لعلك لم تعرفي بأن الكثير من الغرباء الذين قد يبدو كأشخاص غير مؤذين هم في الحقيقة ليسوا بمثل هذا البرائة.
قد تكونين في السوبرماركت، منطقة الألعاب أو في أي حديقة عامة، عندما يتقدم شخص غريب من طفلك ويسأله عن اسمه وعمره، ومن باب الأدب والسلوك الجيد، قد يجيب الطفل عن هذه الأسئلة، وقد تساعديه أحيانا بتصحيح المعلومة الخاطئة، كل هذا وأنت تبتسمين لشخص غريب لا تعرفي أسمه أو وظيفته أو ما يفعله في مكان عائلي. وهنا تكمن الخطورة، فالكثير من المتربصين بالأطفال ينتظرون العثور على عائلة مسالمة، ومؤدبة تعطيهم المعلومات التي يحتاجون إليها بكل سهولة وبساطة.
قد يتمادى الشخص بالاستفسار عن اسم المدرسة أو الحضانة التي يذهب إليها الطفل أيضا، مع التربيت على رأس أو كتف الطفل لتعزيز الشعور بالأمان، وقد يسأله عن اسم معلمته كذلك أو صفه الدراسي، وبالرغم من أن هذا الحديث قد يبدو وديا وخاليا من أي شكوك إلا أنك لا تعرفين ما الذي يدور في ذهن هذا الشخص وما مقدار ما يمكن أن يستفيد منه من هذه المعلومات التي قد تبدو بسيطة وبريئة.
لا داع للخوف أو القلق من أن تظهري بعض التحفظ على المعلومات الشخصية، مكان سكنك أو رقم شقتك أو مكان عملك كلها أمور شخصية جدا ويمكن أن تعرض حياتك وحياة أطفالك للخطر.
وفي النهاية، إذا ما حدث مكروه لك أو لطفلك فلن تفيدك الهلوسات والظنون في وصف ذلك الشخص الغريب الذي تحدث معك في الحديقة أو المركز التجاري.
يجب أن تأخذي الحذر، وأن تضعي حدودا واضحة وصريحة لعلاقتك بالغرباء. اسم الطفل، عمره ومدرسته ليست من شأن أي أحد أخر غير عائلته. لقد تعرض الكثير من الأطفال للخطف من مدارسهم على أيد غرباء استفادوا من سذاجة الأهل في التعريف عن أطفالهم، وشعور الأطفال بالأمان لهم.