أكد يوفنتوس أنه استعاد مكانته في الكرة الإيطالية بعد نجاحه في حسم لقب الدوري المحلي للمرة الثانية على التوالي والتاسعة والعشرين في تاريخه (الـ 31 وفقاً له ولمشجعيه)، وذلك قبل ثلاث مراحل على انتهاء الموسم.
ووضع البيانكونيري الكابوس الذي اختبره في منتصف العقد الماضي خلفه حين جرد من لقب عامي 2005 و2006 بسبب تورطه في فضيحة التلاعب بالنتائج وإنزاله إلى الدرجة الثانية عام 2006 وهو ما أثر على مستواه بعد عودته الموسم التالي بين الكبار بسبب رحيل عدد كبير من نجومه.
واكتفى اليوفي بلعب دور المتفرج بعد عودته إلى السيري أ إذ شاهد إنتر يتوج باللقب خمس مرات متتالية (اللقب الأول عام 2006 ورثه بسبب معاقبة يوفنتوس) ثم انتقل اللقب عام 2011 إلى القطب الآخر لمدينة ميلانو أي ميلان.
لكن فريق السيدة العجوز وبقيادة لاعب وسطه السابق أنتونيو كونتي تمكن من نفض غبار "الكالتشيوبولي" عنه ليحرز اللقب الموسم الماضي للمرة الأولى (رسمياً) منذ 2003 ثم اتبعه هذا الموسم بلقبٍ ثانٍ عزز من خلاله موقعه كأكثر الأندية فوزاً بالسكوديتو (29 لقباً مقابل 18 لكلٍ من ميلان وجاره إنتر).
وبعد أن فرض اليوفي سطوته على الدوري وجب عليه أن يفكر الآن في التمدد قارياً من خلال المنافسة على لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وقد حقق يوفنتوس تقدماً ضخماً في هذه المسابقة خلال الموسم الحالي، إذ نجح في الوصول حتى ربع النهائي قبل أن يتوقف مشواره على يد بايرن ميونخ الألماني بالخسارة أمامه ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 0-2، مع أنه قدم أداءً قوياً ولم يخسر البتة في دور المجموعات ودور الـ 16، أي بما مجموعه 8 مباريات أوروبية مع فرق مثل تشلسي حامل اللقب وشاختار دونيتسك وسيلتك.
صحيح أن يوفنتوس لا يصل إلى مستوى ريال مدريد أو مانشستر يونايتد الإنكليزي من ناحية الإمكانيات المادية، لكن وضعه المادي جيد ويسمح له بتعزيز صفوفه والاستعانة بلاعبين قادرين على جعله يستعيد موقعه القاري مجدداً.
ومن المؤكد أنه سيكون من الصعب على إدارة النادي إيجاد لاعبين من طراز نجوم التسعينات مثل الفرنسي زين الدين زيدان أو روبرتو باجيو وجيانلوكا فيالي وفابريتسيو رافانيلي وكونتي والبرتغالي باولو سوزا وتشيرو فيرارا والفرنسي الآخر ديدييه ديشان وبالطبع أليساندرو ديل بييرو.
لكن بإمكان هذه الإدارة برئاسة أندريا آنييلي أن تجد على الأقل لاعباً واحداً من الطراز الرفيع، أي “الصنف” الذي لم يعد موجوداً بكثرة في الدوري الإيطالي بعد هجرة أغلب النجوم إلى إسبانيا وإنجلترا والآن فرنسا مع باريس سان جيرمان أو حتى ألمانيا التي بدأت أنديتها وخصوصا بايرن ميونخ تخرج عن سياسة التقشف وتسرف في الإنفاق.
ونجح البيانكونيري بالفعل في تأمين خدمات المهاجم الإسباني فرناندو يورينتي الذي سيدافع عن ألوانه بدءاً من الموسم المقبل، ويتمثل التفكير الآن بتعاقدات أخرى في خط المقدمة مثل الأرجنتيني غونزالو هيغواين والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش حتى يعوض الفريق قصوره في هذه الناحية.
