تمارين عضلات الحوض أثناء الحمل ضرورية!

تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

كشف باحثون نرويجيون في دراسة نشرت حديثاً، أن التمارين الرياضية لعضلات الحوض خلال فترة الحمل تسهّل المخاض وعملية الولادة عند النساء. 

 

ووجد هؤلاء في دراستهم التي سجلتها المجلة الطبية البريطانية، بعد مراجعة سجلات الولادة، أن عضلات الحوض القوية تسهل المخاض والولادة وتقصر مدته.  

 

وقام الباحثون، حسب صحيفة الخليج، بمتابعة 301 سيدة من الحوامل الأصحاء لم يلدن من قبل، شاركت نصفهن في برنامج التمرين الأرضي لعضلات الحوض في الفترة ما بين الأسبوع العشرين والسادس والثلاثين من الحمل، بينما لم يخضع النصف الآخر لنفس البرنامج، مع تسجيل مدة المرحلة الثانية من المخاض وعدد الولادات الطويلة.  

 

وأظهرت النتائج أن معدل المخاض الطويل قل عند النساء في مجموعة التمارين بنسبة 24 في المائة بعد 60 دقيقة من الدفع القوي، مقارنة بحوالي 38 في المائة عند الأخريات اللاتي لم يمارسن التمارين.  

 

وأكد الأخصائيون أن التمرين المكثف لعضلات الحوض أثناء الحمل يحسّن السيطرة على انقباضها وانبساطها ويقوي العضلات المرنة فيسهل عملية الولادة ونزول الطفل. 

 

ليس هذا وحسب، كذلك فقد أظهرت دراسات حديثة أن التمرينات الرياضية لعضلات الحوض أثناء الحمل، تمنع إصابة السيدات بسلس البول في هذه الفترة وبعد الولادة.  

 

وأوضح الباحثون أن السلس البولي، هو تسرب لاإرادي للبول، وهي حالة مزمنة، يعاني فيها المصابين من انزعاج دائم، وسوء شديد لنوعية الحياة في جميع المجالات، وتصيب السيدات بنسبة أكبر من الرجال، ويزداد انتشارها في فترة الحمل وبعد الولادة.  

 

ويسبب ثقل وزن الجنين، والولادة المهبلية، توتر العضلات المسؤولة عن تثبيت الأعضاء في الحوض في أماكنها، وتعرف بعضلات الحوض الأرضية، وتلفها في بعض الأحيان. كما قد تتأثر الأربطة والأعصاب وغيرها من الأنسجة، التي تساعد المثانة على القيام بوظائفها بصورة سليمة.  

 

وحول هذا الموضوع قال باحثون نرويجيون إن النساء اللاتي يلدن قيصريا، أقل عرضة للإصابة باضطرابات المثانة في وقت لاحق من العمر من اللاتي يلدن بشكل طبيعي.  

 

ولكن الدراسة التي نشرت في دورية "نيوإنجلاند" الطبية، تقول إن الحمل في حد ذاته يضر أيضا بدرجة ما، فيما يبدو، بسلامة مثانة المرأة بعد الولادة. أما النساء اللاتي يلدن قيصريا من المرجح أن يكن أكثر عرضة للسلس من اللاتي لم يلدن أبدا.  

 

وأجرى فريق ترأسه الدكتور جوري رورتفيت من جامعة بيرجن دراسة على أكثر من 15 ألف امرأة دون سن 65، وقارن نتائجهن مع سجلات الولادة للبحث عن العوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بسلس البول. وبالنسبة للنساء اللاتي لم يرزقن بأطفال كانت النسبة 10.1 في المائة. أما النساء اللاتي لم يلدن إلا قيصريا فبلغت النسبة 15.9 في المائة، وارتفعت إلى 21 في المائة بين النساء اللاتي ولدن بشكل طبيعي.  

 

وبلغ هذا الاتجاه أعلى نسبة بين النساء اللاتي يعانين من سلس الإجهاد، الذي يسبب أي عطس أو ضحك أو سعال أو رفع أحمال ثقيلة، خروج البول لا إراديا لديهن. ولم ير الباحثون أي علاقة بين طريقة الولادة و"السلس الاضطراري"، حيث تتولد لديهن رغبة فجائية ملحة في التبول.  

 

وخلصوا إلى أن نحو 35 في المائة من حالات سلس البول من الممكن القضاء عليها إذا ما ولدت النساء قيصريا. ولكنهم أكدوا على "ضرورة عدم استخدام هذه النتائج كمبرر لزيادة اللجوء إلى الجراحات القيصرية" التي تحمل نسبة خطورة غير موجودة في عمليات الولادة الطبيعية.  

 

ومن جانب آخر، هناك أكثر من عشرين مليون امرأة تعاني من مشكلة تتجنب كل واحدة منهن بل وتكره، الحديث عنها، وهي السلس البولي Urinary Incontinence.  

 

والكثيرات منهن، غالبا تحت الأربعين من العمر، يعانين ويتحملن حوادث السلس المخجلة، وكثيرات أيضا يشعرن بالحرج والإهانة أحيانا من طلب المشورة الطبية. إلا أن الأطباء ابتكروا جراحة تنظيرية حديثة مطورة يمكن أن تحل المشكلة بشكل سريع وتحسن من حياة هؤلاء النساء خلال عشرين دقيقة فقط.  

 

تقول إحدى المريضات، وهي مدرسة: كان الأمر صعبا جدا، فكنت دائما يجب أن أسرع إلى الحمام قبل بدء الدرس والتأكد دائما من وجود ما يحميني من البلل لتجنب أي إحراج مع الأطفال الذين أُعلمهم. وكون هذه السيدة أماً يجعلها في خطورة كبيرة للإصابة بالسلس البولي. فخلال عملية الولادة تصاب العضلات الداعمة للحوض بالضعف والوهن، مما يؤدي لهبوط المثانة وزوال التزوي الخلفي الطبيعي (الزاوية الطبيعية) بين الإحليل والمثانة، وهذا بدوره يؤدي لفقد السيطرة والتحكم بعملية التبول.  

 

ويكمن الحل في إعادة المثانة إلى وضعها الطبيعي، ويمكن للجراحة التقليدية أن تقوم بهذا الأمر، لكنها طريقة باضعة (جارحة) وتحتاج للبقاء في المستشفى لعدة أيام. ويقول الدكتور جيرارد بريغينزير جراح النسائية والتوليد في مركز سومريست Somerest الطبي في نيوجرسي إنه لا داعي لإجراء أي شق مهبلي، بل يكون طريق الدخول عن طريق البطن عبر شق صغير باستخدم المنظار لإجراء هذه العملية.  

 

وقد طور الدكتور جيرارد ومساعدوه هذه الطريقة التنظيرية لعلاج السلس البولي. وتقوم هذه العملية على إدخال منظار مزود بكاميرا عبر البطن وتثبيت جهاز صناعي شبكي على عنق المثانة لإعادتها إلى وضعها الطبيعي.  

 

وقد أجريت هذه العملية لحوالي مائتي مريضة. ويقول الأطباء إن نسبة النجاح زادت عن 90 في المائة. وبعد مضي ثلاث سنوات على إجراء العملية للمدرسة تقول: لقد ذهب السلس دون عودة وأصبحت حياتي طبيعية كالسابق، واستعدت ثقتي بنفسي.  

 

والسلس البولي هو عبارة عن فقد السيطرة على عملية التبول، وخروج البول دون إرادة أو شعور. ويمكن أن يصيب هذا المرض أي شخص، لكنه أكثر شيوعا عند النساء الولودات وعند المتقدمين بالعمر. وتتراوح شدة السلس البولي بين تسرب بعض البول، إلى تبول كامل.  

 

والسلس لا يحدث بسبب التقدم في العمر. فقد ينجم عن حدوث تغيرات مرضية في الجسم. فمثلا قد يكون السلس أول علامة على وجود التهاب في المجاري البولية، ويؤدي شفاؤه الى زوال السلس البولي.  

 

وللسلس البولي نماذج متعددة، أكثرها شيوعا السلس الجهدي Stress Incontinence، وهنا يحدث تسرب البول عند القيام بالتمارين أو السعال والعطاس أو الضحك أو رفع ثقل أو أي حركة تؤدي لزيادة الضغط داخل البطن وبالتالي زيادة الضغط على المثانة. وهذا الشكل هو أكثر نماذج السلس البولي شيوعاً، وهو قابل للشفاء في معظم الحالات.  

 

وهناك السلس الإلحاحي Urge Incontinence وفيه لا يتمكن المصاب من ضبط نفسه حتى الوصول إلى الحمام. وقد يحدث هذا النوع من السلس حتى عند الأشخاص الطبيعيين، ولكنه غالبا ما يرافق حالات مرضية كالسكري والسكتات الدماغية والخرف والتصلب العديد وداء باركنسون، وقد يكون إحدى العلامات المبكرة على وجود سرطان مثانة. وعند الرجال غالبا ما يدل على ضخامة غدة البروستاتا. _(البوابة)