تضخيم أثر الأمور السلبية.. السبب في قلقك!

تاريخ النشر: 08 سبتمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

في كثير من الأحيان يقوم البشر بأخذ تصرف غير سار كقاعدة لتصرفهم ويطيلون التفكير في هذا الأمر حتى يسيطر على حياتهم بحيث يخلق لهم القلق والخوف. 

 

والسبب في هذا السلوك يعود إلى الطفولة حيث أن الإنسان لديه ميول طبيعية إلى المبالغة في الأمور والعائلة والأصدقاء يساعدون في تنمية هذه الميول. فالطفل يرى والدته تصرخ مذعورة لدى مشاهدتها عنكبوتا في المنزل ويرى والده يصرخ على السائقين في الشارع أثناء القيادة.  

 

نتيجة لتلك التصرفات ينشأ الطفل معتقدا أن كل هذه الأمور تعد من الكوارث وان هذه الأمور تدعو إلى العصبية والى الحزن. فالأمر يغدو بالنسبة للأطفال تصرف يشاهدونه يحدث أمام أعينهم ويرون ردات فعل الكبار وبالتالي يطورون مشاعر القلق منذ الصغر ليصبحوا أشخاصا أكثر قلقا في المستقبل. 

 

إليك الآن مثالا بسيطا على سلوكيات البشر.. 

 

الحالة الأولى أنت تدخلين إلى مطعم وتخبرين صديقتك انك فقدت محفظتك وفيها الكثير من المال والأوراق الهامة فتجدين مشاعر التعاطف من صديقتك والتي تقوم بإخبارك أن من حقك أن تحزني وان تعبري عن ضيقك بل قد تجدي بعض الأشخاص الذين لا يعرفونك ينظرون إليك بتعاطف.  

 

الحالة الثانية هي انك تدخلين إلى المطعم وتجلسين مع صديقتك فيقترب منك النادل ويخبرك أن لديهم حليبا طازجا فتقومين بالتعبير عن فرحك بصوت عال وتطلبين منه أن يحضر لك كوبا وتخبرينه انه ليس باستطاعتك الانتظار طويلا للحصول على كوب الحليب الطازج.  

 

في هذه الحالة سينظر إليك المحيطين بما فيهم صديقتك على انك شخص غير سوي أو على الأقل ردة فعلك غير مناسبة للحدث الذي مر بك فمن غير المعقول أن يفرح الإنسان لهذه الدرجة بالحصول على كوب حليب طازج. 

 

بالنسبة للسلوك العادي فان البشر يميلون إلى تشجيع التشاؤم بينهم والى الاستخفاف بمشاعر الفرح الصغرى. لذلك تعاطف معك الجميع عندما فقدت محفظتك لان المحيطين اعتبروها مصيبة تستحق الحزن والغضب والقلق لذلك قدموا لك النظرات التي تشجعك على هذا الشعور أما في الحالة الثانية فالأمر مختلف حيث أنهم اعتقدوا انك شخص غير سوي لمجرد أن عبرت عن فرحتك لحصولك على كوب الحليب. مع أن الحدثين لو قورنا بمسار حياة الإنسان ليس لهما أهمية تذكر. 

 

النتيجة أن البشر يميلون بطبعهم إلى التقليل من الأمور الايجابية والتضخيم من اثر الأمور السلبية. والخلاصة انه مع أن الأمور السيئة موجودة إلا انه ينصح بمحاولة عدم المبالغة في هذه المشاعر فلا تنظري إلى الحدث السيئ على انه حدث مفزع وفظيع وكارثي ولكن حاولي اعتباره حدثا مؤسفا أو غير ايجابي فقط.  

 

هذا ومن جانب آخر، أكد تقرير طبي نشر حديثا في باريس أهمية اتباع نظام غذائي متوازن لعلاج التوتر العصبي. وأشار التقرير، إلى أهمية تقوية الجهاز المناعي لاسيما المخزون من فيتامين ج اللازم لانتاج هرمون الأدرينالين الذي يفرزه الجسم في حاله تعرضه للضغط العصبي.  

 

وينصح التقرير بالإكثار من تناول البرتقال والفاكهة وكذلك الجزر والخضراوات ذات الأوراق الخضراء والفاكهة صفراء اللون إضافة إلى اسماك السالمون والتونة اللذين يساعدان على سيولة الدم ومقاومة الآثار الناجمة عن تكثف هرمون الأدرينالين في الجسم نتيجة لاحتوائهما على أحماض دهنية خاصة.  

 

ومن الآثار التي تنجم عن التوتر العصبي كما أكد باحثون أميركيون هي حالات النسيان عند النساء في منتصف العمر قد تنتج عن التوتر والكآبة وضغوط الحياة.  

 

وأوضح الأطباء في مركز مايو كلينك الطبي أن زيادة مسؤوليات الحياة على كاهل المرأة وعدم تمرين دماغها على تذكر الأحداث الماضية وعدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية، جميعها عوامل تؤدي إلى ضعف الذاكرة.  

 

ولتفادي النسيان وإبقاء الدماغ متيقظا وزيادة الانتباه وقوة الذاكرة ينصح العلماء بالمحافظة على العلاقات الاجتماعية والحياة النشطة وممارسة الرياضة والمواظبة على التمرينات البدنية، حتى ولو كانت مجرد مشي بسيط._(البوابة)