قبل عام، فاز المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجائزة «المواطن العالمي» التي يمنحها «المجلس الأطلسي»، خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، أما هذا العام، فقد كان الملياردير إيلون ماسك ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في دائرة الضوء.
بالأمس، منح مركز الأبحاث المرموق جائزة «المواطن العالمي» للشقراء الإيطالية ميلوني خلال فعالية رسمية أصبحت محورًا أساسيًا في تجمع الجمعية العامة للأمم المتحدة لقادة العالم. وبدعوة خاصة من رئيسة الوزراء الإيطالية، تم دعوة ماسك لتقديم ميلوني، وهي خطوة
أثارت اعتراضات واسعة من موظفي مركز الأبحاث، لكن الحدث الذي أقيم في قاعة زيغفريد في مانهاتن، بدا الجو ودّيًا أكثر من اللازم.
ماسك، الملياردير التقني المعروف بمواقفه المثيرة للجدل ودعمه لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، قدم ميلوني بعبارات مفعمة بالمديح، واصفًا إياها بأنها "أجمل من الداخل مما هي عليه من الخارج" و"شخصية صادقة وحنونة ومتفهمة".
وأضاف ماسك أمام الحضور الضخم وعدسات التصوير: "هذا لا يمكن قوله دائمًا عن السياسيين"، مما أثار ضحكات من الجمهور.
من جانبها، ردّت ميلوني بالإشادة بعبقرية ماسك "التي لا تقدر بثمن."

جورجيا ميلوني وإيلون ماسك
التقى الثنائي عدة مرات من قبل، إذ استضافت ميلوني الملياردير في مقر إقامتها الرسمي في روما العام الماضي، وتناقشا حول اهتمامات مشتركة مثل انخفاض معدلات الولادة في الغرب وفرص الذكاء الاصطناعي.
كما كان ماسك متحدثًا ضيفًا في مهرجان سياسي نظمه حزب ميلوني اليميني المتطرف "إخوة إيطاليا" في ديسمبر الماضي.
لكن ليلة الاثنين كانت لحظة ميلوني، بعد كلمات ماسك الموجزة وعناق قصير معها استخدمت ميلوني البالغة من العمر 47 عامًا، والتي أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا قبل ما يقرب من عامين، خطابًا مدته 15 دقيقة لعرض رؤيتها للمحافظة الغربية.
باستثناء إشارة قصيرة لدعم إيطاليا لأوكرانيا، تجنبت ميلوني القضايا الجيوسياسية المعاصرة، وبدلاً من ذلك، قدمت عرضًا مطولًا لفلسفتها المحافظة، مستندة إلى مقال رأي نشره أنتوني ج. كونستانتيني في موقع "بوليتيكو" العام الماضي لتقديم دفاع حماسي عن "قيم" الغرب و"حضارة بُنيت عبر القرون."
قالت ميلوني إن الوطنية "هي أفضل رد على التدهور"، متحدية فكرة "الانحدار الحتمي للغرب، فالدفاع عن جذورنا العميقة هو الشرط المسبق لجني ثمار ناضجة."

في أسبوع يجتمع فيه قادة العالم لتعزيز التعددية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فضلت ميلوني الترويج للوطنية، واصفة الغرب بأنه "حضارة بُنيت على مدى القرون."
وأضافت: "حريتنا وقيمنا والفخر الذي نشعر به تجاهها هي الأسلحة التي يخشاها خصومنا أكثر."
تحدثت ميلوني بالإنجليزية وأبقت انتباه أكثر من 600 ضيف في العشاء الحصري، وحظيت بتصفيق حار من ماسك، الذي كان يجلس إلى جانب والدته، عارضة الأزياء وأخصائية التغذية ماي موسك.