من هو الكاذب الحقيقي؟

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2009 - 08:49 GMT

كلنا نكذب. وهذا كلام صادق ليس فيه مجال للكذب. وفقاً لروبرت فيلدمان، مؤلف كتاب (الكذاب في حياتك: كيف تعمل الأكاذيب وماذا تقوله عنا)، "اجتمع مع ثلاثة اصدقاء جدد في بيت صديقك، ومن المحتمل ان تسمع ثلاث أكاذيب من كلّ شخص في السّاعة ، وعلى ما يبدو فأنت أيضا ستقول ثلاث أكاذيب".


كأستاذ علم نفس، درس فيلدمان دور المكر والكذب في العلاقات الإنسانية أغلب حياته المهنيه، ويوضّحُ بأنّ العديد منا يكذبونَ حتى بدون أن يدركوا بأنها كذبات بيضاء – مثلا إذا فاجئنا شخص بسؤال ما عن عدد الاميال في سيارتنا، الوظائف التي نقوم بها، وكم نصرف في عطلة نهاية الاسبوع، لن نجاوب بصدق وسنحاول ان نزيد أو ننقص من المعلومات.


ولكن لماذا نكذب على بعضهم البعض؟ يقول مايكل ميلير، إم. دي . من كليّة هارفارد الطبيّة، هناك 3 محفزات مختلفةَ:
1. الشعور بأنك أفضل من الآخرين.
2. محاولة الظهور بأنك مرغوب ومثير.
3. الرغبة في الإستقلالية أو حكم الذات.
4. الرغبة في إيذاء أو خيانة الآخرين.


كلنا عرفنا على الاقل شخصا ما عنده مشكلة واضحة مع الكذب. من السّهل الدفَاع ضدّ ذلك الرجل فأنت ترى الكذبة حتى قبل أن يقولها وتعرف بأن نصف كلامه أكاذيب. ولكن هذا الشخص لا يخيفنا. ولكن كيف نفرق بين الكذب والصواب من مصدر موثوق بالنسبة لنا؟
لغة الجسم يمكن أن تكشف الكاذب مثل – إغلاق الذراعان، النظرات الهاربة، تغطية الفم أو لمس الوجه. لكن الدليل على هذه الإشارات المفترضة للكذب قصصية جداً ولا ترتكز على البحث العلمي.


إذا كنت تستطيع استعمال التصوير بالرّنين المغناطيسي أَو مسح PET ، فقد تتمكن من الحصول على بعض الأفكار. يستعمل التخيلات العصبية Neuroimaging لإكتشاف التغييرات في أجزاء الدماغِ التي تعمل عندما يبدا الشخص بسرد الاكاذيب. لكن هذه الطريقة ليست عملية عندما نضطر لاختيار شخص للقيام بعمل ما لنا مثل مقاول جدير بالثقة لترميم المطبخ؟
 
بعيدا عن إستعمال كاشفات الكذب (التي يمكن خداعها أيضا)، يقترح فيلدمان بأنّ أفضل طريقة لحث من حولنا على الصدق وأن نشجع الامانة الشخصية. قم بعمل مسح شخصي لتلك الكذبات البيضاء الصغيرة التي نقولها. (يجب أن نرتب منزلنا اولا قبل ان نتهم الاخرين بالفوضى).

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن