المساحات الخضراء والبيئة النظيفة.. تجنبك البدانة

تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2005 - 05:48 GMT

 

يقول الباحثون في تقرير نشــر حديثاً عن دراسة أجريت مؤخراً إن الناس الذين يعيشون في مناطق المدن ، حيث تقل المساحات الخضراء وتكثر المهملات والكتابة على الجدران  ، يكونون معرضين للبدانة أكثر ممن يعيشون في مناطق مدن تكثر فيها المساحات الخضراء .

 

تقول آن إلاوي ، كبيرة موظفي وحدة العلوم الاجتماعية والصحة العامة التابعة لمجلس الأبحاث الطبية في جامعة غلاسكو في اسكتلندا ، إن الناس الذين يعيشون في بيئة مبهجة وجذّابة ، التي يدل عليها مستوى وجود المساحات الخضراء ، يكون عندهم استعداد أكبر للنشاط الجسدي والمحافظة على الوزن المناسب وعدم البدانة .

 

وعلى العكس من ذلك ، فالناس الذين يعيشون في مناطق غير جذابة وتكثر فيها المهملات والكتابة على الجدران وأوساخ الكلاب ، يتعرضون أكثر لزيادة الوزن والبدانة ويقومون بقدر أقل من التمارين .

 

نشــر هذا التقرير حيّاً على الإنترنيت في مجلة الطب البريطانية الصادرة في 18 آب .

قامت إلاوي وفريقها  في هذه الدراسة بتحليل معلومات اقتبسوها من مسـح واسع أجرى لمنطقة سكنية وأوضاع صحية في ثماني مدن أوروبية في عاميّ 2002 و 2003 .استخدم الباحثون استبيانات جمعوا بواسطتها معلومات عن طول ووزن حوالي 7000 شخص ، واستخدموا تلك المعلومات لحسـاب وزن أجسام هؤلاء الناس ومستويات نشاطاتهم الرياضية .

 

ثم درس الباحثون البيئة السكنية ، بما فيها كميات الكتابة على الجدران ،والمهملات ، وأوساخ الكلاب ، ومستويات الحياة النباتية والمساحات الخضراء . وجدوا أن الناس المحاطين بمساحات خضراء واسعة كان ميلهم إلى النشاط الرياضي يعادل ثلاتة أضعاف الناس الذين يعيشون في بيئات أخرى ، وكانوا أقل منهم تعرضاً للبدانة أو زيادة الوزن بنسبة 40%.    

 

الناس الذين كانوا يعيشون في بيئات تكثر فيها الكتابة على الجدران ، والمهملات ، ومناطق أخرى تعمها الفوضى كان نشاطهم الرياضي أقل بنسبة 50 % وتعرضهم لزيادة الوزن والبدانة أكبر بنسبة 50 %  .

 

بناء على نتائج هذه الدراسة ، تعتقد إلاوي بوجوب بذل المزيد من الجهود لرفع مستوى البيئة المحلية في المناطق السيئة الحال لتشجيع الناس على الخروج إلى خارج بيوتهم وممارسة النشاطات الرياضية .

يقول أحد الخبراء إن الدراسة لا تبين ما الذي يجب إعطاؤه الأولوية – الحياة الصحية أم البيئة الخضراء النظيفة .

 

يقول الدكتور ديفيد كاتس ، مدير مركز الأبحاث الوقائية في المدرسة الطبية بجامعة ييل ، إن خطة الدراسة تحول دون أية استنتاجات عن الأمور السيئة . ربما أن المناطق الجذابة تجعل الناس القليلي الحركة أكثر نشاطاً ، ولكن ، في نفس الوقت ، ربما أن الناس النشيطين يتجمعون في الأماكن الجذابة المغرية .

 

ويقول كاتس أيضاً إنه بالإمكان إضافة السبب التالي إلى الأسباب التي تستدعي إزالة الكتابة عن الجدران والتخلص من المهملات : عندما يكون العشب أكثر إخضراراً في الجانب الآخر ، ربما يسير الناس على الأقدام للوصول إليه (ويكونون بذلك قد زاولوا بعض النشاط) .

 

قال خبير آخر إن الدراسة أبرزت عدداً من الأسئلة تظل بلا إجابة يفوق عدد الأسئلة التي توفرت لها إجابات .

 

يقول ريد إيونج ، أستاذ الأبحاث في مركز النمو السليم بجامعة ميريلاند ، إن التفاوت في وجود المساحات الخضراء وكميات الكتابة على الجدران وكميات المهملات في مختلف البيئات السكنية يعكس الفرق الكبير بين النشاط الرياضي والوزن الزائد .

 

يبدو أن الذين قاموا بالدراسة راقبوا الديموغرافية الاجتماعية بالنسبة لمن شملتهم الدراسة . ويا ترى هل راقبوا الفروقات بين البيئات الحقيقية التي يعيشون فيها هؤلاء الناس والتي قد تربك نتائج الدراسة التي توصلوا إليها ؟

 

وقال إونج إنه من المعروف أن سهولة الوصول إلى الطرق المخصصة للمشي وإلى المرافق الترفيهية لها تأثير على النشاطات الرياضية . وتساءل ما إذا كان الباحثون قد أدخلوا ذلك التأثير في الحساب عند تقييم مفعول المساحات الخضراء . وأضاف قائلاً إنه من المعروف أن النشاطات الرياضية تختلف حسب اختلاف معدلات الجريمة ، فهل أخفى التفاوت في كميات المهملات والكتابة على الجدران ذلك

 التأثير ؟ .

 

وقال إونج إن ما يستدعي الحذر أيضأ أن بعض الناس يحبون النشاط على أية حال إلا أنهم يختارون الأماكن التي تسر النفس ويمارسون نشاطهم فيها . في هذه الحالة لا تكون البيئة هي التي تجذب الشخص ، وإنما الشخص هو الذي يختار البيئة .