البرفسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بالضفة الغربية أن "اسرائيل" تقوم ومنذ فترة طويلة بعمليات تدريب وتزويد بالأسلحة للمسؤولين في منطقة جنوب السودان .
ونق موقع اخبار فلسطين عن قاسم " أن "اسرائيل" إذا ما شعرت يوما أن من مصلحتها تحريض الجنوب السوداني نحو المطالبة بتقليص كمية المياه الواصلة لمصر عبر نهر النيل, فهي قادرة على ذلك وستقوم به فورا.
وأشار إلى أن حكومة مصر ليست متيقظة للأمر وليست معنية, معللاً : " لأن النظام الحاكم في مصر يعتمد الآن بشكل كامل على الولايات المتحدة الأمريكية في تأمين مياه نهر النيل وهو لا يحسب للمستقبل". ,
وحذر قاسم مصر من مغبة اعتمادها الكلي على أمريكا , مشيرا إلى أن " أي تغيير سياسي في مصر لا يتوافق مع السياسة الأمريكية سيؤدي قطعا إلى مشاكل كبيرة لمصر ومن بينها مشكلة جلب المياه من نهر النيل", وأضاف :" هناك مشاكل موجودة حاليا في مصر وهي لا تخفى على احد لكن أمريكا هي من يتولى الأمر وتقوم بالسيطرة عليها" .
وأوضح أن منطقة جنوب السودان ستضاف الى الدول المنازعة لمصر على مياه نهر النيل , وأن أمريكا قادرة في أي وقت على التحريض ضد مصر, مؤكدا في ذات الوقت أن " مصر لا تعتمد على قوتها ولا على صداقاتها مع الغير, بل أصبحت جزء من الأفلاك الأمريكية تدور حيثما دارت."
وفي سؤاله عن مصلحة "اسرائيل" من التجسس على مصر وهي ترتبط بها باتفاقية "كامب ديفيد" , قال قاسم : "اسرائيل" تتجسس على الجميع, فهي تتجسس على حليفتها الأولى أمريكا , فاليهود لا يثقون بأحد هكذا هي تعاليم التوراة لديهم, وهذا ما تعلمناه من تجاربنا معهم, فهم سيستمرون في جمع المعلومات أينما توفرت".
وبيّن البرفسور عبد الستار أن البلدان العربية في محصلتها لا تمثل إلا غربالا للمخابرات الصهيونية , وأن كثيرا من الرؤساء والقيادات العليا العربية في نهاية المطاف هم "عملاء" لـ(إسرائيل).
وبخصوص القمة المصغرة التي جرت مؤخرا في السودان بحضور الرئيس المصري حسني مبارك و الزعيم الليبي معمر القذافي والتي جاءت كمحاولة واضحة, لإحداث تغيير في المواقف المتخذة داخل السودان, أكد قاسم أن :" لا مبارك ولا القذافي هم أصحاب قرار في أمر الانفصال , فهؤلاء عبارة عن أدوات, والأدوات لا تحل المشاكل, بل يتم استعمالها عند حاجتها, بالتالي لن يغيروا من الأمر شيئا".
وشدد البرفسور قاسم أن "إسرائيل" تسعى من وراء دخولها السودان الى تمزيق الوطن العربي, مشيرا إلى أن" اي فرصة تتاح لـ"اسرائيل" لإضعاف الوطن العربي ولتحقيق مصالحها الشخصية , لن تتأخر ابدا في استغلالها.
ودعا قاسم البلدان العربية الأخرى إلى أخذ العبرة , محذرا :" أن "اسرائيل" تدخل اليوم الى السودان, وغدا ستدخل لمناطق أخرى غيرها , فـ"اسرائيل" تسعى دوما الى استنزاف طاقات الغير وجعل الوطن العربي مشغولاً في همومه الداخلية".كما قال.
يذكر أن السودان سيجري في التاسع من الشهر المقبل استفتاءً عاما سيقرر مصير الجنوب السوداني, وسيلقي بظلاله على كافة أرجاء البلد.
