للعادة السرية العديد من الأضرار وهذا الذي يتماشى معها لأنها نشاط شائع، فهي طريقة طبيعية في استكشاف الجسد وللشعور بمتعة، وتحرير التوتر الجنسي الذي يتراكم، فيقوم الناس بها من مختلف الأجناس والخلفيات والأعراق، وهذا بالرغم من تحريم ديننا الحنيف للاستمناء بسبب أضراره الكثيرة، فالإفراط بعمل العادة السرية يمكنه إلحاق الضرر بحياتك وعلاقاتك بشكل كبير، وفي هذا المقال سنعرف أضرار العادة السرية على النفسية وكيف يمكن التخلص من هذه العادة.
العادة السرية
العادة السرية هي تجربة للنشوة الجنسية والتي تنتج من تحفيز المتعة والإثارة الجنسية ذاتياً، وهذا من المفاهيم الشائعة جداً اليوم، فهناك ما يزيد عن 75٪ على مستوى العالم من البالغين الذين اعترفوا بممارستهم للعادة السرية بمرحلة ما في حياتهم حتى لو مرة واحدة كحد أدنى، وجزء من هذه النسبة من المسلمين أيضاً، والعادة السرية عبارة عن أمر للإشباع الذاتي فورياً، ويعرف بكونه تحفيز ذاتي للأعضاء التناسلية بواسطة طريقة جنسية حتى يصل الشخص للنشوة الجنسية.
ويعتبر هذا سلوك شائع للغاية بين النساء والرجال، وهو جزء طبيعي في نمو الأطفال في كلا الجنسين، حيث أن معظم الأطفال يلعبون بأعضائهم التناسلية في سن بين الثانية والسادسة، وبالنسبة للبالغين سيكون مشهد الأطفال بينما يلعبون في أعضائهم التناسلية مزعجاَ للغاية، لأنه يشاهد هذا الفعل من وجهة نظر الكبار، وعلى الرغم من هذا فإن هذا الفعل جزء طبيعي من النمو لأي طفل، فهو عملية استكشاف ذاتي ومعرفة لأجسادهم واكتشافهم لكيفية استجابة أي جزء بجسمهم للمس.
أثناء فرك الطفل لأعضائه التناسلية يشعر بأن الأمر ممتع ولا يعرف بأنه خاطئ، وفي الغالب يتم نصح البالغين للأطفال، وفي الغالب سينتهي الأمر بهذا الطفل إلى الشعور بالقلق والارتباك ويتوقف عن هذه الممارسة، البالغون يتفاعلون مع الطفل بالطريقة التي كان الكبار أو والديهم يتفاعلون بها، حين كانوا يفعلون ذلك ويستكشفون أجسامهم كأطفال، لهذا يستمرون في تحملهم لمشاعر العار تلك، ولم تتح الفرصة لهم مطلقاً للارتياح بحياتهم الجنسية، الأمر بحد ذاته ليس فعلاً جيداً ويتضح هذا بكثير من الأديان بوصفه أنه سيئ، ويعتبر التطور الجنسي أمر وجزء أساسي من تطور ونمو الطفل الطبيعي، تماماً ككون النمو العاطفي والبدني والتعلم وتطور مهارات اللغة أمراً طبيعي.
أضرار العادة السرية على النفسية
تبين الأبحاث أن للعادة السرية أضراراً جسدية بسيطة، لكن يوجد أضرار شائعة لممارسي العادة ومنها بعض من أضرار العادة السرية على النفسية كما سيلي:
1. شعور بالذنب
فمن أضرار العادة السرية على النفسية شعور دائم بالذنب، بسبب المعتقدات الدينية أو الروحية أو الثقافية، وقد تكون ممارسة العادة ليست أمر خاطئ أو غير أخلاقي ببعض الدول، أما بديننا وثقافتنا فمن المخزي للشخص ممارسته للاستمناء.
2. إدمان العادة السرية
من أضرار العادة السرية على النفسية أنه يمكن تطور الأمر عند البعض والوصول إلى الإدمان على العادة، ويمكنك معرفة إذا كنت مدمناً على العادة أم لا إذا كانت تسبب لك ما يلي:
1. تأخر عن الأنشطة اليومية والأعمال الروتينية.
2. تغيب عن المدرسة أو العمل.
3. تفوت أحداثاً اجتماعية هامة.
4. إلغاء خطط مع العائلة والأصدقاء.
3. زيادة في التوتر والشهوة الجنسية

من أضرار العادة السرية على النفسية التوتر، فتكرار الشخص لممارسة العادة وحصوله على لذة ومتعة منها، يجعل الذي يمارسها يفكر فيها بصورة مفرطة، إلى جانب الزيادة في الشعور الجنسي، والذي يؤدي به إلى التركيز بتفكيره في الشهوة الجنسية، لذلك ترتبط أغلب سلوكياته بالجنس، والذي يزيد من مستوى التوتر عنده بصورة عامة.
4. زيادة مستوى القلق
إن تعرض ممارس العادة لأي محفز أو مثير جنسي يضعه ذلك في نوبة من القلق وعدم الراحة حتى يقوم بالاستمناء، وبعد الاستمناء يظهر أضرار العادة السرية على النفسية للبعض فيشعرون بالخجل من أنفسهم، ويجلدون ذاتهم لصعوبة تحكمهم في أفكارهم الجنسية، ومعظم الدراسات أثبتت أن ممارسي العادة السرية دائما ما يعانون مستويات عالية من القلق.
5. قلة احترام الذات
يزيد ضرر العادة السرية حين يشعر الشخص بعدم القدرة على تحكمه بها، أو أن يوقف من سيطرة أي صور جنسية عليه، والذي يؤدي إلى شعور عميق بالتدني والاحتقار لذاته، مما قد يؤثر على جميع أنماط حياته الأسرية، المهنية، والاجتماعية، ويعد هذا من أضرار العادة السرية على النفسية.
6. الانعزال والانطواء
يعتبر من أضرار العادة السرية على النفسية ميل الذي يمارس العادة إلى الخلوة بصورة بالغة، نتيجة للرغبة الملحة بالاستمناء، والذي سيؤدي إلى تفضيل ممارسته للعادة على علاقاته الاجتماعية، والذي يجعله متكيفاً أكثر مع العزلة والبعد عن الاجتماعيات.
7. شعور بالضيق الروحي والفراغ
من أضرار العادة السرية على النفسية لممارسيها شعور زائد بالضيق الروحي والفراغ وعدم وجود أي محفزات أو دوافع.
8. الأرق وصعوبة النوم
يعد الأرق من أضرار العادة السرية على النفسية، ففي بداية الأمر قد تؤدي العادة السرية للنوم والاسترخاء، لكن مع تكرار الممارسة يزيد نشاط العقل لأجل بحثه عن مثير جنسي مناسب حتى يصل الشخص للاستمناء الذاتي، لذا يصبح الشخص أكثر في الانتباه حتى بأوقات نومه، والذي يسبب أرق وصعوبة بالنوم، وفيما بعد يؤدي الأرق إلى إرهاق الشخص ذهنياً ونفسياً بشكل مقلق.
أضرار العادة السرية على النفسية ربما تطغى على حياة الشخص، خصوصاً بمجتمعاتنا العربية، والذي يتم وضع الجنس فيه بإطار شرعي، لهذا قد ينتج عن العادة السرية أن يمارس الشخص سلوكيات محرمة نتيجة لطغيان تفكيره بالجنس عليه، وتلك كانت أضرار العادة السرية على النفسية.
هل يوجد أضرار للعادة السرية على العقل؟
الاستمناء بشكل متكرر يؤثر بلا شك على الدماغ، فيكمن تأثيره في اشتراكه بزيادة نسبة هرمونات معينة بالجسم مثل الإندروفين، الدوبامين وغيرهما، وعلى الرغم من أن هذه الهرمونات تؤدي إلى شعور باللذة والراحة بعد إفرازها ببداية الأمر، لكن الزيادة في إفرازها بنسب كبيرة سيؤدي إلى إجهاد ذهني، بدني، وإرهاق مستمر، والذي يخفض من القدرات الذهنية، فتظهر أضرار واحدة بعد الأخرى، وأضرار العادة السرية على العقل تشمل ما سيلي:
1. ضعف في الذاكرة
يؤدي الارتفاع المستمر لهرمونات معينة بعد العادة السرية خاصة هرمون الدوبامين، والذي له دور هام بعملية الذاكرة إلى تسبب ضعف بالذاكرة للشخص.
2. فقدان بالذاكرة

على الرغم من عدم وجود تأكيدات علمية تبين تسبب العادة السرية لفقدان الذاكرة، لكن يوجد دراسات تؤكد أنه يوجد احتمالية لحدوث هذا نتيجة الاستمناء القهري، فممارسة العادة يومياً بصورة متكررة يحفز إفراز نوعٍ من سيالات عصبية تعرف بالأستيل كولين، هذا الهرمون يتم تحويله بشكل تلقائي بالجسم لأدرينالين ذلك الهرمون المرتبط بالإرهاق والإجهاد، وإذا حدث ارتفاع بمستويات الأدرينالين بشكل عالي ربما ينتج عنه فقدان بالذاكرة.
3. ضعف في التركيز والانتباه
نتيجة لزيادة نشاط المخ وإفراز مستويات عالية غير مشروطة من الهرمونات، تظهر بعض من الأضرار الأخرى على المُخ نتيجة العادة السرية من أهمها ضعف التركيز والانتباه.
4. فقدان الحافز والدافع
فمع إرهاق الشخص جسدياً نتيجة أضرار العادة السرية يفقد ممارسها ومدمنها الحافز والدافع، حيث أن الإرهاق الناتج عن العادة السرية يكون إرهاقاً بدنياً وذهنياً، فيشعر مدمنها بفراغ روحي والذي ينعكس على أداء عقله بالسلب.
يمكن للاستمناء أن يلحق الضرر بعلاقاتك وحياتك، فقد يؤدي إفراطك بممارسة العادة إلى مقاطعة الدراسة والعمل، مما يؤدي إلى الانخفاض في الإنتاجية، وقد يلحق ذلك أيضاً الضرر بعلاقاتك الرومانسية وأصدقائك، فأنت لا تقضي وقتاً كثيراً مع من تحبهم كما اعتدت، وقد لا تهتم بما يحتاجونه، وفي حال كنت قلقاً لاحتمالية إدمانك للعادة، تحدث إلى طبيب مختص عن طرق التقليل من ممارستها، فيمكن أن يساعد العلاج النفسي بإدارة الإدمان، ويمكنك حضور دورات تدريبية حول الاضطرابات الإدمانية لتعرف كيف تعالج الإدمان بأسرع وقت، ويمكنك التقليل من هذا بأن تستبدل العادة بأنشطة مختلفة، وفي المرات القادمة التي قد تشعر بها برغبتك بممارسة العادة جرب ما يلي:
- اذهب وقم بالجري.
- حاول أن تنمي من هواياتك.
- اقض وقت مع أصدقائك.
- اخرج من المنزل للتمشي.
هل يحرم ممارسة العادة السرية؟
العادة السرية من المعروف أنها من المحرمات الكبرى بجميع العالم، والافتقار إلى المحادثات التي تحيط بها هو ما يجعل صعوبة لمعرفة جيل الشباب بذلك بشكل صحيح، فتتسبب قلة المعلومات بضرر للمجتمع أكثر من منفعته، ولكن قد حان الوقت ليتم إجراء تلك المحادثة لنزيل كل الشكوك تماماً.
ما الذي يقوله الشرع عن الاستمناء؟
لا يوجد بالقرآن أو بالحديث آية واضحة بحرمة العادة السرية، لكن يوجد آيات تدل على هذا، القول بحرمة العادة السرية ليس رأيا مطلقاً فيوجد آراء مختلفة لذلك الموضوع، فيحرمه بعض من المذاهب والعلماء، ويكرهه آخرون، وبعضهم يبيحه لكن تحت ظروف معينة، ولكن أغلب العلماء يؤمنون بحرمة العادة السرية وكل ما يتعلق بها.
العادة السرية والإباحية
في الغالب يتضمن ممارسة الشخص للعادة السرية وجود مواد إباحية، وكل ما يرتبط بالمواد الإباحية فهو حرام في ديننا الإسلامي، فقد حرم ديننا الإسلامي جميع الأقوال والأفعال المخزية والبشعة، وتعتبر المواد الإباحية ضمن هذه الأفعال المخزية والبشعة إن لم تكن أبشعهم، وتأتي الأمور المشينة في صور لفظية وأفعال عدة من ضمنها العادة السرية.
كيفية التوقف عن الاستمناء
الاستمناء يعتبر حرام بديننا الإسلامي، فالباحثون المسلمون من قدموا دراسات عنها يدعمونها بدراسات تثبت عدم فائدة الاستمناء لصحة الفرد بالفعل، بل يسبب إدماناً كما ذكرنا سالفاً، وربما تتسبب بتلف كبير بالأعصاب ببعض الحالات، وربما تتساءل كيف تترك العادة السرية، يوجد وسائل عدة تساعدك في الامتناع عن ممارستها، قد تفيدك كما يلي:
1. التمارين الرياضية

فتعتبر التمارين الرياضية من الوسائل الفعالة للخفض من التوتر ولتركيز الطاقة بطريقة إيجابية، فيمكن للأنشطة المختلفة مثل السباحة والجري ورفع الأثقال تقوية جسمك وإطلاق الإندورفين والذي يعزز من الشعور بالراحة، وقد يؤدي شعورك بالاسترخاء والراحة لتقليل رغبتك بممارسة الاستمناء بصورة متكررة.
2. تجنب الإباحيات
حيث يؤدي تعرضك للمواد الإباحية لرغبة بممارسة العادة السرية، فيجب على من يريد التوقف عن العادة أن يتجنب الصور والأفلام والمواقع الإباحية، وإذا تمكن أي شخص من وضع حاجز بينك وبين الإباحيات فيمكن أن يساعدك بالتخلص من تلك العادة، أصبح أمر الوصول للمواد الإباحية الآن من أسهل ما يكون ببضع من الثوان فقط، فيمكن للشخص أن يحاول تقييد الوصول لهذه المواد الإباحية عن طريق برامج مخصصة على جهازه الإلكتروني والتي تقوم بحظر أنواعاً من المحتوى، كالمواد الإباحية، وبالرغم من قدرة الشخص من إلغاء ذلك الحظر لتلك المواقع أو مسحها، إلا أنه بقضاء وقته في القيام بذلك يستطيع استعادة سيطرته على دوافعه ومرور هذه الرغبة.
3. ابق نشطاً
ربما يكون مفيداً للشخص إجادة طرقاً ليشغل وقته لكيلا تثار عنده الرغبة بممارسة العادة، فيمكن لطرق النشاط أن تحل محل الوقت الذي يقضيه بالعادة، فيمكن للشخص التفكير بتعلمه لمهارة جديدة، أو ممارسته لهواية جديدة، مثل تجربته لرياضة جديدة، أو تعلمه للرسم أو هواية أخرى، ويمكن لوضع أهدافٍ جديدة أن يساعد على إعادة الطاقة والتركيز وإيجاد الإثارة بأشياء أخرى، ويمكن أيضاً تحديد الوقت التي تكون عنده الرغبة بممارسة العادة بذروتها ويخطط لأنشطة مختلفة بذلك الوقت.
4. طلب مساعدة متخصصة
في حين كان هناك تأثير سلبي للعادة السرية على حياة هذا الشخص، قد يفيد طلب مشورة أخصائي للصحة العقلية متخصص بالنشاطِ الجنسي البشري، يمكن أن يكون المشكلة الأساسية في مشكلات عقلية كاضطراب الوسواس القهري، فالتحدث مع طبيب أو معالج نفسي يفيد من خلال تعلم استراتيجيات لتعديل السلوك للتمكن من التوقف عن مشكلة الاستمناء.
5. قضاء وقتاً أكثر مع الآخرين
بعض الناس قد يمارسون العادة لشعورهم بالوحدة وفراغهم وعدم وجود شيء آخر لشغل أوقاتهم به، ويمكن لتقليل الوقت الذي يكون فيه بمفرده أن يحد من فرص ممارسته للعادة، ولن يفيد تواجد الشخص مع الآخرين في إبقائه مشغولاً فقط، بل قد يعيد توجيه تركيزه، يوجد طرق عديدة لتقليل العزلة، فيمكن للشخص مقابلة العائلة أو الأصدقاء، أو أن يحضر فصل دراسي، أو ينضم لصالة رياضية ليبقى على اتصال مع الآخرين اجتماعياً.
6. قم بالبحث عن مجموعة داعمة
يمكن للانضمام لمجموعة داعمة أن يساعد في تقليل شعور الشخص بالذنب المرتبط بعملية الاستمناء القهري، فالحصول على الدعم من مجموعة موثوقة من الناس قد يفيد بعض الأشخاص بقمع تلك العادة؛ فيمكن للعثور على مجموعة داعمة أن يمنحهم المساحة التي يحتاجوها ليعبروا عن مخاوفهم وليطوروا من استراتيجيات للتأقلم الإيجابي.
حين يتحدث شخص ما بكل صراحة عما يواجهه من تحديات، يمكن للآخرين أن يساعدوه في الشعور بالراحة؛ فهذا يمكنه التقليل من شعوره بالذنب المرتبط بممارسته لتلك العادة.
معلومات مغلوطة عن العادة السرية
يوجد الكثير من الأفكار المغلوطة عن أضرار العادة السرية كما سنوضح:
- لا تسبب العادة السرية العقم ولا تؤثر على الإنجاب.
- لا يوجد علاقة تربط العادة السرية بالأمراض الجنسية.
- لا تسبب العادة السرية النقص بهرمون الذكورة.
- لا يوجد علاقة بين العادة السرية ومشاكل القذف.
- لا يوجد علاقة تربط العادة السرية وضعف النظر، ظهور حب شباب، أو تساقط الشعر.
وبهذا نكون وصلنا لختام المقال، وعرفنا أضرار العادة السرية على النفسية والعقل، وماهية العادة السرية وكيف يمكن للشخص التخلص منها ورأي ديننا الحنيف في ممارستها ونتمنى لكم صحة تامة نفسية كانت أو عقلية.