يقول الباحثون إن أولئك الأشخاص الذين يزيد وزنهم باعتدال قد يعيشون أطول من أولئك الذين ينخفض وزنهم عن الوزن الطبيعي أو أولئك الذين يعانون البدانة. ولكن هؤلاء الباحثين أشاروا إلى أن دراستهم ركزت فقط على الجانب المتعلق بطول العمر، ولم تشمل الأمراض المتعلقة بالسمنة.
جاء ذلك في بحث نشره المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض في صحيفة الاتحاد الطبي الأمريكي.
وقد راجع الباحثون ثلاث دراسات أمريكية عن الصحة والتغذية أجريت في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. ويقدر الوزن بمقياس يطلق عليه مؤشر حساب الجسم أو بي ام آي، والذي يحسب بقسمة وزن الانسان بالكيلوجرامات على مربع طوله بالأمتار.
وهذا المؤشر لحسابالجسم يعتبرأن النتيجة التي تتراوح من 18.5 إلى 25 تكون نتيجة عادية ، وأن النتيجة التي تقل عن 18.5 تعتبر نقصاً غير عاديّ في الوزن ، في حين أن النتيجة بداية من 30 وما فوق تعتبر وزناً زائدا غير عاديّ.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتراوح مؤشر حساب أجسامهم بين 25 و30 ، وهو ما يعني أنهم يعانون من وزن معتدل الزيادة وليس بدانة ، لا تتقلص فرصهم في الحياة. كما وجد الباحثون أن الأشخاص الأطول عمراً يكون مؤشر حساب أجسامهم عند 25 أي ما يتراوح بين الوزن المثالي وهامش الوزن الزائد عن الوزن العاديّ ، وأن نسبة الوفيات بين من يعانون من البدانة تزيد عن نسبة الوفيات بين
هذا وحذر البروفيسور وليام كوشران ، خبير التغذية الأمريكي ، من أن البحث الجديد قد يؤدي إلى إرتباك فيما يتعلق باعتبار زيادة الوزن مسألة غير صحية . وأضاف قائلا " إن زيادة الوزن مثل كل شيء في الحياة تحتمل الأبيض والأسود، ولكن هناك أمراً لا يمكن إنكاره أو التشكيك فيه وهو أن البدانة أمر غير صحي".
وفي بريطانيا يعتبر خمس الرجال وربع النساء من البدينين.
وقال الدكتور ديفيد هسلام ، رئيس الجمعية الوطنية للبدانة ، "إن نتائج هذا البحث تدعو إلى التفكير، فقد أدى التطور الطبي إلى علاج العديد من الأمراض المتعلقة بالسمنة، ولكننا مازلنا بحاجة إلى حملات من أجل ممارسات أفضل ونتائج أنجع لعلاج السمنة ".
هذا ومن جانب اخر،كشفت دراسة جديدة أن حقناً من أحد الهورمونات التي تعطل الشهية لتناولالطعام قد تساعد ذوي الوزن الزائد على تخفيف وزنهم.
وقال فريق من "الإمبيريال كوليدج" إن تجربة دامتأربعة أسابيع تشير إلى أن هورمون ال"أوكسينتومودولين" الموجود طبيعياً في الإمعاء قد يشكل سبيلا جديدا لمعالجة زيادة الوزن.
وأكدت الدراسة أن الذين حصلوا على حقن من الهورمون تمكنوا من التخلص مما معدله <?xml:namespace prefix = st1 ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:smarttags" />2.3 كيلوغرام في أربعة أسابيع، أما الذين حصلوا على علاج مزيف فتخلصوا فقط من 0.5 كيلوغرام. غير أن الخبراء اعتبروا أن ثمة حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل تأكيد فوائد الطريقةلإنقاص الوزن .
يذكر أن هورمون "أوكسينتومودولين" تفرزه الأمعاء الصغير أثناء عملية هضم الطعام. كما يبعث هذا الهورمون بإشارة إلى الدماغ بعدم الأكل في نهاية الوجبة بعد أن يكون الجسم أخذ كفايته من الطعام .
واستعرض الفريق أثر زيادة مستويات "أوكسينتومودولين" على 26 شخصاص من ذوي الوزن الزائد ، كان قد أعطي بعضهم حقناً حقيقية من هذه المادة، فيما أعطي البعض الآخر حقناً من مادة سالين ، دون أن يعرف المرضى نوع المادة التي أعطيت لهم. وتبين أن الذين حقنوا بمادة "أوكسينتومودولين" تخلصوا من وزن أكثر وخفت شهيتهم للطعام ولم يتأثر مع ذلك استمتاعهم بالطعام .
وقال البروفيسور ستيف بلوم ، الباحث في "إمبيريال كوليدج" ومستشفى هامرسميث ، الذي ترأس الدراسة إن لهذا العلاج ميّزة جيدة لا تتوفر في علاجات أخرى، وهي أنه يرتكز إلى مادة طبيعية موجودة في جسم الإنسان. غير أن البرفسور المذكور أكد الحاجة إلى دراسات على نطاق أوسع للتحقق مما إذا كان العلاج ذا مفعول على المدى الطويل .