تبين أبحاث أجريت حديثاً أن أقراص حامض الفوليك وفيتامين ب لا يمنعان النوبات القلبية أو السكتات الدماغية ، بل ربما حتى يسببان الضرر إذا استعملا معاً .
الدراسات التي تظهر أن الفيتامينات تخفّض مستوى العنصر الموجود في الدم الذي يشتبه أنه يلعب دوراً في الإصابة بمرض القلب – هذه الدراسات دفعت مئات الآلاف من مرضى القلب في العالم إلى تناول تلك الفيتامينات . إلا أن أول دراسة واسعة أجريت على هذا الموضوع ، وقدمت مؤخراً إلى اجتماع عقدته جمعية طب القلب الأوروبية ، أظهرت أنه بالرغم من أن مكملات الفيتامينات خفّضت بشـدة مستويات الحمض الأميني إلا أنها لم توفر الوقاية للقلب .
الرسالة هنا واضحة ، وهي : لاتتناول الحمض الفولي ، او ب – 6 ، على أمل أن تمنع إصابتك بنوبة قلبية أو سكتة دماغية . قال الدكتور بيتر ويزبيرغ ، المدير الطبي لمؤسسة طب القلب البريطانية - التي لم يكن لها علاقة بالدراسات - إنه لو كان هناك أي تأثير حقيقي ذو قيمة لأظهرته تلك الدراسات .
ستثير نتائج هذه الدراسات مناظرات حول ما إذا كان للحمض الأميني أي دور بتاتاً في الإصابة بمرض القلب . ولكن لا يرجح أن تكون تلك النتائج هي نهاية المطاف بالنسبة لهذا الموضوع .
تجري الآن إحدى عشرة دراسة أخرى للتحقق من فائدة فيتامين ب لما مجموعه 50000 شخص تشملهم الدراسة . الهدف من هذه الدراسات لا يقتصر فقط على إيجاد دليل يحدد ما إذا كان من المفيد للناس تناول هذه المكملات الفيتامينية ، وإنما أيضاً ما إذا كان من المجدي إضافة الحمض الفولي إلى الطحين في جميع أنحاء العالم لتقوية صحة القلب في البلدان النامية وفي المجتمعات الأخرى التي لا يحتمل أن تتناول هذه المكملات الفيتامينية مع غذائها .
يقول الخبراء إنه ينتظر أن تخرج واحدة من هذه الدراسات على الأقل ، التي سوف تتابع حالات 12000 شخص على مدى سبع سنين ، بنتائج قطعية بعد حوالي 18 شهراً من الآن .
أجريت مؤخراً دراسة برئاسة الدكتور كير هارولد بونا ، بروفسور في طب القلب بجامعة ترومسو بالنرويج ، تم فيها تقسيم 4749 شخصاً ،نجوا من نوبات قلبية كانت قد أصابتهم ، إلى أربع مجموعات . إضافة إلى أدوية القلب العادية ، أخذت المجموعة الأولى جرعة كبيرة من أقراص فيتامين ب مرة كل يوم لمدة ثلاث سنوات؛ وأخذت المجموعة الثانية جرعة كبيرة من الحمض الفولي ؛ وأخذت المجموعة الثالثة كلا النوعين (فيتامين ب والحمض الفولي) يومياً ؛ بينما أخذت المجموعة الرابعة أقراصاً كاذبة . لم يكن هناك أي فرق في الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية بين المجموعات التي تناولت أقراصاً كاذبة أو أقراص الحمض الفولي ، ولكن زادت بنسبة 20 % الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية بين أفراد المجموعة التي تناولت فيتامين ب والحمض الفولي معاً . بينت الدراسة أن الأشخاص الذين لقوا الفشل كانوا أشخاصاً يعانون أيضاً من مشاكل في الكلى وأشخاصاً كانوا أيضاً يتناولون مكملات فيتامينية .
قال الدكتور ري جيبنز ، البروفسور في الطب بعيادة مايو ، إن هذا أحدث جزء من مجموعة الأشياء التي عندما نفحصها فحصاً علميّاً لا تظهر في الواقع كما كان يتوقعها الناس .
مستويات الهوموسيستين في الدم تكون في الغالب أعلى عند الأشخاص المصابين بمرض القلب . لذلك ، يعتقد بعض العلماء أن تخفيض هذا العنصر قد يساعد غلى منع مشاكل القلب ، وعلى النقيض من ذلك ، لم تبين أية دراسة أن التركيزيحسن حالة القلب أويمنع الإصابة بمرض القلب . لهذا السبب تجري مناظرة حامية حول دور الهيموسيستين في الإصابة بمرض القلب . آخر النتائج التي ظهرت تشكل نكسة لأصحاب نظرية الهوموسيستين .
المعروف أن الحمض الفولي وفيتامين ب يخفضان مستوى الهموسيستين في الدم ، لذلك ينتاولهما مئات الآلاف من الناس ، بعض الأحيان بنصيحة من الأطباء .
يقول جيبونز ، الرئيس المنتخب لجمعية أمراض القلب الأمريكية ، هذه الأشياء تغري المرضى لأنهم يعتقدون أنها طبيعية ورخيصة ، علاوة على الدعاية الواسعة التي تنشر لها . الكثير من الناس يعتقدون أن هذه الأشياء تعادل الأدوية التي جرت عليها العديد من الدراسات والأبحاث .
ويقول جيبونز إن تناول أي شئ لا تكون له فائدة هي في الواقع فكرة سيئة ، لعدة أسباب . إنه تبديد للنقود . يكفي أيضاً الصعوبة التي يلاقبها مرضى القلب بأخذهم حفنة من الأقراص التي ثيتت فائدتها لهم ، مع العلم أن هناك حداً لما يستطيعون تحمل تناوله ، فإضافة قرص واحد تجعلهم على الأرجح يحجمون عن أخذ أدويتهم الحقييقية بصورة صحيحة.
قال جيبونز إنه يريد أن يتعمد اخبار كل من يتناول الحمض الفولي أنه قد جرى فحص هذا الحمض فحصاً شاملاً ولم يتبين أن له أية فائدة بتاتاً . وقال أيضاً إنه سوف يسألهم ما إذا كانوا يتناولون ب – 6 أو الفيتامينات المتعددة التي تحتوي ب -6 أ ، وسيبين لهم أن هذه الدراسة أظهرت ضرر هذه المواد إذا أخذت معاً . الفيتامينات الأخرى التي تبين عدم فائدتها ، أو ربما ضررها ، هي فيتامين هـ وبيتا كيروتين الذي حل محله فيتامين أ .
