قال مسؤولون وسكان محليون يوم الخميس ان الخلافات بشأن عملية السلام المتداعية في دارفور فجرت حوادث عنف في مخيمات النازحين السودانيين وتسببت في مقتل ثمانية اشخاص واصابة عشرات بحراح في هذه المنطقة الواقعة بغرب السودان.
وأكدت بعثة حفظ السلام المختلطة من قوات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) مقتل ثلاثة اشخاص مساء الاربعاء في بلدة زالنجي في غرب دارفور بعد معارك بين نازحين يعارضون محادثات السلام واخرين يؤيدونها.
وقال اثنان من السكان لرويترز ان المعارك نشبت مرة اخرى في مخيم كلمة في جنوب دارفور وتسببت في مقتل خمسة اشخاص.
والانقسامات شديدة بشأن محادثات السلام التي تعقد في دولة قطر ولم تحقق تقدما يذكر في غياب جماعتي التمرد الرئيسيتين. وكان وسطاء احضروا اكثر من 400 من ممثلي المجتمع المدني الى الدوحة من أجل المحادثات لكن المعارك تفجرت بعد ان عادوا الى دارفور.
وقالت يوناميد في بيان "وردت انباء مفادها ان ثلاثة اشخاص من الانصار او الاعضاء لحركة التحرير والعدالة التي وقعت في الاونة الاخيرة اتفاق هدنة مع الحكومة السودانية ... قتلوا أمس ... في زالنجي."
وقالت يوناميد ان السلطات الحكومية اعتقلت اربعة اشخاص يشتبه بقتلهم الرجال الثلاثة اعضاء حركة التحرير والعدالة وهي تحالف جديد للمتمردين والجماعة الوحيدة التي تتفاوض مع الحكومة.
وكان متمردو دارفور اتهموا الخرطوم بالاغارة على مخيم زالنجي يوم الاربعاء.
ولا يشارك في محادثات الدوحة جماعتا التمرد الرئيسيتان في دارفور وهما جيش تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد محمد النور وحركة العدل والمساواة.
ونشبت اضطرابات ايضا في مخيم كلمة يوم الخميس وهي المرة الثانية في اسبوع التي يعصف فيها العنف بالمخيم الذي يأوي مئة الف من سكان دارفور.
وقال صلاح الدين عبد الله حسن الذي حضر محادثات الدوحة لرويترز من المخيم "قتل خمسة اشخاص من عائلتي وهناك الكثير من الجرحى."
وكان مخيم كلمة والمخيمات حول زالنجي عادة معاقل لجيش تحرير السودان.
ويؤكد اشتداد حوادث العنف انهيار الامن والنظام في المنطقة الشاسعة على الرغم من وجود قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) وهي أكبر قوة لحفظ السلام تمولها الامم المتحدة في العالم.
وقالت يوناميد ايضا ان طيارا روسيا مفقودا كان قد خطف في السودان أطلق سراحه يوم الخميس وسلم الى بعثة الامم المتحدة في دارفور.
ويوم الخميس ايضا نصب رجال مسلحون مجهولون مكمنا لدورية لقوات يوناميد في غرب دارفور لكن الجنود طاردوهم وردوهم على أعقابهم.
الافراج عن الطيار الروسي
من ناحية اخرى، أكد دبلوماسيون روس وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان أن طيارا روسيا مفقودا كان قد خطف في السودان أطلق سراحه الخميس وسلم إلى بعثة الأمم المتحدة في دارفور.
وقالت متحدثة باسم الامم المتحدة في نيويورك: يمكننا الآن تأكيد أن الطيار تم التعرف على مكانه واعادته سالما إلى نيالا. وشاركت الحكومة السودانية في العثور عليه.
ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن ميخائيل مارجيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى السودان قوله: قائد طاقم الهليكوبتر الذي اختفى في السودان في 26 من يوليو وأسر قد أطلق سراحه وهو الآن لدى بعثة الأمم المتحدة.
وأضاف إن قوات شبه عسكرية غير نظامية سودانية كانت وراء خطفه.
وتابع: موقفنا بسيط. ليس من حق أي من الأطراف المتحاربة في السودان اتخاذ الطيارين الروس ورقة للمساومة. وقد عبرنا عن ذلك بأسلوب واضح ومشدد لكل من يتابعون الموقف في السودان.
وأشار متحدث باسم السفارة الروسية في الخرطوم إلى أن الطيار في حالة جيدة.
وقالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء أن الطيار المفقود وثلاثة من قادة المتمردين تعرضوا للضرب عندما هبطت طائرتهم التابعة للأمم المتحدة بعيدا عن مقصدها في دارفور في وقت سابق هذا الأسبوع.
ولم يتبين بعد من المسؤول عن تعرضهم للضرب. وتحقق الأمم المتحدة في الواقعة.
وبعد ذلك نقل الطاقم والركاب ماعدا الطيار إلى معسكر تابع للجيش السوداني. وفقدت الطائرة المملوكة لشركة يو تي اير الروسية الاتصال بعد أن هبطت في منطقة تقطنها أغلبية من القبائل العربية في غرب السودان يوم الاثنين. وكانت تقل ثلاثة من قادة المتمردين في طريقهم إلى محادثات سلام.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الجيش السوداني منع الهليكوبتر من الاقلاع بعد أن هبطت بعيدا عن وجهتها الأصلية بسبب سوء الأحوال الجوية. ونفى المسؤولون تقارير سابقة أفادت بأن الطائرة احتجزها متمردون.