تنصح دراسة طبية أمريكية حديثة مرضى جلطات الساق بضرورة ارتداء جوارب مطاطية خاصة خلال فترة النقاهة للحيلولة دون الوقوع فريسة للآثار الجانبية الضارة لها.
وأوضحت الدراسة أن هذه الجوارب الداعمة للساق تعمل على انتظام الدورة الدموية وضمان تدفق الدم إلى أعلى لعدم تعريض المريض للآلام وتورم بالقدم.
وتؤكد الدراسة، أن ارتداء الجوارب يعد أمراً حيويا في حالة التدخل لاذابة الجلطة عن طريق العقاقير لتجنب وصول بعض أجزاء منها إلى الرئة أو القلب لتسبب مزيدًا من المشكلات الصحية.
وتدعم هذه الدراسة دراسة سابقة كانت قد أكدت أن الجوارب الطبية الضاغطة وعقاقير منع تجلط الدم، يمكنها، بدرجة كبيرة، الحيلولة دون إصابة المسافرين في رحلات جوية طويلة بجلطة دموية خطيرة في الساق.
ويعرف الأطباء منذ سنوات أن عدم الحركة لفترة طويلة نتيجة الجلوس مثلا، يزيد فرص تكون هذه الجلطات الخطيرة. ولذلك عادة ما ينصح الأطباء المسافرين بالوقوف على القدمين أو الحركة لبعض الوقت خلال الرحلات الطويلة.
وأكثر المسافرين عرضة لجلطات الساق أثناء هذا النوع من الرحلات، أولئك الذين سبق أن عانوا من متاعب في القلب، وإن كان الأصحاء أيضا يتعرضون لخطر الإصابة بها مع طول فترة السفر جوا.
ويمكن للجلطات في أوردة الساق أن تهدد الحياة لأنها قد تتحرك مع الدم لتصل إلى المخ أو تؤدي إلى انسداد في الرئة. وقال الباحث جياني بيلكارو من جامعة شييتي الإيطالية إن ما بين أربعة وخمسة في المائة من المعرضين لخطر شديد، ربما تصيبهم مثل تلك الجلطات خلال الرحلات التي تستغرق عشر ساعات أو اكثر.
وقال بيلكارو إن "عدم الحركة هو السبب، لكن انخفاض الضغط والرطوبة في الطائرة ربما يؤديان إلى الجلطة". وأجرى بيلكارو وباحثون من إنجلترا وأستراليا اختبارات على أصحاء لم يسبق أن عانوا من متاعب في القلب سافروا في رحلات جوية طويلة.
وكشفت التجربة أن أحدا منهم لم يصب بالجلطة بعد الرحلة لكن أصيب بها آخرون سبق أن عانوا من أمراض في القلب. ولكن التجربة أظهرت أيضا أن الذين سبق أن عانوا من أمراض القلب أمكنهم تجنب جلطة الساق في الرحلات الطويلة باستخدام الجوارب الطبية الضاغطة الطويلة أو بحقنهم بمضادات تخثر الدم.
أما عن تأثير ارتداء الجوارب الضاغطة على الأوردة العميقة، أي الأوعية الدموية الموجودة عميقاً داخل الساق، أشار إيبرهارد رابه إلى أن الضغط الناتج عن ارتداء هذه الجوارب يعمل على إسراع سريان الدم هناك، مما يقي من تكوّن تجلطات دموية بالساق.
وبالنسبة لنوعيات الجوارب الضاغطة، أوضح الطبيب الألماني أنه يوجد فئات متنوعة من الجوارب الضاغطة، يتحدد كل منها وفقاً لطبيعة حياكة الجورب، لذا تتميز بعض الجوارب بقابليتها للتمدد عن غيرها، علماً بأن منطقة الكاحل هي أكثر مناطق الساق التي تتعرض للضغط.
وأشار إيبرهارد رابه إلى أن الملليمتر الزئبقي (mmHg) هو وحدة قياس معدل ضغط هذه الجوارب على الساق أثناء ارتدائها، موضحاً أن الفئة الأولى تمتاز بضغط يُقدر بعشرين ملليمترا زئبقيا، بينما يُقاس ضغط الفئة الثانية بثلاثين ملليمترا زئبقيا، أما عن الفئة الثالثة فيقدر قياس ضغطها بأربعين ملليمترا زئبقيا.
ولتحديد الفئة المناسبة من هذه الجوارب، أشار البروفيسور إلى أن ذلك يتوقف على احتياج كل مريض، موضحاً بأمثلة لذلك حيث يمكن لمَن أُصيب بقرحة الساق الوريدية مثلاً ارتداء الجوارب من الفئة الثالثة، بينما تتناسب الفئة الثانية مع الأشخاص الذين تميل سيقانهم للتورم خلال فترات المساء. أما عن الفئة الأولى، فعادةً ما يصفها الأطباء للنساء الحوامل حيث تعمل هذه الجوارب على علاج تجمعات السوائل بالساقين.
وأردف إيبرهارد رابه أن هناك فئة أقل من الفئة الأولى، وهي الجوارب الواقية من التجلطات الدموية التي عادةً ما يُوصى المسافرون بارتدائها, حيث تُساعد مثل هذه الجوارب على تجنب الإصابة بتجلطات دموية بأوردة الساقين عند السفر مسافات طويلة.
غير أن الطبيب الألماني أكدّ أنه ليس بالضرورة أن يتعرض جميع الأشخاص للإصابة بتجلطات دموية بالساق عند السفر مسافات طويلة، مطمئناً بقوله "لا يواجه الأشخاص الأصحاء خطر الإصابة بتجلطات دموية بالساق عند السفر بالطائرة سوى بمعدل ضئيل".
وإن كان بعض الأشخاص الأصحاء يرتدون هذه الجوارب عند السفر، فيرجع ذلك إلى رغبتهم في تجنب الإصابة بتورمات بالساقين, لأنه غالباً ما تجتمع السوائل لدى الأشخاص الأصحاء في سيقانهم إذا لم يتحركوا فترات طويلة.
علاج الإمساك بطريقة طبيعية في المنزل
طرق طبيعية لعلاج الأكزيميا
نصائح لتخفيف الضغط النفسي حول فيروس كورونا
