شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة تفاعل واسعة عقب منشور جديد للفنانة السورية سلاف فواخرجي، التي اختارت الرد بهدوء وحزم على الإساءة اللفظية التي طالتها في الآونة الأخيرة، مقدّمة رؤية واضحة حول مفهوم الهجوم اللفظي وكيفية التعامل معه.
فواخرجي أعادت طرح الموضوع عبر رسالة مطوّلة كتبتها على منصة "إكس"، حملت فيها موقفًا مباشرًا دون مواربة، حيث أوضحت أن الشتائم – مهما تعددت مصادرها – لا تمسّها شخصيًا بقدر ما تعكس صورة أصحابها، مشيرة إلى أن الكلمات القاسية لا تعبّر سوى عن مستوى الوعي والأخلاق لدى من يطلقها. وأضافت أن البعض يقتنص أخطاء غيره دون أن يظهر بمظهر "المنتصر المتعالي بأخلاقه"، مؤكدة أن النقاء الأخلاقي لا يقاس بالحديث عنه، بل بالسلوك وبطريقة التعامل مع الخلافات.
وتوقفت الفنانة عند سؤال مفصلي حول سبب كثافة الهجوم الموجّه إليها، متمنّية لو أن هذه الطاقة في الخصومة صُبّت في اتجاه آخر، وخصّت بالذكر إسرائيل، معتبرة أن تحويل الغضب نحو الخصم الحقيقي يحقق شكلًا من الانتصار المعنوي الذي لا يقل قيمة عن غيره، إلا أن كثرًا – بحسب تعبيرها – لا يدركون معنى هذا الانتصار ولا أهميته.
وفي ختام رسالتها، دعت فواخرجي إلى تبنّي خطاب أكثر رقيًا، لافتة إلى أن السمو الأخلاقي يشكّل خطوة أولى وأساسية لتجاوز اجترار الندم والحسرة في النقاش العام، مؤكدة أن الحوار القائم على الاحترام قادر على صنع مساحة أوسع للتفاهم.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات حديثة لنقيب الفنانين السوريين مازن الناطور خلال لقائه في برنامج "وبعدين" مع الإعلامية رابعة الزيات، حيث تطرّق إلى ملف فصل فواخرجي من النقابة وما أثاره من سجال. الناطور أوضح أن قرار الإقصاء لا يحمل أبعادًا شخصية، بل يرتبط بقرارات نقابية وإدارية، معتبرًا أن الفنانة "أساءت لنفسها قبل جمهورها"، لكنه شدد في المقابل على تقديره لمكانتها الفنية والإنسانية. وأضاف أن تأثير القرار معنوي بالدرجة الأولى، وأنه لا يرى ما يدعوه للندم رغم الخلاف الحاصل.
وبين رسالة الفنانة وردّ النقابة يبقى الملف مفتوحًا على قراءة الجمهور، فيما تتواصل النقاشات حول حدود الاختلاف، وأثر الكلمة، وموقع الأخلاق في الحضور الفني والإعلامي.

