مشـــــاكـل الـجـنـس

تاريخ النشر: 19 أغسطس 2005 - 09:02 GMT

 يبدو من الغريب ، في هذا الزمن المفعم بالتخيلات الجنسية ،  أن تجد من تنعدم لديهم الشهوة الجنسية . ولكنها مشكلة تثير الدهشة لكثرة انتشارها .   ملايين من الناس يعانون من حالة تعرف  بضعف الشهوة الجنسية . يقدر الخبراء أن 25 % ، او ثلث النساء وخمس الرجال ، يعانون من هذه المشكلة . الأخصائيون الذين يجرون أبحاثا في شئون الجنس ، وأخصائيو علاج المشكل الجنسية ، يدركون أن ضعف الرغبة الجنسية هي أكثر المشاكل الجنسية انتشارا .

 

في السنوات الأخيرة ركز الخبراء كل اهتمامهم على أسباب ضعف الرغبة الجنسية ، ويقوم أخصائيو المعالجة الآن بوضع استراتيجيات لمعالجة ذلك الضعف . مع أن نسبة نجاح العلاج بلغت 50 % ، فإن الكثيرين ممن يعانون من هذه المشكلة لا يسعون للحصول على أية مساعدة ، والسبب عادة هو أنهم لا يدركون أنهم يواجهون مشكلة ، أو أن بعض النواحي الأخرى من علاقاتهم تبدو لهم أكثر أهمية ، أو أنهم يشعرون بالخجل .

 

يعود سبب خلافات الكثيرين من الأزواج إلى صعف الرغبة الجنسية .عندما تخبو رغبة أحد الطرفين الجنسية تبدأ الأمور الأخرى بالإنهيار .

 

متى توصف الشهوة الجنسية بأنها ضعيفة ؟

 

لا تظل الشهوية الجنسية عند الناس العاديين مستيقظة طيلة الوقت . الأحداث اليومية، مثل الإعياء وضغط العمل، وحتى الزكام العادي ، قد تقتل الشهوة الجنسية .ولكن  قضاء بعض الوقت الرومنسي مع الطرف الآخر ، أو التفكير بالجنس ، أو رؤية بعض المناظر الجنسية ، قد يسبب الإثارة واستعادة الشهوة الجنسية السليمة .

 

مع ذلك نجد أن بعض الناس لا يستعيدون رغبتهم الجنسية بتاتا ، أو أنه لم تكن لهم أية رغبة جنسية أساسا . إن بعض الناس المصابين بضعف الرغبة الجنسية كثيرا ما يفتقرون إلى التخيلات الجنسية السليمة .

 

متى توصف الرغبة الجنسية بأنها ضعيفة ؟  أحيانا ، عندما يتذمر أحد الطرفين من أن الطرف الآخر لايشبع رغبته الحنسية ، قد يكون السبب في الواقع أن قوته الجنسية هو غير العادية . يقول الخبراء بعدم وجود حدود دنيا لمتطلبات النشاط الجنسي اليومية . نشرت مجلة الجنس وعلاج العلاقة الزوجية نتيجة دراسة بريطانية  تدل على أن 24 %  من الأزواج قالوا إنهم لم يمارسوا الجنس حتى ولا مرة واحدة خلال الثلاثة شهور السابقة . وبيّنت دراسة تقليدية عن الجنس في أمريكا أن ثلث الأزواج لا يمارسون الجنس سوى بضع مرات في السنة .  ومع أن الدراسة تتكلم عن عدد الممارسات الجنسية ، لا عن الشهوة الجنسية ، يرجح أن يكون أحد الطرفين بين الأزواج المذكورين مصابا بضعف الشهوة الجنسية .

 

قرص واحد صغير 

 

عندما ظهر دواء الفياجرا قبل بضع سنوات ، تحول الاهتمام فجأة إلى مشكلة جنسية أخرى هي " العجز عن الانتصاب "  . قبل ظهور الفياجرا كان الرجال المصابون بمشاكل صحية يعانون العجز الجنسي بصمت وبلا أمل . الآن يتمتع الكثير من الأزواج بفيض من الشهوة المتجددة .

 

أحد أسباب ضعف الشهوة الجنسية  هو تناول مضادات الكآبة المعروفة باسم أدوية منع إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائي الذي يكاد يقضي على الشهوة الجنسية عند بعض الأشخاص .مضادات الكآبة ، مثل بروزاك وزولوفت ، هي من ضمن الأدوية الأوسع انتشارا لمعالجة الكآبة . ومع هذا ، فإن أحد آثارها الجانبية السيئة هو ضعف الشهوة الجنسية . تدل الدراسات على أن نسبة 50 % من الناس الذين يتناولون مضادات الكآبة يصابون بضعف الشهوة الجنسية .

