دواء جديد للاكتئاب

تاريخ النشر: 04 سبتمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قامت الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء بالموافقة على تسويق دواء جديد لعلاج الاكتئاب عند الأشخاص البالغين، العلاج الجديد سيتم تسويقه تحت الاسم التجاري Cymbalta [duloxetine] . 

 

الدواء الجديد يقوم باستهداف norepinephrine, serotionin وهما مركبين كيمائيين موجودين في الدماغ ويعتقد العلماء أنهما يترافقان مع حالات الاكتئاب عند البشر. 

 

ويذكر أن هذا العقار هو أول عقار يجاز من قبل الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء منذ أن بدأت الهيئة أبحاثا موسعة لتحديد مسؤولية العقاقير المستخدمة في علاج الاكتئاب عن ارتفاع حالات الانتحار عند من يعانون من المرض. 

 

ولم يكن هذا العقار ضمن الأدوية التي شملتها البحوث إلا انه كان مصدر اهتمام بعد أن قام احد الباحثين المشاركين في الفحوص المخبرية على هذا الدواء بشنق نفسه في احد المختبرات، إلا أن الشركة المصنعة أصرت على عدم وجود أي دليل على أن حادث الانتحار له علاقة بالعقار. 

 

هيئة الغذاء والدواء أجازت استخدام هذا العقار لعلاج حالات الاكتئاب المتقدمة ولمدة تسعة أسابيع و سيتم إرفاق نشرة طبية مع العبوة تؤكد على إبقاء الأشخاص المتعاطين لهذا العقار تحت المراقبة الحثيثة عند بدئهم استخدام هذا العقار أو عند تغيير الجرعات. 

 

هذا ومن جانب آخر، تعتزم منظمة الأغذية والعقاقير الطبية الأميركية إدراج عبارة تحذيرية بالنشرة الطبية الداخلية لعقاقير الاكتئاب حول العلاقة بين هذه العقاقير واحتمالات الإقدام على الانتحار لدى الشباب على الرغم من عدم إشارة الأبحاث العلمية على مدى قوة هذه العلاقة حتى الآن.  

 

تأتى هذه الضوابط الجديدة في ضوء الأبحاث والدراسات الحديثة التي تشير إلى الدور الذي قد تلعبه بعض عقاقير الاكتئاب في رفع احتمالات إقدام الأطفال والمراهقين الذين يتناولونها على الانتحار.  

 

هذا وأشارت دراسة أمريكية حديثة أيضا أن احتمالات إقدام الأشخاص على الانتحار ترتفع بشكل ملحوظ خلال الشهر الأول من بدأ تناول المرضى لعقارات منع الاكتئاب.  

 

وينطبق هذا الأمر على من يعانون من الاكتئاب من البالغين والمراهقين من عمر الحادية عشرة إلى عمر التاسعة عشرة ولكنة اقل في حالة المرضى من الأطفال.  

 

مع أن العلماء لم يتوصلوا إلى السبب المباشر لهذه الظاهرة إلا انهم يعتقدون أن السبب هو أن المريض في تلك الفترة يكون لا زال يشعر بالاكتئاب بينما العقار المضاد للاكتئاب لم يبدأ بأخذ مفعولة بعد، بمعنى أن المريض عندما يراجع الطبيب يكون قد وصل لمراحل متقدمة من الاكتئاب ويكون العلاج لم يصبح فعالا لذلك من الممكن أن يقدم المريض على الانتحار في هذه الفترة الحرجة.  

 

وتتركز الخطورة بالذات في الأيام الأولى لبدء تناول العقار أي منذ اليوم الأول إلى اليوم التاسع إلا أن الاحتمالات تبقى مرتفعة خلال الشهر الأول كاملا.  

 

ومن الجدير بالذكر أن نوع العقار الذي يتم تناوله للعلاج من الاكتئاب لا يؤثر في ارتفاع أو انخفاض نسبة احتمال الإقدام على الانتحار وذلك بحسب العلماء مع أن بعض العقارات تزامنت مع ارتفاع نسب الانتحار مثل عقار paroxetine إلا أن السبب في ذلك أن هذا العقار يتم استخدامه في حالات الاكتئاب الشديد.  

 

كان المحرك الرئيسي لهذه الدراسة هو معرفة مدى تأثير هذه العقارات على رفع نسبة الإقدام على الانتحار عند المراهقين إلا انه تبين أنها لا تؤثر على زيادة هذه النسبة وان معظم المنتحرين من المراهقين المصابين بالاكتئاب لم يكونوا يتناولون عقارات مضادة للاكتئاب.  

 

هذا ومن الجدير بالذكر حول أدوية الاكتئاب وكما هو معروف إن جميع الأدوية لديها اختلاطات جانبية بدرجات متفاوتة.. وهذا ما ينطبق على أكثر الأدوية سلامة مثل الباراسيتامول الذي يأخذه الناس بمناسبة وبغير مناسبة. فهذا الدواء يمكن أن يكون سببا لإخضاع الإنسان لزراعة كبد.  

 

بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب فهي من أكثر الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى اختلاطات جانبية. وقد أشارت الدراسات الحديثة التي أجريت في معهد أوتاوا للأبحاث في كندا ونشرت في المجلة الطبية البريطانية إلى أن زمرة الأدوية التي تدعى SSRIS" ومنها بروزاك يمكن أن تزيد النزف المعدي بمعدل ثلاثة أضعاف لدى الناس العاديين._(البوابة)