استطلاع الأسبوع: هل يمكن أن تطلق زوجتك إذا زاد وزنها بعد الزواج؟

تاريخ النشر: 03 فبراير 2007 - 07:04 GMT

هل يمكن أن تطلق زوجتك إذا زاد وزنها بعد الزواج؟  ما أقساه من سؤال! ولكنه سؤال متداول ومطروح في المجتمعات كافة خصوصا بعد تجربة الحمل والتي يزيد فيها وزن معظم السيدات. ولقد اعتمدت اختيار هذا السؤال بعد أن شاهدت شخصيا حادثة تثير الاشمئزاز بين زوج وزوجته، وأردت حقا أن أعرف مدى تفاقم المشكلة في المجتمع، فصديقنا بعد أن تزوج فتاة أحلامه، والتي كانت تتمتع بالرشاقة التي كان يبحث عنها، ما لبث أن تغير تماما، بعد أن أنجبت زوجته طفلهما الأول. وبدلا من أن يبارك لها بالمولود بدأ بترديد عبارات ناقدة لجسدها، وتهدل أطرافها أمامها وأمام الجميع، معتبرا أن ذلك ذنبها، وبأنه لم يتزوجه بهذا الشكل، لذا عليها أن تعود إلى سابق عهدهاـ وإلا فأنه سوف يطلقها ويرتبط بفتاة أخرى على المقاس.

 

لقد نسي هذا الزوج بأن زوجته التي حملت بطفله مدة تسعة شهور، كانت عرضة للكثير من التغيرات الهرمونية والبدنية التي لا دخل لها بها، وإنما هي رد فعل طبيعي للجسم على الحمل، حيث يعمد الجسم إلى إحداث الكثير من التغيرات، ونحن هنا لا نتحدث عن الحاجة لتناول الطعام فقط، والتي اعتبرها أيضا رد فعل طبيعي من الجسم لتخزين الدهون في جيوب محيطة بالبطن بهدف حماية الجنين، وتوفير الغذاء له، ولكننا نتحدث عن أمور أكبر من هذا بكثير فالسيدات الحوامل يمررن بحالة من التغيرات الهرمونية الجذرية والجسدية التي تطال شكل الحلمة، وحجم الثدي، بالإضافة إلى تغير في شكل البطن، والأرداف، وغالبا ما تعني هذه التغيرات توسع الجلد وتمدده ليتلاءم مع حجم الجنين النامي في رحم السيدة.

 

بالإضافة إلى كل ذلك، تكون السيدة الحامل في أضعف حالاتها النفسية، والبدنية خلال الحمل وبعد الإنجاب، فبالنسبة لها هذه تجربة صعبة وجديدة، فهي مسئولة عن حياة وصحة الطفل كما هي مسئولة عن حياتها وصحتها، هذا الضغط النفسي خصوصا في حالة الحمل الأولى يسبب توترا وإجهادا نفسيا كبيرا على الأم الحامل، ويتطور إلى حالات مرضية مثل السكري، والضغط، وحالات نفسية مثل الأرق، والكوابيس التي تصاحب السيدة خلال فترة الحمل، وتشتد عندما توشك السيدة على الولادة، فهي لا تعرف ما هي حقيقة الولادة، وفي الواقع لا أحد يستطيع أن يخبرك بالضبط ما هي حقيقة الولادة، فهي سر خاص بكل سيدة، ولكل سيدة تجربتها الخاصة التي لا تستطيع أن تكون نموذجا لكل السيدات.

 

ولعلني هنا اذكر كيف كانت الممرضات سيئات في التعامل معي عندما أنجبت طفلتي الأولى، فبدلا من أن يواسينني، ويقدمني لي المساعدة والشرح، تركنني أصرخ، وابكي، وكن يقلن لي، "لماذا تبكي؟ أنت لست أول سيدة تلد، لقد أنجبت مئات النساء على هذا السرير وغيره، فلماذا تصرخين!!"

 

إن تجربة الحمل والإنجاب هي من التجارب الإنسانية الخاصة جدا، والتي كانت حتى زمن قريب من التجارب المقدسة لدى العديد من الحضارات التي اعتبرت الأم رمزا للبقاء والاستمرارية، وامتدادا لمعجزة الله عز وجل في الخلق, وكانوا يربطون بينها وبين الأرض والطبيعة، وكل ما يحث على استمرارية الحياة. الأرض تنتفخ عندما تبذرها وتحتاج إلى الماء، والرعاية، فلماذا تكون تجربة الأمومة عند النساء أمرا مختلفا؟

 

إذا كنت لا تريد أن تقدم الماء والغذاء لزوجتك، وترعاها نفسيا وبدنيا خلال هذه الفترة فمتى ستقوم بذلك يا ترى! ارحموا النساء اللواتي ينجبن لكم فلذات أكبادكم، وتعاملوا معهن بالحسنى إذا كنتم غير قادرين على معاملتهن بطريقة خاصة جدا، فالكلمة الطيبة بذر تغرسه لينمو ويكبر ويعزز العلاقة الزوجية، والكلمة السيئة سكين تطعن به هذه العلاقة.

 

أماأما بالنسبة لنتائج الاستطلاع الأسبوعي فقد كانت جيدة، وتشير إلى أن الدنيا لا زالت بخيرـ فمن مجموع أصوات بلغ 452 قال  54% بأنهم لن يقوموا بالانفصال عن زوجاتهم إذا ما زادت أوزانهن، وقال 33 % بأنهم سوف يلمحون لها فقط، في حين قال 13.1% بأنهم سيطلقونها بالفعل. ولا ادري ماذا على السيدات أن يفعلن بالرجل عندما يصبح بدينا بعد الزواج، (دون وجود مبرر مثل الحمل)، هل نخلعه، أم نلمح له بذلك؟

 

نصائح للأزواج والزوجات:
• استشارة أخصائية تغذية خلال الحمل لوضع خطة غذائية مناسبة لهذه الفترة.
• الذهاب في نزهات مشيا على الأقدام.
• شراء الكتب المتعلقة بالأمومة والطفولة وقراءتها لمعرفة المزيد عن معجزة الأمومة، والتغيرات أثناء الحمل.
• الالتزام ببرنامج خاص للتمارين الرياضية يشمل السباحة، والمشي.
• الفحص الدوري للسكري والضغط خلال الحمل.

 

بالنسبة لزيادة الوزن بدون وجود حمل، ننصح الأزواج بالاستشارة الزوجية لمعرفة الأسباب التي تدفع السيدة لتناول الطعام بكثرة، فقد يكون السبب مرتبطا بالحالة النفسية للزوجة.