سكان الجنوب السوداني يقبلون على التسجيل استعدادا للاستفتاء

تاريخ النشر: 23 نوفمبر 2010 - 07:11 GMT
الجنوب بانتظار الاستفتاء
الجنوب بانتظار الاستفتاء

شهدت مكاتب التسجيل في جنوب السودان اقبالا شديدا استعدادا للمشاركة في الاستفتاء التاريخي مطلع كانون الثاني/يناير الذي يمكن ان يؤدي الى انفصال الجنوب عن الشمال وولادة دولة جديدة عاصمتها جوبا.

وقالت ميري سوربو التي تنتظر مولودا وتحمل ابنها بين يديها وتنتظر دورها للتسجيل في مركز مبني من الصفيح لاستقبال سكان قرية ريوبكي "انها اللحظة التاريخية التي ستتيح لنا تقرير مستقبلنا، ونحن نعلم انها عملية مهمة لانها اذا تمت بالشكل المناسب، فسيعترف العالم اجمع بنتائج الاستفتاء".

وتؤكد دراسات ومصادر وتقارير اكاديمية ان النخبة في الجنوب المرتبطة بمصالح مالية واقتصادية تسعى للانفصال فيما يعارضه عامة الشعب والطبقات الشعبية التي تعتقد انها ستضيع في ظل حكومة جنوبية غير قادرة على تامين لقمة العيش للشعب في الجنوب

وشوهد العديد من سكان القرى المعزولة وسط الادغال على مقربة من الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية وهم يرفعون اصابعهم فرحين وقد ظهر الحبر عليها كدليل على استكمال تسجيلهم للمشاركة في الاستفتاء في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل.

وعلى طول الطريق الترابي الموصل الى الكونغو الديموقراطية اقيمت مراكز تسجيل صغيرة شهدت اقبالا كبيرا من سكان الجنوب. وبعض هذه المراكز كان عبارة عن خيمة وبعضها الاخر اقيم في المدارس، حتى ان مراكز تسجيل فتحت في العراء تحت اشجار المانغو.

وقال نودلو ندرومو مسؤول التسجيل في محلية ياي التي تقع فيها قرية ريوبكي "الناس حريصون على المشاركة، والعملية تمضي بسلام ونحن سعداء بالطريقة التي تسير بها".

وشوهد عدد من المراقبين في بعض هذه المراكز، كما ان كبار السن كانوا يتحققون من هويات الذين يريدون التسجيل.

وقال ديفيد تومبي الذي كان يرتدي سترة صفراء خاصة بموظفي الاستفتاء "انا هنا للتأكد من ان الذين يتقدمون لتسجيل اسمائهم يحق لهم ذلك".

واضاف "في بعض الاحيان يتقدم بعض الفتية المتحمسين ممن لم يبلغوا ال18 من العمر من هذه المراكز بهدف التسجيل، كما يتبين ان بعضهم ليسوا جنوبيين فعليين. لذلك نقوم نحن بالمساعدة في التحقق من ذلك بسؤالهم عن عائلاتهم ومن اي منطقة يتحدرون".

وقال مسؤول عن الاستفتاء "التسجيل في الجنوب مثير للاعجاب خصوصا في المناطق الحضرية".

وقال المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء التي تدير عملية التصويت في الجنوب اليو قرنق اليو "هناك اقبال جيد جدا والعملية تسير بهدوء ولم ترد اي تقارير عن حوادث عنف".

واضاف "نقوم بشكل منتظم بجمع اعداد الذين تسجلوا، ووفق العينات التي تلقيناها فاننا نقدر عدد الذين سجلوا اسماءهم في الولايات الجنوبية العشر بنحو 1,3 مليون شخص".

واطلق رئيس حكومة الجنوب سالفا كير عملية التسجيل في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من مركز تسجيل في جوبا عاصمة الاقليم قرب مقبرة الزعيم التاريخي جون قرنق الذي قاد جنوب السودان الى اتفاقية السلام 2005 التي انهت 22 عاما من الحرب الاهلية مع الشمال.

وفي الولاية الاستوائية الوسطى كان الاقبال شديدا على التسجيل في المدن وفي المناطق الريفية المعزولة على السواء.

وقال نودرمو "بعض المراكز استهلكت كل دفاتر التسجيل التي سلمت لان الاقبال كان كبيرا، وفور علمنا بذلك ارسلنا مزيدا من الدفاتر لكي لا يكون التوقف طويلا".

ومع اقتراب موعد الاستفتاء دعت شخصيات دينية الى الهدوء.

وقال اسقف ياي الكاثوليكي يركولانو لودو تومبي خلال قداس اقيم في الهواء الطلق امام عدد كبير من الاشخاص "ايا كانت النتيجة سواء اسفرت عن انفصال او عن وحدة، فان السودان لن يكون باي حال كما كان في السابق لان الشعب اختبر الديموقراطية والحرية".

واضاف الاسقف الكاثوليكي ان "التلاعب بالاستفتاء امر غير اخلاقي، وفي حال ثبت ذلك فسيؤدي بالتاكيد الى زعزعة الاستقرار وربما الى العنف".

من جهة اخرى، اكد مسؤول سوداني رسمي ان اقبال الجنوبيين الذين يقيمون في الشمال على مراكز التسجيل ال165 هناك كان ضعيفا.

واعلن الاحد عن اتفاق بين حكومة ولاية الخرطوم ومفوضية الاستفتاء لتشكيل لجنة مشتركة لحض الجنوبيين في الشمال على الاقبال على التسجيل.

ويقدر عدد الجنوبيين الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء بنحو خمسة ملايين في السودان وفي الشتات.

وهناك 2794 مركز تسجيل داخل السودان منها 2629 في الجنوب وستبقى مفتوحة حتى الاول من كانون الاول/ديسمبر.

وتبادل قادة الشمال والجنوب الاتهامات بترهيب الناخبين قبل الاستفتاء. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن