الكحول في فترة الحمل.. خطر حقيقي!

تاريخ النشر: 09 أغسطس 2005 - 07:59 GMT

قال باحثون أمريكيون انهم اكتشفوا مستوى جديدا من الأضرار التي تلحق بالأطفال الذين يولدون لأمهات يكثرن من شرب الكحول خلال فترة الحمل وهذه المرة في أعصاب أذرعهم وسيقانهم.  

 

وهذه الدراسة التي نشرت في دورية طب الأطفال هي دراسة تنظر إلى ما هو أبعد من الأضرار المعروفة التي تلحق بالمخ والنخاع الشوكي في أطفال الأمهات اللائي يشربن الكحوليات وتكتشف حدوث أضرار خارج الجهاز العصبي المركزي.‏ ‏  

 

وقال الطبيب دودان الكسندر من المعهد القومي لصحة الطفل والتنمية البشرية الذي وجه هذه الدراسة في بيان،  "الأطفال الذين يولدون لأمهات يكثرن من شرب الكحوليات خلال فترة الحمل يعرف أنهم معرضون لخطر الإصابة بالتخلف العقلي والعيوب الخلقية". 

 

هذا ومن الجدير بالذكر ما قاله باحثون إن الأمهات اللواتي يتعاطين المشروبات الكحولية أثناء الحمل ربما يضاعفن إلى ثلاثة أمثال مخاطر معاقرة أطفالهن لهذه المشروبات عندما يدركون سن البلوغ.  

 

وقال جون باير عالم نفسي بجامعة واشنطن شارك في البحث "إن تعاطي الكحول أثناء الحمل قد ينبئ بمقدار المشكلات المتعلقة بالكحوليات التي قد يتعرض لها الطفل عند البلوغ".  

 

وقالت آن ستريسغوث عالمة نفسية "إن البحث يعطي مزيدا من الدعم لفكرة أن النساء يجب ألا يشربن (الكحوليات) أثناء الحمل. ووجد البحث أن 14 في المائة من البالغين الجدد الذين احتست أمهاتهم قبل الولادة خمس كؤوس أو أكثر من المشروبات الكحولية قد عانوا من مشكلات مع هذه المشروبات في سن الـ21 مقارنة بنسبة 4,5 في المائة ممن لم يتعرضوا بكثافة لهذا الأمر.  

 

وأظهرت دراسات أخرى أن تاريخ العائلة مع شرب الكحوليات وتعاطي المخدرات والعوامل البيئية الأخرى مثل التعرض قبل الولادة إلى النيكوتين عبر تدخين الأمهات، تزيد من مخاطر حدوث إفراط في احتساء الخمور لدى الأبناء.  

 

وجاءت هذه الدراسة لتدعم دراسة حديثة أجريت مؤخرا على عدد من الحيوانات حيث بينت أن القليل من الكحول قد يؤثر على دماغ الجنين، ويؤدي إلى خلل في نموه. وذكرت مجلة "نيتشر" أن عدد من الفئران فشلت في اختبار السير الذي أجري لها بعد الولادة، بسبب تناول أمهاتها كميات من الكحول خلال الحمل تعادل كأسا واحدا من الكحول يتناوله الإنسان.  

 

ويشير بحث الفئران، الذي أجراه دانيال سافاج من كلية نيو مكسيكو الطبية في الولايات المتحدة، إلى احتمال وجود تأثير قوي ناتج عن تناول كميات قليلة من الكحول، ويظهر تأثيرها في فترات متقدمة من العمر عندما تزداد وظائف الطفل تعقيدا. ويقول سافاج أنه من غير المعلوم بعد كمية الكحول التي يمكن للأم تناولها دون التأثير على صحة الجنين.  

 

وحذر سافاج قائلا "نظرا لغياب المعرفة المطلقة بشأن كمية الكحول المسموح تناولها من الأفضل الابتعاد كليا."ومن جانبه يقول مايكل جارنيس من جامعة هارفارد إن نتائج الاختبارات على الفئران مثيرة إلا أنها غير مفاجئة.  

 

أما بالنسبة للتدخين فقد وضعت دراسة أميركية دليلا جديدا على المضار الخطرة لتدخين الأمهات الحوامل على الأجنة، وذلك بتسببها بإلحاق الضرر بالجهاز المناعي للجنين.  

 

وأوضح الباحثون القائمون على هذه الدراسة أن الدخان الذي تستنشقه الأم الحامل ، قد يؤدي إلى تدمير حامل المادة الوراثية DNA داخل نوع من أنواع خلايا الدم للجنين والتي تعرف بالخلايا (تي) وتعتبر الخلايا المدافعة عن جهاز المناعة، حيث تساعد في إيجاد البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض التي قد تدخل الجسم، وتسعى إلى عزلها وتدميرها.  

 

وقد وجدت الدراسة أن شيئا ما في دخان السجائر، يعطل عمل الجينات في خلايا (تي)، والمعروف أن تعطل الجينات في هذه الخلايا، يحدث في حالات يكون فيها خلل في تركيب الدم منذ الطفولة كسرطان الدم (اللوكيميا)، وفي حال حدوث خلل في خلايا (تي )، فإنها لن تتمكن من أداء وظائفها المناعية، وبذلك فسوف يفشل الجسم في مقاومة أي مرض بكتيري او فيروسي يتعرض له.  

 

كما كشفت الدراسة عن أن الأم المدخنة، وعن طريق التدخين، تسرب للجنين مواد كيميائية قد تتسبب بإصابته بالسرطان أو على الأقل تزيد من استعداده المستقبلي للأصالة به، وقد كانت هذه الدراسة الأولى التي تقيم دليلا على وجود علاقة بين تدخين الأم والجهاز المناعي للجنين، بإثباتها للضرر الذي يلحق بخلايا ( تي ) في الجنين. _(البوابة)  

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن