اعتلال البصر بسبب التقدم بالسن

تاريخ النشر: 21 أغسطس 2005 - 09:22 GMT

يحدث هذا الاعتلال عندما تختل خلايا الاحساس بالضوء الموجودة في منتصف الشبكبة ، وهي التي تجعل البصر واضحا وحادا .

 

90 % من الناس المصابين بهذا النوع من اعتلال البصر يعانون من "الاعتلال الجاف" والعشرة بالمئة الباقون يصابون بما يسمى "الاعتلال الرطب" . الاعتلال الرطب أشد وطأة  ويسبب الجزء الأكبر من فقدان البصر . في الاعتلال الجاف تتلف خلايا البصر الحاسة للضوء ، ولكنها لا تسبب نزيفا .  أما في الاعتلال الرطب فتنمو أوعية دموية جديدة ويسيل منها الدم والسائل تحت منتصف الشبكية . بعض الناس المصابين بهذا المرض يكون التأثير على بصر بطيئا جدا ، بينما في البعض الآخر يتقدم المرض بسرعة خلال مدة أسابيع أو شهور .

 

نادرا ما يؤدي هذا المرض إلى فقدان البصر بالكامل ، ولكنه يسبب فقدان البصر المركزي بصورة حادة غير قابلة للعلاج . يحتفظ المصاب ببصره الجانبي ، ولكنه يفقد بصره المركزي الذي نحتاجه لمهام يومية مثل القراءة وقيادة السيارة ... إلخ .

 

يقول المعهد الوطني للعين أن حوالي 1.7 مليون أمريكي يعانون من نوع أو آخر من أنواع هذا المرض الذي هو السبب الأول في فقدان البصر بين الأمريكيين البالغين من العمر 65 سنة وما فوق . هذا المرض ليس مؤلما ، وأكثر أعراضه انتشارا هي الغبش وتشوه البصر، فيرى المصاب الخطوط المستقيمة وكأنها معوجّة ومتموجة ، او يرى بقعة سوداء فارغة في منتصف مركز البصر .

 

عــوامــل الــخـطـر

 

أكبر عوامل خطر الإصابة بهذا المرض هي العمر وتاريخ الإصابة بين أفراد العائلة . الأشخاص البالغون 60 سنة من العمر وما فوق يكونوا أشد عرضة للمرض، ويجب القيام بفحص عيونهم على الأقل مرة كل سنتين .

 

عوامل الخطر الأخرى تشمل التدخين ، وقلة أكل الخضار الورقية ذات اللون الأخضر الغامق ، وارتفاع ضغط الدم ، وأمراض القلب والشرايين . تقول بعض الدراسات الوبائية أن بعد النظر والعيون الفاتحة اللون هما أيضا من ضمن عوامل الخطر .

يقول المعهد الوطني للعيون أن النساء معرضات لهذا المرض أكثر من الرجال ، وأن ذوي البشرة البيضاء معرضون لفقدان البصر جراء هذا المرض أكثر من ذوي البشرة السوداء .

 

يجب على من يواجهون خطر الإصابة بهذا المرض أن يعتادوا فحص مركز البصر في كل عين على حدة ، وذلك بتغطية إحدى العينين أثناء فحص العين الأخرى . يقترح الأخصائيون أن يحتفظ بعض المرضى بلوحة فحص النظر على باب الثلاجة في بيوتهم كيّ يتذكروا أن يفحصوا عيونهم في البيت . يجب أن ينظر الشخص إلى النقطة الموجودة في منتصف لوحة الفحص لتحديد ما إذا كانت الخطوط المحيطة بها تبدو متموجة أو مشوهة ، فقد يكون تموج الخطوط أو تشوهها إشارة إلى الإصابة بهذا المرض  . إذا أصيبت إحدى العينين بهذا المرض يكون احتمال إصابة العين الأخرى حوالي 50 % ، لذلك من المهم جدا مراجعة الطبيب وإخباره عن أي تغيّر في البصر ، والقيام بفحص العين الأخرى بانتظام .

 

تدل الدراسات على أن الطعام الغني بالخضار الورقية ذات اللون الأخضر الغامق ، مثل السبانخ والكرنب وورق الخردل ، يقلل خطر الإصابة بهذا المرض . تشكل هذه الأطعمة (الخضروات المذكورة) مصدرا جيدا للمواد المغذية  لأنها تحتوي على فيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين هـ . مع هذا ، يعتقد الخبراء أن النظام الغذائي المتوازن (المحتوي على مختلف الفئات الغذائية) له أهمية عامة لصحة العينين مثل أهميته لباقي أجزاء الجسم .

 

تدل الأبحاث التي قام بها المعهد الوطني للعيون على أن المكملات الغذائية ، مثل فيتامين هـ وفيتامين ج  وجزرين البيتا والزنك ، تفيد بعض المصابين بمرحلة متقدمة من هذا المرض . توصي الأكاديمية الأمريكية للعيون بأن يقوم كل شخص مصاب بمرحلة متوسطة أو متقدمة من هذا المرض في إحدى عينيه باستشارة الطبيب بشأن أخذ المكملات الغذايئة والطرق السليمة لأخذها . ليس كل شخص يحتاج المكملات الغذائية . فمثلا ، إذا أخذ الزنك بكميات كبيرة قد يصبح ساما . وقد يزيد جزرين البيتا خطر الإصابة بسرطان الرئة عند المدخنين . كما أن الجرعات الكبيرة من المكملات الغذائية تعيق مفعول الأدوية وتقلل امتصاص الجسم للمواد الغذائية الأخرى .

 

الــعــلاج :

لا يوجد علاج محدد للنوع الجاف من هذا المرض ، سوى إصلاح تردي الرؤية البصرية  ، وهو أمر يجب عدم الاستهانة بضرورته وفوائده .  أضخم تقدم تحقق حتى الآن في علاج هذا المرض هو الموافقة التي صدرت في نيسان عام 2000 على فيزيوداين (حقن فيرتبورفن) لاستخدامه لعلاج النوع التقليدي الرطب من هذا المرض . حوالي نصف المصابين بالنوع الرطب من هذا المرض يكون ما يعانون منه هو النوع التقليدي . تقوم شركة QLT Photo Therapeutics Inc.   في سياتل بصناعة فيزيو داين ، بينما تقوم بتسويقه شركة  Novartis Ophthalmics, Dulth, .  

 

لايستطيع هذا الدواء ، فيزيوداين ، إعادة البصر المفقود ولكنه يستطيع إبطاء فقدان البصر الناتج عن هذا المرض . يحقن الدواء في ذراع المريض فينتقل إلى الأوعية الدموية المصابة في العين . ثم  تصوّب أشعة ليزر على عين المصاب لمدة تزيد قليلا على الدقيقة لتحفيز الدواء على العمل . يعمل الدواء على إيقاف نزف الدم أو إبطائه . تشمل التأثيرات الجانبية العامة لهذا الدواء الحساسية للضوء وحساسية الجلد في موضع الحقنة .

 

يمكن في بعض الحالات معالجة النوع الرطب من هذا المرض بالجراحة بأشعة الليزر . ولكن في هذه الحالة أيضا لايمكن استعادة البصر الذي يكون قد فقد ، إلا أنه يتم تسليط أشعة الليزر على الأوعية الدموية الجديدة وتحطيمها من أجل المحافظة على المتبقي من البصر المركزي . لقد أجريت فورا عملية جراحية بالليزر لسيدة تدعى "بورن" ، تبعها عدة عمليات أخرى في غضون عدة شهور ، خلّفت بعض الندب في عينها . لقد كانت بحاجة إلى الجراحة لأن بعض الأوعية الدموية المحيطة بمركز الشبكية (تسمى أحيانا النقطة الصفراء) كانت لاتزال تنزف .

 

في نهاية المطاف أدت الجراحات بالليزر إلى إيقاف النزيف . إذا لم يتم إيقاف النزيف تزداد نسبة فقدان البصر فيمتد ذلك من المركز البصري إلى أجزاء أخرى من العين .

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن