داعموا القضية الفلسطينية وعشاق الفنون التشكيلية يدعمون أعمال سليمان منصور مجددا

تاريخ النشر: 04 نوفمبر 2023 - 10:59 GMT
داعموا القضية الفلسطينية ومحبي الفنون التشكيلية يدعمون أعمال صالح منصور مجددا

لطالما عاشت أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني العالمي سليمان منصور في ذاكرة وقلوب عشاق وأصحاب القضية الفلسطينية. فالفن ليس إلا وسيلة نعبر فيها عن مشاعرنا وأفكارنا وما يدور حولنا من أحداث ولذلك كانت أعمال الفنان التشكيلي الشهير سليمان منصور خالدة ومعبرة بأشد العناصر تعبيرا قويا عن ما يعانيه أصحاب القضية الفلسطينية حول العالم من تهجير وظلم فنراه تارة يرسم لوحة معبرة عن النكبة الفلسطينية وما خسره الشعب الفلسطيني آنذاك.

 وتارة أخرى نراه يمثل ويجرد حادثة مقتل لينا النابلسي بأسلوب فني شاعري ليعيش في أذهان الجمهور العالمي المحب لأعمال الفنان والداعم للقضية الفلسطينية وفي هذا المقال نستحضر من الذاكرة أجمل أعماله التي عادت للواجهة حديثا.

عن الفنان سليمان منصور

من أشهر الفنانين التشكيليين في فلسطين، تفرد بأسلوبه ليجسد الصمود في وجه احتلال عسكري لا هوادة فيه. وقد ألهم عمله الذي أصبح رمزا للهوية الوطنية الفلسطينية أجيالا من الفنانين والناشطين الفلسطينيين والعالميين على حد سواء. 

ولد سليمان منصور عام 1947 ، وترعرع حول التلال الخضراء وحقول بيرزيت حيث ولد ثم عاش مراهقته في بيت لحم والقدس. تركت هذه التجارب أثرا مهما على عمله ، حيث عززت من إحساسه بالخسارة التدريجية في فلسطين ، خاصة بعد احتلال الضفة الغربية والقدس عام 1967. 

كما قدمت له تجاربه المبكرة الرموز والصور التي سيستخدمها لاحقا في الحفاظ عليها، ألا وهي إبراز الهوية الفلسطينية الحقيقية، وذلك باستخدام الرموز المستمدة من الحياة والثقافة والتاريخ والتقاليد الفلسطينية.

 يوضح منصور بشكل فريد تصميم الفلسطينيين واتصالهم بأرضهم. تجسد أعماله الفن كشكل من أشكال المقاومة. يمثل بأشجار البرتقال الأرض المفقودة في نكبة 1948. ويمثل بأشجار الزيتون الأرض المحتلة عام 1967، وكما يمثل ارتداء النساء للأثواب التقليدية المطرزة الأرض الفلسطينية والثورة الفلسطينية. 

لوحة "جمل المحامل"

"جمل المحامل"، أيقونة فلسطينية رسمها الفنان الفلسطيني سليمان منصور سنة 1973، طُبعت هذه اللوحة الزيتية آلاف المرات، وعلقت في كثير من بيوت الفلسطينيين والعرب، الفقراء والأغنياء، في الضفة الغربية وقطاع غزة والجليل والمثلث، وفي مخيمات الشتات، على حد سواء، نظرا إلى ما تمثله من رموز عاطفية وسياسية وتراثية، وبطبيعة الحال دينية، بالنسبة إليهم.

 فقد جرى تعليقها كملصق إلى جانب صورة الزعيم جمال عبد الناصر، التي كانت موجودة في أغلبية المنازل في فلسطين والعالم العربي، نظرا إلى مكانة هذا الرجل لدى الجماهير الفلسطينية والعربية التي تكن له كل محبة وتقدير.

عروس الوطن 1976

كانت لوحة الشهيدة التلميذة لينا النابلسي، التي استشهدت في نابلس خلال تظاهرات عمت المدينة سنة 1976 من أبرز أعمال الفنان التشكيلي البارز والأكثر تعبيرا وتجريدا عن الواقع لكن بقدر جبارة على نقل الصورة الحقيقية لما تعرض ولا يزال يتعرض له الشعب الفلسطيني إلى يومنا هذا من ظلم وقتل.

هذه الشهيدة التي حولها الشاعر حسن ضاهر إلى قصيدة غناها أحمد قعبور "لينا كانت طفلة تصنع غدها.. لينا سقطت لكن دمها كان يغني"، ورَثَتها فدوى طوقان بقصيدة غناها الشيخ إمام "لينا لؤلؤة حمراء تتوهج في عقد الشهداء"، ورسمها سليمان منصور،إذ منع الجنود الصهاينة تصويرها وهي مضرجة بدمائها، وصادروا ما تم تصويره، لكن منصور أعاد تشكيل صورتها بعد أن طلب من زوجته حنان كتوعة - التي كانت خطيبته حينها - أن تمثل دور الشهيدة لينا النابلسي الملقاة على الأرض بزيها المدرسي.