أعلنت حكومة فنزويلا أن إيران عرضت دعمها الكامل على كراكاس في سياق التوتر الحاصل مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما تصاعد النزاع بين البلدين في الأيام الماضية حول ملف صادرات النفط والاحتجازات البحرية. جاء هذا العرض خلال مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل ونظيره الإيراني عباس عراقجي، حيث جرى البحث في سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة الإجراءات الأمريكية التي تعتبرها فنزويلا معرقلة لسيادتها.
ووفق بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية في كراكاس، فقد أكدت طهران استعدادها للعمل مع فنزويلا في جميع المجالات لمواجهة ما وصفته الأخيرة بـ"القرصنة والإرهاب الدولي" من قبل الولايات المتحدة، في إشارة إلى الاعتراضات الأمريكية المتكررة على ناقلات نفط تابعة لفنزويلا في مياه الكاريبي. وتعد إيران واحدة من أبرز الحلفاء الدوليين للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يتهم واشنطن بالسعي للضغط على حكومته عبر إجراءات اقتصادية وعسكرية.
وتأتي هذه التطورات في ظل احتجاز الولايات المتحدة لناقلتي نفط فنزويليتين في المياه الدولية قرب سواحل فنزويلا في ديسمبر/كانون الأول الجاري، ضمن حملة ضغط أوسع تستهدف خنق صادرات النفط الفنزويلية. واشنطن تقول إن هذه الخطوات تهدف إلى منع استخدام عائدات النفط في تمويل أنشطة غير قانونية، بينما تعتبر فنزويلا أن ما يجري انتهاك مباشر لسيادتها البحرية ويعد جزءًا من حملة أوسع للتأثير على نظام مادورو.
وقد أدانت كراكاس عمليات اعتراض ناقلات النفط، ووصفتها بأنها أعمال "قرصنة دولية" تنتهك القواعد القانونية الدولية، مؤكدة أنها ستسعى لرفع القضية أمام جهات دولية مثل مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة. كما يشير التوتر إلى توسع الأزمة من نزاع نفطي وتجاري محلي إلى مشكلة دبلوماسية لها تبعات إقليمية ودولية.
التصعيد الأمريكي ضد قطاع الطاقة في فنزويلا يتزامن مع تحركات عسكرية واسعة في منطقة الكاريبي، فيما تواصل واشنطن إعلانها عن ملاحقة ناقلات النفط المشتبه في خرقها للعقوبات المفروضة، مما يزيد من حدة التوتر بين الجانبين ويضع ملف النفط الفنزويلي في مركز مواجهة دولية أكثر اتساعا.