أثارت القرارات الفنية الأخيرة لمدرب منتخب البرازيل كارلو أنشيلوتي موجة من الجدل في الأوساط الرياضية، حيث تركزت الأنظار على كيفية التعامل مع نجم نادي برشلونة رافينيا مقارنة بزملائه في المنتخب، مما فتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة البدنية للاعبين تتم بشكل متوازن وعادل.
مباراة في "مقبرة اللاعبين" تشعل الأزمة
بدأ الجدل بشكل واضح بسبب مباراة البرازيل ضد بوليفيا في لاباز، ضمن تصفيات كأس العالم. فملعب "هيرناندو سيليس" يُعرف عالميًا بأنه أحد أصعب الملاعب للعب كرة القدم، حيث يقع على ارتفاع يتجاوز 3,600 متر عن سطح البحر.
هذا الارتفاع الشاهق يسبب نقصًا حادًا في الأكسجين، مما يعرض اللاعبين لإرهاق شديد ومخاطر صحية، وهو ما يدفع معظم المنتخبات الزائرة إلى إراحة نجومها الأساسيين.
لكن قرار الدفع برافينيا، الذي يعد ركيزة أساسية في خطط ناديه برشلونة، للمشاركة في هذه الظروف المجهدة، مع الإشارة إلى أن المنتخب البرازيلي ضمن تأهله للمونديال بالفعل، اعتُبر من قبل الكثيرين قرارًا محفوفًا بالمخاطر وغير حكيم من منظور الإدارة البدنية للاعبين المحترفين.
مقارنات تزيد من حدة الانتقادات
ازدادت حدة الانتقادات عند مقارنة وضع رافينيا بوضع لاعبين آخرين، وتحديدًا نجوم ريال مدريد. فبينما تم التعامل بحذر شديد مع إيدير ميليتاو، وهو أمر مفهوم ومنطقي نظرًا لعودته من إصابة خطيرة، فإن المفاضلة بين رافينيا ورودريغو كانت هي محور الجدل.
وتساءل المحللون عن منطقية استهلاك لاعب حيوي لناديه مثل رافينيا في مباراة عالية الخطورة بدنيًا، بينما يتمتع لاعبون آخرون، لا يشاركون بنفس القدر من الانتظام مع أنديتهم، بفرصة للراحة. هذا التباين في التعامل أثار شكوكًا حول وجود معايير مزدوجة في الاختيارات.
هل هي قرارات فنية أم حسابات أخرى؟
في حين يميل بعض المشجعين إلى تفسير الأمر على أنه نابع من حسابات تتعلق بالمنافسة الشرسة بين برشلونة وريال مدريد، تشير المصادر الموثوقة إلى أن التفسير الأكثر واقعية يكمن في القرارات الفنية للجهاز التدريبي.
قد يرى أنشيلوتي في رافينيا سمات فريدة مثل الروح القتالية العالية والانضباط التكتيكي، مما يجعله خيارًا مفضلاً في المباريات الصعبة التي تتطلب تضحية بدنية.
ومع ذلك، فإن هذا التقدير الفني لا يعفي الجهاز التدريبي من مسؤولية الحفاظ على سلامة لاعبيه وتجنب إرهاقهم، خاصة وأن الموسم لا يزال طويلاً وشاقًا مع أنديتهم.