يعتبر القلق جزء من الحياة اليومية لعدد كبير من الناس وفي مختلف المراحل العمرية، وعلى الرغم من كونه شعور طبيعي جدًا إلا أن الإفراط في القلق والتوتر يعد نوع من أنواع الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تتطور بسهولة وتتحول للدخول في دوامة الاكتئاب، وبناءً على ذلك ينصح الأطباء بتخفيف حدة الشعور بـ القلق بوسائل مُتاحة، كما سنذكر أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف.
أسباب القلق والتوتر والخوف
تنتج مشاعر القلق والخوف والتوتر لأسباب عدة وتختلف من شخص إلى آخر، بالإضافة إلى عدم القدرة على حصر هذه الأسباب، ولكن يمكن ذكر أهمها كالآتي:
- الجينات الوراثية تعد من أبرز هذه الأسباب التي قد تكون لها دور في الشعور والإحساس بالقلق، وكذلك الأدوية المسكنة والمخدرة التي يترتب عليها زيادة هذه المشاعر السلبية.
- الإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافين، والإكثار من التدخين للمدخنين، كما تتسبب المشاكل الصحية التي يعاني منها الشخص إلى شعوره بالقلق والخوف حيال صحته ومرضه، مثل مشاكل القلب والكلى والأمراض السكرية والسرطانية وأيضًا مشاكل الغدة الدرقية وأمراض الجهاز التنفسي والرئة.
- الاضطرابات الهرمونية ومدى تأثيرها على الأجهزة العصبية في الجسم، والتي قد يترتب عليها تناول الأدوية التي تسبب القلق وتعزز الشعور بالخوف والتوتر.
- المشاكل النفسية التي يتعرض لها الأشخاص سواء في مرحلة الطفولة أو في المراحل الحالية، حيث تعتبر الصدمات النفسية من المحيطين والمقربين من أصعب الحالات التي لا يستطيع الشخص التعافي منها بسهولة، وقد تجلب له القلق والمشاعر السلبية العديدة.
- يعتبر القولون العصبي والمعاناة منه سبب من أسباب الشعور بالاضطرابات في الهضم والإحساس بالقلق والخوف، وقد يؤدي الوجع المستمر للقولون إلى الشكوى من هذا الضغط وزيادة الإحساس بالضغوط العصبية والتراكمات مما يؤدي ذلك كله إلى القلق والتوتر.
- التعرض لإحدى المشاكل النفسية بعد فقدان شخص عزيز أو أحد الأقربين وحدوث حالة من الوفاة بشكل مفاجئ، كل هذا يؤدي إلى التراكمات التي ينتج عنها المزيد من المشاعر السلبية.
أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف بالأعشاب

يعتبر العلاج بالأعشاب أفضل دواء للقلق والتوتر والخوف والتخفيف من حدة هذه المشاعر السلبية بشكل ملحوظ، وفيما يأتي سنذكر أفضل أنواع الأعشاب التي تقلل من القلق:
1. اللافندر
يساعد اللافندر على تقليل القلق والتوتر من خلال تناوله عبر الفم أو من خلال استخدام العطور التي تحتوي على أعشاب اللافندر، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يوجد إثبات يؤكد على كون اللافندر لا يسبب أعراض أخرى، حيث من الممكن أن يتسبب في الإمساك والصداع كما يزيد من الشهية في الطعام بالإضافة إلى تأثيره على إنخفاض ضغط الدم.
2. بلسم الليمون
بعض الدراسات والأبحاث أوضحت أنه يمكن لبلسم الليمون أن يقلل من حدة الشعور بالقلق ويخفف من الأعراض المصاحبة له مثل العصبية وسرعة الانفعال، كما يعتبر آمن إن تم استخدامه بشكل متقطع على المدى الطويل؛ لأن كثرة استخدامه قد تؤدي إلى الشعور بوجع في البطن وسرعة الغثيان.
3. عشبة الآلام
تعتبر من أهم وأبرز الأعشاب التي قد تكون أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف، حيث أشارت بعض الأبحاث والتجارب على أن عشبة الآلام يمكن أن تستخدم للتخفيف من القلق، كما أنها من الأعشاب الآمنة إذا تم تناولها حسب الطريقة والإرشادات الصحية، وقد تكون أسوأ مخاطرها هو أنها قد تسبب في زيادة الشعور بالنعاس والارتباك والدوار.
4. البابونج
قد أوضحت الدراسات الحديثة على أن استخدام البابونج لفترات متقطعة قد يكون آمن نوعًا ما، ويساعد بشكل ملحوظ على تخفيف الشعور بالقلق والتوتر، وعلى الرغم من ذلك فيجب توخي الحذر عند تناولها أو الإفراط فيها كما يفضل مراجعة الطبيب في بعض الأدوية التي تحتوي على البابونج؛ لأن بعض الأدوية قد تسبب مخاطر عدة على صحة الجسم.
أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف بالقرآن
يعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أفضل علاج للقلق والخوف والتوتر النفسي، كما ينصح الكثير من الناس بالالتزام والمداومة على القراءة بشكل يومي، وسنوضح ذلك في النقاط التالية:
- يعتبر القرآن الكريم أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف حيث يعمل على شفاء الصدور وطمأنينة القلوب، كما يحمي من الإصابة بالخوف والتوتر والقلق والضيق النفسي، وهو أمثل دواء لمن يعانون من القلق المستمر.
- تلاوة القرآن الكريم من ضمن العبادات التي تساعد على التقرب من الله عز وجل، ويحصل قارئ القرآن على ثواب عظيم حيث أن لكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها، ويساعد الاستمرار على قراءة القرآن الكريم على الراحة النفسية الطويلة.
- في تلاوة القرآن الكريم يحصل القارئ على معاني كثيرة، ويأخذ منها العبر والحكمة، وقد يفكر كثيرًا في المعاني ويستلذ منها الكلمات والمعنى التي تُريح قلبه من هموم الدنيا وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).
أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف بتمارين الاسترخاء

يُفضل بعض الناس الذين يعانون من القلق والتوتر والخوف من العلاج بطرق مختلفة مثل الاسترخاء بأنواعه، حيث:
1. التأمل
يعتبر التأمل من الأمور التي تساعد على الاسترخاء وتقلل من حدة الشعور بالقلق والخوف، وتعتبر من أفضل الأمثلة التي يمكن الالتزام بها لمن يعانون من القلق والتوتر، حيث يمكن تخصيص بضع دقائق يومية للاسترخاء والتفكير في الأمور الجيدة فقط دون التركيز على المخاوف التي تتعلق بـ المستقبل أو الماضي.
2. التنفس
يساعد التنفس بشكل عميق أو ما يعرف بتنفس البطن بتخفيف القلق ويمكن اعتبار ذلك تمرين يفضل الالتزام به بشكل يومي في معدل خمس دقائق، حيث أنه يعمل على إبطاء ضربات القلب وخفض ضغط الدم في الجسم، مما يساعد على التخلص من القلق، وتعتبر هذه الطريقة ليست مثالية لمن يعانون من المشاكل في التنفس.
3. الضحك
يساعد الضحك بصوت مرتفع على التخفيف من حدة القلق والتوتر إلى حد كبير، حيث يعمل على تقليل من إفراز الهرمون المتسبب في قلق، يساعد على إفراز الهرمون الذي يساعد على تحسين المزاج والإحساس بالراحة والأمان.
4. اليوغا
تعد اليوغا من أنواع الرياضة أو الفنون التي تساعد على التنفس بشكل عميق، ويساعد التنفس بشكل عميق على التخفيف من القلق والتوتر والمساعدة على التأمل والاسترخاء والخروج من أي مشاعر سلبية قد تؤثر على صحة الإنسان النفسية.
أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف بالأدوية

ينصح معظم الأطباء في حالة زيادة حدة الشعور بالقلق والخوف والتوتر باللجوء إلى تناول بعض الأدوية حيث:
- يمكن أن تساعد بعض الأدوية على التخفيف من الشعور بالقلق بشكل ملحوظ، ومن الأفضل أن يتم اللجوء لهذه الأدوية في حال تم تجربة جميع الوسائل الأخرى التي تخفف من التوتر والقلق، ويكون اللجوء إلى تناول بعض الأدوية هو الخيار الأخير.
- يوجد بعض الأنواع المعروفة التي تكون المضادة للقلق، ويمكن استخدامها بشكل مستمر مثل بوسبيرون، وعلى الرغم من ذلك فهو ليس فعال كمعظم الأدوية التي تقلل من هذه المشاعر السلبية، يجب الانتظار لعدة أسابيع حتى يتم الحصول على النتيجة المرغوبة ويصبح الدواء فعال.
- قد يؤدي الشعور بالقلق والتوتر والخوف إلى الدخول في الاكتئاب ومعاناته، وفي هذه الحالة يفضل استشارة الطبيب لمعرفة ما يجب فعله، وأخذ الأدوية المناسبة لمعالجة الاكتئاب والتخلص منها بشكل نهائي.
نصائح للتعامل مع القلق والتوتر والخوف
بعد أن تحدثنا عن أفضل دواء للقلق والتوتر والخوف، يجب أن نذكر بعض النصائح التي قد تساعد على التخفيف من القلق والتحكم فيه من خلال تهدئة الجهاز العصبي، وذلك فيما يأتي:
1. محاولة تهدئة الجهاز العصبي باستخدام التنفس العميق
عندما يتعرض الشخص إلى مشاعر سلبية مثل القلق قد يتخذ الإجراء الأول في التنفس بعمق؛ لأنه يساعد الدماغ على إرسال رسالة بأن الجسم في حاجة للاسترخاء، وقد يخلق للجسم شعورًا بالراحة والأمان.
2. الخروج والتمتع باستنشاق الهواء النقي والاسترخاء
يمكن التجول في أحياء المدينة والتمشي بين أرجاء الطبيعة، والمحاولة المستمرة في عدم التفكير في أي أفكار مزعجة، والتفكير بالأفكار الإيجابية التي تجعل الشخص يشعر بالأمان والقبول والفخر.
3. استخدام وسائل الكتابة في التعبير
يمكن استخدام وسائل الكتابة في التعبير عن هذه الأفكار السلبية، وكتابة بعض الجمل القصيرة التي تمنع الأشخاص الشعور بالطاقة والنشاط والإيجابية في الحياة العمومية، وتعتبر أساليب الكتابة أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف، حيث أن يمكن من خلال الورقة والقلم أن يخرج الشخص جميع الأفكار السلبية المتشائمة.
4. مواجهة الخوف
يفضل مواجهة هذا الخوف بالهدوء وعدم القلق أو التوتر، حيث يعتبر بعض الأشخاص الذين يصابون بالقلق والتوتر هم نفسهم الذين لا يستطيعون مواجهة الخوف ويتهربون منه، مما يؤدي في طبيعة الحال إلى زيادة حدة القلق والتوتر.
5. التفكير بالعقل
يمكن لمن يعانون من القلق والتوتر تجربة التفكير بالعقل، لقد أثبتت بعض الأبحاث في علم الأعصاب إلى أن العقلانية أو التفكير بالعقل يساعد الناس على التعامل مع القلق، ويمكن ممارسة ذلك والتمرن عليه من خلال التركيز بشكل متعمد على العواطف بطريقة محايدة، والتركيز على اتخاذ القرارات من العقل.
6. قراءة الكتب المقترحة من كتب علم النفس
تساعد على تخفيف من حدة هذه المشاعر السلبية، قد يمكن أن تحتوي هذه الكتب على وسائل وخدع نفسية أخرى بهدف التعامل مع القلق والتأقلم مع الأجواء مهما كانت صعبة، كما يمكن قراءة بعض المقالات التي تحتوي على أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف.
7. قراءة الأذكار
يمكن الالتزام بقراءة الأذكار بشكل يومي في الصباح والمساء؛ لأنها تعتبر عامل مهم في راحة الصدور، كما يمكن قراءة بعض الآيات القرآنية التي تساعد على راحة القلب وتهدئة النفوس وتساعد على التعايش مع هذا القلق والتوتر دون الإفراط فيهم.
كيف يمكن التفرقة بين القلق والتوتر والخوف من حيث العلاج؟
يختلف القلق عن التوتر والخوف من حيث اختلاف طرق العلاج، ولكن يمكن السيطرة على كل من هذه المشاعر من خلال العلاج النفسي بشكل أساسي، يمكن الخضوع لجلسات نفسية التي تهدف إلى تخفيف حدة المشاعر السلبية بشكل عام، وتعطي طاقة جديدة للجسم وتهدف لزرع الأفكار الإيجابية، كما يمكن أن يكون العلاج هو عامل أساسي في حال عدم وجود فائدة من العلاج بالجلسات.
وفي نهاية هذا المقال، يمكن القول أن يوجد أكثر من طريقة للتعامل مع القلق بشكل كبير، كما يمكن السيطرة علية والتخفيف من حدة هذا الشعور السلبي بأكثر من وسيلة وطريقة، وفي هذا المقال ذكرنا أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف، وذكرنا بعض النصائح التي قد تكون مفيدة لمن يعانون من القلق والتوتر والإفراط في الخوف.