ليبيا تؤكد احباط محاولتين لتحرير المعتقلين السويسريين بالقوة

تاريخ النشر: 23 يونيو 2010 - 06:39 GMT
رجل الاعمال السويسري رشيد الحمداني (يسار) وزميله ماكس غولدي في السفارة السويسرية في طرابس في 9 كانون الاول/ديسمبر 2009
رجل الاعمال السويسري رشيد الحمداني (يسار) وزميله ماكس غولدي في السفارة السويسرية في طرابس في 9 كانون الاول/ديسمبر 2009

اكدت مصادر ليبية أن طرابلس أحبطت على الأقل محاولتين عسكريتين سعت خلالهما سويسرا لتحرير اثنين من مواطنيها اعتقلتهما ليبيا.

وكانت ليبيا اعتقلت المواطنين السويسريين عقب حادث توقيف سلطات مدينة جنيف السويسرية في صيف 2008 هانيبال نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وأسرته على خلفية شكوى من عاملين لديه بتعرضهما للتعذيب.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها الأربعاء إن ليبيا اضطرت بعد ذلك إلى نقل المعتقلين السويسريين رشيد حمداني وماكس غولدي إلى مكان سري وآمن لإفشال المحاولات السويسرية، مشيرة إلى أن السلطات الليبية حصلت على معلومات استخباراتية بشأن ذلك.

وأوضحت المصادر التي كانت تعقب للصحيفة على اعتراف أكثر من مسؤول سويسري بمحاولات حكومته إنقاذ مواطنيها وتحريرهما باستخدام القوة العسكرية من دون علم السلطات الليبية، أن طرابلس كانت على علم بفحوى هذه المحاولات، وأنها اتخذت إجراءات وتدابير أمنية مشددة لإحباطها.

ومع أن المصادر رفضت الرد على أسئلة الصحيفة حول ما إذا كان مصدر هذه المعلومات الاستخبارية جهاز المخابرات الليبية أم أجهزة أخرى صديقة، فإنها أكدت في المقابل أن العقيد القذافي كان على اطلاع أولا بأول بنوايا سويسرا لتحرير مواطنيها باستخدام القوة العسكرية.

وكانت صيحفة سويسرية افادت ان سويسرا قد تكون حاولت اربع مرات تحرير مواطنيها اللذين احتجزا في ليبيا، لكنها تخلت عن ذلك في النهاية بعد ان وجدت انها محاولة محفوفة بمخاطر كبيرة.
وذكرت صحيفة لا تريبون دي جنيف دون توضيح مصادرها، ان "عدة مصادر تؤكد ان السلطات السويسرية درست هذا الاحتمال (تهريب) وانها اصدرت مرتين تفويضا عسكريا لتنفيذه".

واوضحت الصحيفة ان المحاولة الاولى قد تكون تمثلت، مع بداية احتجاز رجلي الاعمال السويسريين غولدي وحمداني.
وبعد ذلك، تم الاعداد في كانون الاول 2008 لتهريبهما الى الجزائر. لكن برن عدلت عن ذلك لانها رفضت شروط الجزائر التي طلبت ترحيل المعارضين السياسيين الجزائريين من سويسرا.
اما المحاولة الثالثة، فقد تمثلت في اخراج رجلي الاعمال عبر النيجر والرابعة تهريبهما بحرا باستخدام غواصة، كما اضافت الصحيفة. وردا على سؤال الصحيفة بشأن امكانية اللجوء للخيار العسكري، قالت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي انه "عند حدوث ازمة لا يمكن استبعاد اي خيار"، دون مزيد من التوضيح.