انتشرت حظائر المواشي في الساحات العامة وأطراف الشوارع الرئيسة وبعض المناطق المخصصة للاضاحي استعدادا لعيد الأضحى المبارك، فيما يشهد سوق الأضاحي ركودا كبيرا وقلة في الطلب على المواشي البلدية نتيجة للارتفاع الكبير في أسعارها.
المفرق
ففي المفرق يشهد سوق الاضاحي ارتفاعا ملحوظا في الاسعار ما يجعل غالبية الشرائح الفقيرة محرومة من اداء الشعيرة الدينية بسبب غلاء اللحوم البلدية ووصولها الى أسعار قياسية تصل الى250 دينارا واكثر.
وخلال جولة للدستور في بعض مناطق المفرق الغنية بالثروة الحيوانية فان الطلب على الابقار والابل هو الاقل بين المواشي نظرا لارتفاع اسعارها حيث وصل سعر الابل من عمر خمس سنوات فما فوق من 2000 - 2500 دينار أما رأس البقر والعجل عمر سنتين فأكثر فوصل سعره من 600 - 1100 تقريبا وحسب مربي المواشي واصحاب الحظائر المنتشره فانه من المتوقع ان يصل سعر الخاروف البلدي عمر سنه ووزنه ( 50 - 60 ) كيلو قائما الى300 دينار تقريبا.
ورجح مراقبون في الشأن الاقتصادي الزراعي ان ارتفاع اسعار الاضاحي البلدية الى ما يزيد عن 250 دينارا كحد ادنى بسبب قرار الحكومة مؤخرا بفتح باب تصدير الخراف الى السعودية، واعتبروا أن سياسات التصدير ستحمل المستهلك المزيد من الاعباء المالية وتؤثر في الحلقة التسويقية لافتين ان الاسعار سترتفع الى حدود غير مسبوقة مع اقتراب حلول عيد الاضحى.
من جانبهم توقع تجار ومربو ماشية ان تشهد اسواق الاضاحي اقبالا ضعيفا وان يكون الشراء ضعيفا وأرجعوا ذلك الى ارتفاع الاسعار وصعوبة الاوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون وان يتخطى سعر الخاروف البلدي حاجز ال 300 دينار. وارجع تجار لحوم ارتفاع اسعار الخروف الى تصدير المواشي البلدية الى الخارج وبكميات كبيرة، مبينين انهم متضررون من عمليات التصدير التي تسببت في اضعاف الحركة الشرائية على اللحوم البلدية وابتعاد المواطن عنها لعجزة على الاقبال نتيجة ارتفاع اسعارها.
ويقول ابو ابراهيم احد تجار الاغنام ان هناك زيادة في اسعار الاضاحي في هذا العام عما كانت عليه في العام الماضي عازين ذلك الى احتكار تجار اللحوم سواء البلدية او المستوردة الى جانب تصدير كميات كبيرة الى الخارج. ووصف مواطنون غلاء اضاحي العيد بالفاحش وغير المبرر ،واضافوا ان المتضرر الوحيد في ذلك هو المستهلك صاحب الدخل المحدود حيث ان التجار الكبار وأصحاب الشركات يحتكرون الخراف البلدية حيث قاموا بشرائها بكميات هائلة قبل اشهر من صغار المزارعين لتصديرها والتحكم بالسوق المحلي ورفع اسعارها ماجعل غالبية الاسر وخاصة الفقيرة وذوي الدخل المحدود من تعليق الاضحية وحرمانهم من اداء هذه الشعيرة الدينية.
من جانبه ذكر مساعد الامين العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة المهندس فيصل العرقان « للدستور « بأن اعداد الاغنام البلدية المنتجة خلال العام الحالي تقدر ب ( 480) الف رأس من الذكور تم تصدير حوالي (275) الف رأس وذبح حوالي (90) الف رأس . واشار ان عدد الماشية المتوقع بيعها خلال فترة عيد الاضحى تقدر بحوالي (115) الف رأس، مبينا أنه تم استيراد (222) الف رأس غنم من رومانيا وجورجيا ومولدافيا واستراليا بمجموع كلي حتى الان نحو ( 337 ) الف رأس ونحو (41) الف رأس ماعز من سوريا.
وبين أن أعداد الاضاحي المتوفرة حاليا يفوق احتياجات السوق الاردني من الاضاحي، لافتا انه تم توفير الاضاحي في أسواق المؤسستين المدنية والعسكرية باسعار مناسبة للجميع وبأوزان واسعار مختلفة تتراوح مابين 110 دنانير – 160 دينارا حسب الوزن وبلد المنشأ اضافة الى فتح محطات بيع من خلال القطاع الخاص في امانة عمان وضواحيها وتم تحديد اماكن مخصصة للبيع بالتنسيق مع امانة عمان كذلك الحال في باقي محافظات المملكة بهدف توفير الاضاحي وباسعار مناسبة تتوافق مع كافة الدخول لشرائح المجتمع اضافة الى توفر الاضاحي البلدية بأسعار ضمن المعدل الطبيعي. وأكد العرقان على خلو كافة الاضاحي المستوردة من الخارج من الامراض والعيوب وانها صحية وسليمة وتخضع للشروط الواجب توفرها عند الاستيراد ، مشيرا الى حرص الوزارة على توفير الاعداد الكافية من الاضاحي لتكون في متناول الجميع وبأسعار مناسبة داعيا المواطنين الى التريث وعدم التهافت على الشراء مايسهم في خلق اجواء تنافسية غير مبررة في ارتفاع الاسعار وتأثر المستهلكين.
ويشهد محجر بيطري المفرق نشاطا ملحوظا من خلال استقباله اليومي لعشرات الشاحنات المحملة بالخراف الاردنية والتي يتم الحجر عليها لمدة 21 يوما تخضع خلاله الى فحوصات للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري ليتم بعد ذلك شحنها من المحجر البيطري الى السعودية والكويت وقطر. وقال مدير محجر بيطري المفرق الدكتور حسين الزيود « للدستور» ان المحجر يستقبل كميات كبيرة من الخراف الاردنية من مختلف محافظات المملكة والتي يتم حجرها واخضاعها لرقابة وفحوصات عديدة من قبل الاطباء والممرضين البيطريين قبيل شحنها الى خارج الاردن مثلما يتم شحن كميات كبيرة من تلك الرؤوس التي أنهت فترة الحجر لدى المحجر البيطري الى الجهات المتعاقد عليها حيث تعتبر السعودية والكويت وقطر اهم المقاصد لتلك الخراف نظرا لجودة الخراف الاردنية.
واضاف الزيود ان معدل التصدير اليومي للخراف الاردنية يصل الى 1500 راس ، لافتا ان امس شهد شحن 4000 راس الى مختلف دول الخليج العربي في حين تشير القيود ان شهري ايلول وتشرين الاول شهدا تصدير 81 الف راس . ولفت الزيود ان فارق السعر بين ثمن الاضحية « الخروف» في الاردن عنه في السعودية وقطر والكويت هو 10 دولارات وانه يتم شراء الخاروف الواحد بالجملة من الاردن بدءا من 200- 250 دينارا وان هذا السعر يعتبر مرتفع جدا بنظر العديد من المواطنين لذلك يعزفون عن الشراء وتجدهم يقبلون على شراء المستورد نظرا لتدني اسعاره والتي تتراوح ما بين 160-180 دينارا.
من جانبه اكد مدير زراعة المفرق المهندس عوني شديفات ان هنالك شقين بالمعادلة هما المواطن ومربي الماشية وكلا الطرفين يهمنا، مبينا ان قرار فتح التصدير فيه مصلحة للمزارع كذلك يتم تعويض المواطن بشكل دائم من خلال توفير لحوم وخراف مستوردة وباسعار تناسب مداخيلهم.
معان
واكد مواطنون في معان ان العام الحالي سجل ارتفاعا كبيرا ونوعيا في اسعار الاضاحي اعتبروه غير مبرر وغير معقول حيث تتجاوز هذه الاسعار امكانيات المواطنين وقدراتهم الشرائية. ويشكل شراء اضحية العيد امنية كبيرة للمواطنين انطلاقا من الاهمية والقيمية الدينية لهذه السنة المباركة فيما يحول ارتفاع اسعار الاضاحي دون تمكن الكثير منهم من شراء الاضحية والتقرب بها الى المولى عز وجل. ويشهد سوق الاضاحي في محافظة معان عزوفا ملحوظا وكبيرا في مناطق المحافظة المختلفة في ظل الالتزامات المادية التي ألقت بثقلها على المواطنين في موسم العيد ومتطلباته الاسرية والاجتماعية المتعددة و محدودية دخولهم.
وتتجاوز اسعار الاضاحي على اختلاف انواعها في الاسواق المحلية في محافظة معان مبلغ 200 دينار فيما تصل اسعار بعضها الى 300 دينار ما يشكل عبئا ماديا ثقيلا على الراغبين في شراء الاضحية. وعلى الرغم من ازدحام بعض اسواق المواشي في المحافظة بالمواطنين الا ان شراء اضحية للعيد ما زال دون مستوى توقع تجار المواشي ورغبة المواطنين الذين يضطر كثير منهم للعودة دون تمكنه من شراء اضحية العيد بسبب اسعارها المرتفعة والتي لا تتوافق مع دخولهم ويثير ارتفاع اسعار الاضاحي في المحافظة الكثير من التساؤلات لدى المواطنين الذي بدوا غير مقتنعين بالمبررات التي كثيرا ما يسوقها تجار المواشي ويحملون الحكومة مسؤولية هذه الاسعار وبخاصة فيما يتعلق بالاعلاف وارتفاع اسعارها وارتفاع كلف تربية الاغنام بشكل عام.
