دراسة.. فيروسات الانفلونزا تنتقل بين الجينات بسرعة

تاريخ النشر: 29 يوليو 2005 - 08:13 GMT

قال باحثون أمريكيون ان سلالات (أنواع) من فيروسات الانفلونزا تقوم  باستمرار بتبادل الجينات فيما بينها ، مما يسبب قيام أنواع جديدة خطرة بسرعة أقصى مما كان يظن سابقا .

 

لقد وجد الباحثون أن سلالات الفيروس"أ" القليلة التغيير الموجودة في نيويورك والتي انتشرت بين عام 1999 وعام 2004 سببت نشأة ما يسمى سلالة الفيروس الفوجي الذي سبب تفشي الإنفلونزا البغيضة في موسم عام 2003 – 2004 .

 

يقول ديفيد ليبمان وزملاؤه من المعهد  الوطني الصحي : إن هذه الأحوال هي التي تؤدي بين حين وآخر إلى تفشي أوبئة الإنفلونزا التي تقتل ملايين الناس . 

 

يأمل هؤلاء العلماء أن نتائج دراساتهم ، التي نشرتها مجلة مكتبة العلوم البيولوجية العامة ، ستساعد على التنبؤ بشكل أفضل بسلالات الفيروس التي سوف تهاجم المجتمع في المواسم المقبلة فيقوموا بناء عليه باعداد لقاحات أنجع .

 

من المعروف عن فيروسات الإنفلونزا أنها تتنقل بين الجينات وتتغير أثناء انتقالها . كان  العلماء في السابق يعتقدون أن انتقال الفيروس من جينة إلى أخرى يحدث بالتدريج ، إلا أن الدراسة الجديدة بينت أن الفيروس ينتقل إلى عدة جينات دفعة واحدة مما يحدث تغييرا ت فجائية في صفات الفيروس الهامة .

 

هذا هو سبب تفشي وباء إنفلونزا جديد في العالم كل سنة ، فيقتل 250000 إلى 500000 شخص في العالم و 36000 شخص في الولايات المتحدة الأمرييكية وحدها .

 

يجب على الأخصائيين التنبؤ كل سنة بسلالات الفيروس التي ستكون أكثر انتشارا في الفترة المقبلة وأن يقوموا باعداد لقاحات جديدة لمحاربتها . في بعض السنين لا يصلح اللقاح المعد لمقاومة  سلالة ما من السلالات الفيروسية المتفشية ، وهذا ما حدث عام 2003 – 2004  .

 

لقد رتب ليبمان وزملاؤه 156 مجموعة جينات ، إسمها  إتش 3 ن2 ، حسب تسلسلها التكويني ،  جمعها أخصائيو الصحة العامة في ولاية نيويورك بين عاميّ 1999 و 2004 .

 

قال ليبمان إنهم وجدوا أنواعا ضئيلة متنوعة من الفيروس المتجدد لا تصيب إلا القليل  من الناس . قد يسبب أحد هذه الأنواع وباءا خطيرا في الفترة المقبلة .

 

وجدوا أن أربعة أنواع على الأقل من تطور الفيروسات حدثت بين الفيروسات التي أصابت الناس خلال المدة من 1999 إلى 2004 ، مما يدل على انتقال الفيروس بين الجينات أربع مرات مختلفة .

 

مختبئة في أماكن خفيّة

 

الفيروسات المتنوعة الجديدة ، التي لم تكتشف من قبل لضعف حدة الاصابة بها ، أصبحت فجأة قادرة على إصابة الآلاف من الناس .

 

يقول العلماء إن هذا يدل أنه يجب عليهم  أن يدرسوا بعناية فيروسات الإنفلونزا المتنقلة لأن تغييرات هامة قد تطرأ عليها فجأة ودون سابق انذار .

 

يؤكد الخبراء أن وباءا فيروسيّا جديدا قاتلا سيظهر ، إلا أنه يستحيل معرفة متى سيظهر . الفيروس الذي يصيب الطيور الذي ظهر في آسيا في أواخر عام 2003 قتل حتى أكثر من 50 شخصا في المنطقة بما فيها فيتنام وتايلاند وكمبوديا . هذا الفيروس لاينتقل بسهولة من شخص إلى آخر. مع ذلك يقول أخصائيو الصحة إنه قد يصبح قادرا على سرعة الانتقال في أي وقت ، واذا اصبح فعلا كذلك فقد يقتل الملايين من الناس .

 

تدل دراسة ثانية نشرت في نشرة الأكاديمية الوطنية للعلوم أن موجة من وباء الإنفلونزا الإسبانية ،التي تفشت في أوائل عام 198 ، وصلت مدينة نيويورك قبل اجتياح وباء ضخم للعالم بأكمله بحوالي عدة شهور .

 

وقد كان وباء عام 1988 – 1999 أسوأ ما سجله التاريخ ، إذ أنه قتل 40 مليون شخص .

 

يقول دونلاد أولسون وزملاؤه ، العاملون في دائرة الصحة في نيويورك ، إن تفشي الوباء في الموسم السابق قتل 3000 من الأطفال والشباب .

 

قال أولسون إن الدرس الذي تعلمناه من الوباء الذي انتشر في القرن العشرين هو  أن الأوبئة تحدث في موجات متعددة .

 

 

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن