اكتشف العلماء أحد البروتينات الموجودة في العين والذي يلعب دورا مهما في إحداث رد الفعل الذي يسبب الحساسية. وقال فريق البحث التابع لجامعة لندن كوليدج إن تخفيف تأثير هذا البروتين قد يؤدي إلى إيجاد علاج جديد لأمراض الحساسية.
ويقدر عدد المصابين بنوع أو آخر من أنواع الحساسية المختلفة في الغرب بأكثر من ثلث السكان حيث يصاب نحو 17 مليون شخص في بريطانيا وحدها بالربو والتهاب الجفون والإكزيما وحمى الدريس. وقد نشرت تفاصيل البحث في نشـرة البحث الإكلينيكي (clinical investigation) الدورية.
وجد العلماء من خلال التجارب التي أجروها على الفئران أن البروتين المسمى إم آي بي-1 أيه يلعب دورا أساسيا في المراحل الأولى من تكوين حساسية العين.
ويعتقد العلماء أن نفس هذا البروتين أو جزيئات مشابهة تلعب نفس الدور في تكوين أنواع أخرى كثيرة من الحساسية. ويعتقدون أنه من الممكن استحداث أدوية تؤدي إلى تخفيف هذا البروتين وبالتالي منع الحساسية من التكون.
وتتكون الحساسية من مرحلتين متتابعتين: المرحلة الأولى هي حدوث رد فعل فوري مفرط من الحساسية خلال ساعة واحدة من التعرض لمسببات الحساسية. وفي هذه المرحلة تطلق الخلايا المسئولة عن إحداث الحساسية مادة الهيستامين وغيرها من الجزيئات ، ومنها ما يعرف بجزيئات الكيموكين، التي يعد البروتين إم آي بي-1إيه واحداً منها . أما المرحلة الثانية وهي التي تحدث خلال 12 إلى 24 ساعة من التعرض لمسبب الحساسية، فتحدث عندما يمتلء مكان التهيج بالخلايا المتهيجة.
واكتشف فريق البحث أن البروتين، إم آي بي-1إيه، يلعب دورا مهما في المراحل الأولى من رد الفعل المتعلق بالحساسية في الغشاء الشفاف الذي يغطي السطح الداخلي لجفن العين والسطح الخارجي للعين والمعروف أيضا باسم الملتحمة. كما يلعب هذا البروتين دورا مهما في المرحلة الثانية أيضا المرتبطة بالحساسية المزمنة.
أعراض حساسية العينين: جفاف الينين، الحكة ، الاحمرار ، الالتهاب ، كثرة التدميع
ويقول قائد فريق البحث البروفيسور سانتا جيرمي أونو إن أدوية حساسية العين الشديدة المستخدمة حاليا إما أن تكون غير فعالة أو لها أعراض جانبية مثل الاصابة بالميّة الزرقاء أو الميّة البيضاء. ويقوم فريقه حاليا باختبار عدد من الأدوية المعروفة بفعاليتها والتي تقوم بتثبيط البروتين إم آي بي-1إيه والجزيئات الشبيهة. ويقول إنهم وجدوا أن البروتين إم آي بي-1إيه هام بالنسبة للمراحل المبكرة جدا من الحساسية، فإن هذا العلاج قد يكون أكثر فاعلية من الأدوية التي تعمل في المراحل المتأخرة من تطور المرض، مثل مضادات الهيستامين. وتابع يقول إن هذا سيكون علاجا يتعامل مع المرض ولا يشفيه تماما، ولكن لدينا أدلة تشير إلى أن دواء يعتمد على هذا الكشف قد يكون فعالا لفترات أطول من العلاجات المتوافرة حاليا".
قال وود. مايك ماثيوز، رئيس الجمعية البريطانية لأمراض الحساسية، إن الأدوية الحالية لعلاج الحساسية عن طريق مضادات الهيستامين وغيرها ربما تكون لها آثار جانبية غير مستحبة ، علاوة ‘لى أنها غير دقيقة في استهداف المرض.
وتابع قائلا إن أي شيء يحدد طبيعة رد الفعل المتعلق بالحساسية بدقة أكثر سيفتح الطريق أمام تطوير أدوية قد تكون أكثر فاعلية وأكثر أمنا وسلامة.
وأضاف قائلا إن لفي اكتشاف البروتين إم آي بي-1إيه بشرى حسـنة للأشخاص الذين يعانون من أي نوع من مختلف أنواع الحساسية . إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن آثار هذا البحث لن تصل إلى سوق الأدوية قبل عدة سنوات.