ويؤكد مواطنون ممن التقتهم «الدستور» ان اسعار المواشي التي كانت سائدة الى وقت قريب قبل موسم العيد كانت مقبولة الى حد ما غير ان هذه الاسعار ارتفعت بشكل كبير ومفاجئ مع اقتراب موعد عيد الاضحى المبارك ودون أي مبررات مقنعة. وعزا مواطنون ارتفاع اسعار الاضاحي الى مزاجية تجار المواشي والذين باتوا كغيرهم من تجار السلع التجارية الاخرى يتحكمون بقوت المواطن في ظل تعويم الاسعار وغياب الرقابة الفعلية على الاسواق التجارية المختلفة. من جانبه أكد مدير عام المؤسسة الاستهلاكية المدنية عمر النعيرات ان المؤسسة بصدد توفير اضاحي بلدية في معان ومحافظات الوطن الأخرى في الايام القليلة المقبلة متوقعا ان يكون سعر الاضحية بحدود 165 دينارا. وقال ان المؤسسة خصصت ساحة لعرض الاضاحي في مستودعات التموين بالقرب من مديرية الصناعة والتجارة في معان.
جرش
وحددت بلدية جرش الكبرى عددا من المواقع والساحات في المناطق التابعة لها لغايات عرض الاضاحي امام القوى الشرائية واستخدامها كمركز لممارسة بيع وشراء الاغنام والضان والابقار والابل والتي تشهد رواجا واسعا هذه الايام. وقال مدير البلدية المهندس اكرم بني مصطفى ان البلدية اتخذت قرارا بهذا الشأن لتمكين المواطنين الراغبين في شراء الاضاحي الحصول عليها في امكان محددة والحد من معاناتهم في عمليات التجوال على المناطق للبحث عنها ومنها موقع سوق الخضار القديم وبجانب متنزه البلدية في جرش وقرب مسجد النور في سوف وقرب المقبرة الاسلامية في دير الليات والكفير وفي مقبلة بساحة الدوار.
وقال بهدف الحفاظ على البيئة المحلية وعدم الاضرار بها جراء مخلفات الاضاحي فان مسلخ البلدية سيكون مفتوحا طيلة ايام العيد لاي مواطن يرغب باستخدامه لذبح اضحيته مجانا. وناشد المواطنين في كافة المناطق التابعة للبلدية ذات التجمعات السكانية الكبيرة لاسيما سوف والكفير ودير الليات والرشايدة استخدام الساحات الكبيرة لغايات عرض الاضاحي والابتعاد عن ساحات بيوت العبادة حفاظا على بيئتها. من جانبه اوضح مدير الصحة الدكتور احمد الشقران ان الشروط الصحية الخاصة بهذا الموضوع واضحة وتمنع اقامة الحظائر داخل مناطق التنظيم وبحيث تكون بعيدة عن التجمعات السكانية، اضافة الى تحديد المواقع الخاصة بها من قبل المجالس البلدية وتتضمن تقديم تعهد خطي من قبل التجار بازالة فضلات الحيوانات ورش الموقع بالمبيدات اللازمة، وأكد فاعلية الرقابة الصحية على كافة المواقع لاسيما في هذه الفترة ورفع التقارير بها الى الحكام الاداريين لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المخالفين.
هذا وشهدت الاسواق المحلية حركة نشطة في عرض الاضاحي ويقوم البعض من التجار بالتجوال بها على القرى بوساطة حافلات نقل خاصة فيما يلجأ البعض الاخر في القرى والتجمعات السكانية الكبيرة الى عرضها في الاسواق بشكل مباشر وامام المساجد. ووصف المواطنون حركة الاقبال على شراء الاضاحي لهذا الموسم بانها ما زالت محدودة جدا بسبب ارتفاع اسعارها الكبير والذي حد من قدرة الراغبين بالتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى في العيد.
واكدوا أن ثمن الأضحية ارتفع هذا العام الى الضعف مما كانت عليه في العام الماضي الامر الذي تعجز فيه الشريحة الواسعة من أبناء المجتمع توفير المبلغ اللازم لشرائها فيما انحسر شراء الاضاحي على ميسوري الحال الذين يغدون محدودين مع الشريحة الاوسع في المجتمع حيث تراوح سعر الاضحية بين 250 الى 290 دينارا الامر الذي دفع بالراغبين بشراء الاضاحي للتوجه الى اسواق الخراف المستوردة والتي ترواحت اسعارها بين 140 الى 180 دينارا .