الضوء على جميع الجوانب المتعلقة بهذا الأمر الذي يعد بغاية الأهمية بالنسبة لجميع السيدات اللواتي يرغبن في الإنجاب، وبعث الطمأنينة للسيدات اللواتي يخشين الإجهاض لمجرد ظهور قطرات من الدم.