 

يعتقد الأخصائيون أن مضادات الكآبة تقتل الشهوة الجنسية لأنها تدفع إلى مجرى الدم بكميات كبيرة من السيروتونين ، وهم مادة كيماوية ترسل إشارات إلى الدماغ باشباع الشهوة الجنسية . يقول جوزيف مرزوكو ، أخصائي العلاج الجنسي في بورتلاند في أوريجن ، إنه كلما ازدادت كمية السيروتونين التي يتناولها الشخص كلما قلت حاجته إلى الجنس . مضادات الكآية تقضي على الشهوة الجنسية .

 

لحسن الحظ ، يقوم الأخصائيون الآن بدراسة عن مضادات الكآبة التي تعمل بطريقة مختلفة ، وقد وجهوا اهتمامهم الشديد إلى أنواع جديدة لإحلالها محل السروتونين . تدل الدراسات الأولية أن هذه البدائل في الواقع قد تزيد الشهوة الجنسية في الأشخاص الذين تجرى عليهم التجارب .  تقول دراسة  نشرت السنة الماضية في مجلة الجنس وعلاج العلاقة الزوجية إن حوالي ثلث الذين أجريت عليهم التجارب ممن تناولوا البديل (بوبروبيون) أفادوا أن شهوتهم الجنسية  ارتفعت وازداد مدى تهيجهم الجنسي .

 

الأمر كله يتعلق بتفكيرك     

المشاكل الفسيولوجية (وظائف أعضاء الجسم) قد تؤدي أيضا إلى فقدان الشهوة الجنسية . الرجال الذين تكون غددهم النخامية غير طبيعية يفرزون هورمون البرولاكتين الذي من شأنه عادة قتل الشهوة الجنسية . تقول المجلة العالمية لأبحاث العجز الجنسي إن الفحوصات التي أجريت على أدوية تمنع إفراز هورمون البرولاكتين تزيد الشهوة الجنسية في الرجال الأصحاء .

 

يعتقد بعض الأخصائيين أن أحد أسباب ضعف الشهوة الجنسية لدى النساء هو انخفاض مستويات هورمون التستوستورون  . هذا الهورمون يوجد عند الرجال ذوي العضلات المفتولة والصوت الأجش ، لذا فهو قطعا إحدى صفات الرجولة . مع ذلك،  فإن مبيض المرأة  يفرز كميات قليلة منه تلعب دورا هاما في حياتهن الجنسية . يعتقد بعض الأخصائيين أن عدم توفر الكميات الضرورية منه في دم النساء يجعلهن غير قادرات على الاستجابة للمثيرات الجنسية . كما يتوفر دليل على أن المكملات الغذائية التي تحتوي على التستوستورون  تعيد الشهوة الجنسية إلى النساء .

 

يعتقد الكثيرون من الأخصائيين في السيكولوجيا وخبراء العلاج الجنسي أن معظم المصابين بضعف الشهوة الجنسية يتمتعون بأجسام سليمة ولكن علاقاتهم الزوجية سيئة . تبين من الخبرة الطبية أن وجود عاملين في العلاقات الزوحية قد يقتل الشهوة الجنسية مع مرور الوقت. وهذان العاملان هما كبت الغضب من الشريك ، وفقدان السيطرة على العلاقة بين الزوجين . فإذا توفرا هذان العاملان وأصبحت الشهوة الجنسية مهددة بالزوال ، فإن انعدام المودة بين الزوجين يزيد المشاكل سوء .

 

بعض الأحيان يشعر المصابون بانعدام الشهوة الجنسية ، لاسيما الرجال منهم ،  بالخجل الذي يمنعهم من السعي للحصول على المساعدة  ، فيما يركز آخرون مباشرة على أمور أخرى تقلقهم كوظيفة تسبب الضغط النفساني أو أزمة عائلية مما يحملهم على تأجيل الاهتمام  بفقدان الشهوة الجنسية . مع هذا يألف (يتعود على) أشخاص آخرون انعدام الشهوة الجنسية لديهم  لدرجة أنهم لا يعودون يفتقدونها أو يهتمون يها، أي أنه تنعدم لديهم حتى مجرد الرغبة في استرداد الشهوة الجنسية .  حالات هؤلاء الأشخاص هي أشد الحالات سوء ، ويستعصي علاجها .

 

بعض الناس الذين لا يعالجون يجدون طرقا للتكيّف . تشكر بام ربها وتقول إن زوجها صبور وحنون جدا ، وإنه يحاول أن يثير شهوتها وإذا لم يتحقق ذلك فإنه يكتفي بالعناق والاحتضان .

 

بعض العلاقات الأخرى لا تتحمل هذا التوتر فينفصل الطرفان ، إذ لا يستطيع أحدهما إقناع الآخر بأنهما يواجهان مشكلة يجب الاهتمام بها وحلها .   

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن