لا شك أن أرضيات ملاعب ويمبلدون العشبية لم تعد تلك الأرض الخضراء المحببة إلى النفس بالنسبة لرافاييل نادال بل لعلها باتت كالأرض القاحلة بعدما خسر فيها للعام الثاني على التوالي بطريقة مفاجئة على يد منافس متواضع قدم أهم مباراة في مسيرته.
وبعد عام من الفوز المفاجئ للتشيكي لوكاس روسول على نادال الحاصل على 12 لقباً في البطولات الأربع الكبرى خلال الدور الثاني من ويمبلدون، واجه النجم الإسباني انهياراً آخر على يد البلجيكي ستيف دارسيس في الدور الأول وبطريقة مهينة بواقع 7-6 و7-6 و6-4.
وعلى الأقل، نجح نادال في موقعة العام الماضي بالحصول على مجموعتين، لكن دارسيس المصنف 135 عالمياً قهر "ملك الملاعب الترابية" الذي يعد الأشرس مقاومة في بطولات المحترفين بطريقة بالغة السهولة.
وأنهى دارسيس البالغ من العمر 29 عاماً القادم من لييج والملقب بسمكة القرش المباراة بإرسال ساحق ليعيد نادال إلى موطنه في مايوركا بهزيمة من الدور الأول في إحدى البطولات الأربع الكبرى للمرة الأولى.
ومثلت هزيمة نادال المصنف الخامس انتكاسة للبطولة، لكنها صبت في مصلحة السويسري روجيه فيدرر المدافع عن اللقب والذي كان المنطق سيفرض عليه مواجهة نادال في ربع النهائي.
ولم يخسر فيدرر الذي يسعى للحصول على لقب ثامن في البطولة أي مباراة في الدور الأول للبطولات الأربع الكبرى منذ فرنسا المفتوحة 2003، ولم يواجه أية مشاكل في مباراته بالملعب الرئيسي ليسحق الروماني فيكتور هانيسكو خلال 68 دقيقة.
وبعد الهزيمة أمام روسول العام الماضي، غاب نادال سبعة أشهر عن الملاعب قبل أن يعود في فبراير الماضي.
وكانت عودته رائعة إذ أحرز سبعة ألقاب في تسع بطولات شارك فيها، بينها بطولة فرنسا المفتوحة هذا الشهر حين أصبح أول لاعب يفوز بلقب واحدة من البطولات الأربع الكبرى 8 مرات.
لكن نادال لم يشارك في أية بطولة على الأراضي العشبية هذا الموسم بعد انسحابه من بطولة هاله وبدا بعيداً عن مستواه العالي أمام دارسيس الذي استغل الفرصة بأفضل شكل ممكن.